أي فرصة ينتظر علي الهمة ؟!
كمال اشكيكة
منذ تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، والمستشار الملكي فؤاد علي الهمة يتلقى الضربات بدلا عنه، فحين تم إختيار الشيخ بيد الله لقيادة الجرار ، سمي الحزب أنذاك بحزب صديق الملك، وتم تداول هذا اللقب أكثر من تداول اسم الحزب نفسه. ولما استقال منه سنة 2011 خلال الاحتقان الشعبي الذي أطفأ نيرانه خطاب 9 مارس. وبعد مجئ مصطفى الباكوري لقيادة الجرار عوضا عن الشيخ بيد الله، حمل الحزب ألقاب أخرى، كالحزب المعلوم، وحزب التحكم، والذي يعلم كل مهتم بالشأن السياسي من يقصد به…
لكن ومن غير شك أن لعنة تأسيس هذا الحزب، الذي ولد بتشوهات خلقية، ظلت تتبع فؤاد علي الهمةواحد من أبرز مؤسسيه، حتى بعد ابتعاده النهائي والحاسم عن الساحة السياسية. وظلت تشكل مشجبا يعلق عليه باقي الفرقاء السياسيين اتهاماتهم للحزب بمحاولة التحكم في الحياة السياسية.
وظل الهمة عرضة للاتهامات حتى بعد تعيينه مستشار للملك، خصوصا وأنه ظل في أذهان بعض من خرج أو أيد إحتجاجات حركة 20 فبراير، رمزا من رموز الفساد الذي طالب بعض المغاربة بمحاكمته، رفقة الماجيدي وآخرين.دون أن تكون مطالبهم مبنية على أسس قانونية واضحة
وكان تصريح صحفي للأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، نبيل بن عبد الله. والذي وصف من خلاله أحد مؤسسي حزب الأصالة والمعاصرة بالتحكم، وهي اشارة مباشرة للهمة. التقطها الديوان الملكي، ورد عليها ببيان، يدين من خلاله تصريح وزير السكنى في الحكومة المغربية، ويصفه بالتصريح الغير مسؤول، وبالمزايدة السياسية… وهو إقحام خطير للمؤسسة الملكية في الصراعات السياسية، على بعد أقل من شهر عن استحقاقات السابع من أكتوبر.
كان باستطاعة المستشار الملكي علي الهمة الرد عليها بشكل شخصي، وابعاد الديوان الملكي عن كل ما ليس له علاقة بشخص الملك أو ثوابت الأمة.
ويبقى السؤال: هل كان الهمة يتحين الفرصة لإبعاد لعنة تأسيس الحزب المشؤوم عنه. حتى وهو بعيد عن الساحة السياسية؟