أونسا تجدد تحذيراتها للمغاربة بخصوص النعناع
رغم التحذيرات المتكررة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من استهلاك نبتة النعناع لما تحتوي عليه من المبيدات الممنوعة دوليا في زراعة هذه النبتة و لخطورتها الكبيرة على صحة الإنسان. أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية، مرة أخرى احتواء النعناع على نسبة عالية من مبيدات الكيميائية التي تؤثر على صحة المواطنين.
وأوضح المكتب، على أنه أثناء عملية المراقبة وتتبع توصل المكتب إلى كون المنتجات الزراعية المتواجدة في أسواق الجملة لا تتيح امكانية التتبع، و هو الشيء الذي يحد من فعالية الضبط، موضحا أن نتائج تحليل بقايا المبيدات لن تكون متاحة إلا في غضون 24 ساعة إلى 48 ساعة. وهذه المدة سيكون المنتوج تم بيعه دون امكانية تتبع مصدره.
وتأتي المخاطر الصحية التي تسببها نبتة النعناع، بعد أن قامت الجهات المختصة، بإخضاع نبتة النعناع بعدد من الضيعات الفلاحية بأكادير وإنزكان ومدن أخرى، للتحاليل في مختبرات خاصة، ليتبين من خلال النتائج، أن هذه العينات تتضاعف فيها نسب مخلفات المبيدات الحشرية القاتلة.
وفي هذا الصدد، أكد المكتب أنه قام في أبريل الماضي، بإجراء التحاليل لنبتة النعناع في المزارع لعدة مناطق من بينها : (الرباط، القنيطرة، طنجة،تطوان، الدار البيضاء، سطات، سوس ماسة، مراكش، فاس و مكناس)، وتم العثورعلى 80 في المائة من العينات غير متوافقة إما بسبب استعمال المبيدات الحشرية أو بسبب استخدام مبيدات غير مصرح بها أو مصرح بها بجرعات زائدة ناتجة عن عدم الامتثال لطول الفترة الزمنية التي يجب أن تتوقف فيها المعالجة والتي تكون قبل الحصاد. وبذلك عمل المكتب على إتلاف حقول النعناع التي تبث استخدام أصحابها لمبيدات غير مرخصة بمساعدة السلطات المحلية و الدرك الملكي، حتى لا يتم تسويقها وبيعها في الأسواق الوطنية، وذلك من أجل حماية المستهلك.
وواصل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في يونيو عملية المراقبة وسجل خلال عمليته الثانية في يونيو تحسن ملحوظ مقارنة بالمرحلة الأولى وانخفض معدل عدم الامتثال إلى النصف ، من 80 ٪ إلى 40 ٪.
ومن أجل تشديد عملية المراقبة على مادة النعناع داخل الاسواق المغربية للتأكد خلوها من المبيدات الضارة قبل وصولها الى المستهلك، و هو ما من شأنه أن يجنب الأضرار والأمراض الخطيرة التي تهدد سلامة المواطنين تم استدعاء مسؤولي ومديري أسواق الجملة ومحلات السوبر ماركت من قبل ONSSA للمطالبة بتقديم شهادات تحليل للمنتوج ومستند التتبع بين الوسيط والمزارع، كما حددت ONSSA قائمة المختبرات المعترف بها لإجراء التحليلات، وقائمة المكونات النشطة التي يتعين البحث فيها وقائمة الحد الأقصى لمخلفات مبيدات على المنتجات النباتية التي يمكن للإنسان أن يستهلكها طوال حياته دون تسجيل مخاطر صحية.
كما أطلق المكتب تعدادًا لجميع منتجي النعناع على المستوى الوطني. ويقدر عددهم بنحو 8000 منتج.
وقد مكنت عملية التعداد التي قام بها المكتب الوطني للسلامة الصحية، من ضبط عملية المراقبة، كماسيتطلب من المنتجين المسجلين الاحتفاظ بسجل المدخلات الزراعية و الذي سيمكّن هذا السجل مفتشي المكتب من التحقق من تاريخ معالجات الصحة النباتية التي تم تنفيذها واحترام المواعيد النهائية اللازمة ، لا سيما DAR.
تجدر الإشارة، إلى معدل الإنتاج السنوي المغربي من نبتة النعناع يترواح بين 70.000 و9500 طن حسب المصادر ذاتها، و يتم تصدير 6000 طن، فيما تبلغ المساحة المزروعة حوالي 4000 هكتار.