أزمة النتائج و المكتسبات تتربص بحملة “مقاطعون”
محمد فرتال
بات من الواضح جدا أن الحملة الشعبية الناجحة لمقاطعة 3 ماركات تجارية أصبحت على أبواب أزمة حقيقية للنتائج والمكتسبات , ففي الوقت الذي تحرك ألاف المغاربة الشجعان والغيورين لمدة أربع أسابيع بهدف فرض سياسة الأمر الواقع في التصدي للإحتكار والهيمنة التي تطال تسويق عدد من المنتوجات الأساسية .لم تحقق لحد الأن و للأسف هذه الحملة المباركة أي نتائج عملية أو مكتسبات يحس بها المواطن بشكل يومي ولازال الثمن العادي للحليب هو 3.50دراهم في حين إرتفعت أثمنة المحروقات دون أن نتحدث عن ماء “سيدي على” لأن في الأساس المواطن الفقير وولد الشعب الحقيقي لا يشرب المياه المعدنية وبصراحة لا يحس أنه يحتاجها فعلا في حياته اليومية اللهم في حالات المرض .
وعلى الرغم من يقظة مجموعة من الشبان الرائعين في تدبير و قيادة هذه الحملة ذات المطالب العفوية والبريئة إلا أن التخوف بدأ يكبر بخصوص توالي النتائج العكسية إنطلاقا من السيناريوهات المحتملة لإفلاس شركة سنطرال وتغيير إسم شركة المحروقات “إفريقيا” وتركيز شركة “سيدي علي ” على بيع منتوجاتها في الخليج العربي وعدد من أسواق أسيا والمنتجعات السياحية بإفريقيا . لنكون بذلك نحن المشاركون في هذه الحملة قد وصلنا للباب المسدود وكل ما بحوزتنا هو إحساس ثقيل بعدم الجدوى والفعالية . وهو ما يمكن أن يولد إنطباعا عميقا بالفشل في النفوس وسيدفع العديد منا لإعادة التفكير في كيانه ووجوده
و على أي فقد عرفنا وإكتشفنا مجموعة من الحقائق كنا نجهلها عن وطننا الحبيب أهمها هو ان العزاب العاطلين على العمل يشكلون خطرا على المغرب وأن الإحساس بالفشل الدفين يخيم على الاف الشبان المغاربة كما إكتشفنا أيضا ان وحدهم الأفراد شاركوا في هذه الحملة ولم تلتحق بها أي هيئة سياسية أو نقابية أو منظمة حزبية كما إكتشفنا أيضا أننا نحن الشعوب المغلوب على أمرها نستسلم أمام جشع و جبروت الشركات العالمية المتعددة الجنسيات وأخطرها على الإطلاق شركات الأدوية وشركات البترول والطاقة التي لا تتوانى في شن حروب في عدد من المناطق بالعالم وهي التي تؤثر فعليا وعمليا في باقي الشركات الصغرى …و نتمنى صادقين أن ينعم الله على بلدنا بأولاد الشعب بمستوى متقدم من القدرات الفكرية والعلمية التي تتهافت عليها الجامعات والمدارس العسكرية وكليات الطب وكليات الهندسة لأن وحدها العقول العلمية قادرة فعليا وعمليا على وضع إستراتيجيات وتكتيكات لتغيير الواقع أما المواطن البسيط المغلوب على أمره فكل مايستطيع فعله هو الغضب والإنفجار بشكل عشوائي