أطباء تركيا : الأرقام التي تقدمها الحكومة حول وفيات كورونا كاذبة
أكدت الجمعية الطبية التركية (TTB) وفروعها الإقليمية، أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في تركيا مرهقون ومستنزفون عقليًا، نتيجة تعاملهم مع فيروس كورونا “كوفيد 19″، بمعدلات تنذر بخطر كبير.
وقالت الجمعية في بيان لها أول أمس الجمعة، “نسمع كل يوم عن زملائنا يصابون بكورونا، وبينما يتحدث البعض عن قصص نجاح على شاشات التلفزيون وعلى موقع تويتر، فإننا نموت”، وذلك وفقا لصحيفة “أحوال” التركية.
وقالت الصحيفة إن الأطباء والممرضات والفنيون الطبيون وغيرهم من العاملين في المستشفى يتعاملون بمعدلات تنذر بالخطر مع استمرار تفشي الوباء في تركيا، مشيرة إلى أن حوالي 80 شخصًا يعملون في المستشفى العام في مقاطعة بينجول الجنوبية الشرقية، من بينهم ثلاثة أطباء ثبتت إصابتهم بالفيروس فيغشت الجاري فقط.
وقال بيان الجمعية “لا يمكن أن تستمر الحرب ضد كورونا، بينما تتجاهل الحكومة ووزارة الصحة الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، على افتراض أن كل شيء طبيعي وليس استثنائيًا”.
وأوضحت الصحيفة أن الأطباء وغيرهم من المهنيين الطبيين تجمعوا أمام مكاتب الجمعية في اسطنبول، حيث قرأ عضو مجلس إدارة الجمعية فرع اسطنبول روكي إيكر البيان، مشيرا إلى أن الخدمات الطبية يتم تسويقها بشكل متزايد، ويواجه الأطباء ضغوطًا لتحقيق أهداف أداء غير واقعية، في حين أن أعداد الحالات “تنمو مثل الانهيار الجليدي”.
وأضاف إيكر: “يجب أن نفهم أن الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية يعملون في بيئة خانقة، ونحن منهكون”، مؤكدا أن العديد من الأطباء فقدوا الأمل وبدأوا في الاستقالة أو التقاعد.
وأضاف “دفع هذا الأمر الأطباء، الذين عملوا بتضحيات كبيرة لأشهر، إلى الاستقالة والتقاعد”.
وقالت الصحيفة إن نظم عمل الرعاية الصحية في محافظة ديار بكر جنوب شرق البلاد، والتي تضم أكبر عدد من السكان الأكراد في البلاد، شهدت إضرابًا لمدة ساعة يوم الخميس الماضي للفت الانتباه إلى ظروف عملهم المكثفة.
وأكد إيكر: “إذا لم نتمكن من حماية الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وإذا لم نتمكن من تقديم الدعم المادي والعاطفي لهم ، فلن تتمكن الحكومة من حماية المجتمع”.
كما تجمع أعضاء فروع الجمعية في محافظات مختلفة حيث يستمر الوباء في الانتشار بصورة كبيرة، بما في ذلك مقاطعات مرسين الجنوبية وأضنة وهاتاي وغرب إزمير وشرق وجنوب شرق فان وشانلي أورفا.
وأشارت الصحيفة إلى أن رفع الحكومة التركية معظم القيود الصارمة المتعلقة بالوباء ابتداء من 1 حزيران يونيو الماضي، ولجوء الحكومة إلى الاحتياطات الفردية ضد الوباء، ساهمت في الإرهاق واليأس والشعور بعدم التقدير للأطباء وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وقالت الجمعية إن المدينة الأكثر تضررًا هي إسطنبول، حيث بلغ معدل الوفيات 18.2%من المصابين بكورونا، تليها المنطقة الصناعية في شرق مرمرة بنسبة 7.4%، وسجلت أكبر زيادة في عدد الحالات في وسط الأناضول ، بنسبة 43.1 %، تليها شمال شرق الأناضول بنسبة 29.4%.
وكشفت الجمعية عن أن الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة فيما يتعلق بإصابات ووفيات كورونا تتعارض مع الواقع الذي يؤكد وجود أرقام أكثر بكثير.