أسفي – “دار العلوم”.. مركز عملي لتعميم ونشر مستجدات الحقول العلمية
و م ع (فؤاد بنجليقة)
آسفي
– تجسد “دار العلوم” بآسفي، التي أحدثها فاعلون جمعويون يعشقون هذه المدينة، التزام وانخراط المجتمع المدني لصالح تعميم العلوم ونشرها وسط الجمهور العريض، من كل الأعمار.
ويسلط هذا المركز، الموجه لتنمية القدرات العلمية واللغوية، والذي فتح أبوابه منذ سنتين، بشكل عملي وملموس، الضوء على تطبيقات الاكتشافات في علوم البيولوجيا، والكيمياء والفيزياء، وغيرها من الحقول العلمية.
وتقترح هذه البنية الجمعوية سلسلة من التظاهرات، والورشات، والتي تهدف إلى فسح المجال لاكتشاف العلوم، مع الجمع بين “التعلم والترفيه”.
وهكذا، يتم تلقين الأطفال، من خلال ورشات عملية وترفيهية، جوانب مختلفة من العلم، والتواصل العلمي واللغوي باللغة الفرنسية.
ويقترح المركز أيضا ورشات في الرقص والمسرح، بهدف تأمين التنمية الذاتية للفرد، وتطوير مهارات وخبرة المستفيدين، وتحفيز روح الابتكار والخلق والمبادرة وريادة الأعمال لديهم.
كما تقترح دار العلوم، الموجهة للصغار والكبار، في الوقت نفسه، بطريقة ممتعة وتربوية، تلقين مختلف العلوم (رياضيات، كيمياء، بيولوجيا، فيزياء..)، من خلال ورشاتها العلمية، التي تمكن من فهم الظواهر العلمية المحيطة بنا، والتي يؤطرها وينشطها، مرتين في الأسبوع، منشطون متخصصون في العلوم، تم تكوينهم لهذا الغرض.
وقال مدير جمعية دار العلوم، السيد هشام المعطاوي، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مهمة هذا المركز تتمثل في نشر الثقافة العلمية والعلوم، لكي يتمكن الجميع من الولوج إليها، مبرزا أن المركز يسعى إلى تشجيع الأطفال ابتداء من سن الخامسة، والطلبة والجمهور العريض على الإقبال على هذه الثقافة.
وأوضح السيد المعطاوي، وهو طبيب بيولوجي، أن متطوعين من مختلف التخصصات العلمية ينشطون بالمركز ورشات علمية، مرتين في الأسبوع، موجهة بالأساس لفائدة الأطفال الذين يتابعون دراستهم في التعليم الابتدائي، حيث يحاولون الاشتغال معهم حول كل ما يتعلق بالتواصل، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء.. .
وأضاف أن “دار العلوم تمتاز بكونها تسعى إلى تحبيب العلوم للأطفال، وللطلبة وللكبار، من خلال التجريب والبحث، وليس من خلال الدروس، والتي أبانت الدراسات عن محدوديتها، لأنه في هذا النوع من التعليم يكون المتعلمون أقل نشاطا، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى عدم الانتباه والإلهاء أو الملل، كما أنه حينما يستغرق الدرس مدة طويلة، قد يجد البعض صعوبة في متابعته بتركيز.
وأشار إلى أنه فضلا عن ذلك، فإن العروض الشفوية لا تساهم بقدر وافر في نقل المعارف، ولا تشجع المتعلمين على التبادل والتفاعل مع المدرس.
من جهتها، قالت وسام، التي تدرس اللغة الفرنسية، في تصريح مماثل، إن مهمتها داخل هذا المركز تتمثل في تطوير التواصل العلمي لدى الأطفال، وخاصة باللغة الفرنسية.
وترى هذه المتطوعة داخل الجمعية، أن التواصل العلمي يسمح بتسهيل وتقريب مختلف التخصصات العلمية، وتحبيبها للأطفال، مشددة على ضرورة تلقين المتعلمين التقنيات اللغوية، لكي يكتسبوا القدرة على التواصل بشأن معارفهم وتبليغ نتائج بحوثهم للآخرين، مما يبرز الأهمية التي تكتسيها هذه الدروس، والتي من شأنها تمكين المستفيدين من تقنيات التواصل اللغوي.
وسجلت هذه الفاعلة الجمعوية، في هذا السياق، أن التواصل العلمي يضطلع بدور هام في التحفيز على بروز الشغف والموهبة، والمساعدة في استيعاب الدروس العلمية، والمساهمة في الولوج إلى المعارف.
وبالموازاة مع هذه الورشات، وقعت “دار العلوم” بآسفي اتفاقيات مع العديد من الهيئات والمدارس والجامعات، من قبيل المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بآسفي، وجمعية “آكت فور كوميونيتي” التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
وتروم هذه الشراكات تطوير مشاريع علمية وتشجيع ثقافة المقاولة، واتخاذ المبادرات في صفوف الأجيال الصاعدة.
وفي إطار انفتاحها على محيطها، تتولى جمعية “دار العلوم” بآسفي رعاية “دار الطفل” بالمدينة ذاتها، حيث فتحت مركزا لتطوير مهارات الأطفال نزلاء دار الأيتام.
وينشط متطوعو الجمعية في هذه الدار ورشات لنشر العلوم، مرتين في الأسبوع، لفائدة الأطفال نزلاء هذه البنية الاجتماعية.
وكانت الجمعية، مدفوعة بهذه الحيوية، قد نظمت سنة 2020 بمدينة آسفي، الدورة الأولى لمهرجان العلوم، بهدف التحسيس بأهمية العلوم والتكنولوجيات الجديدة، وتقريب وجعل العلوم في متناول الجمهور العريض، مع تمكين الشباب من الانفتاح أكثر على المسارات العلمية.