إتحاد المغرب العربي في ذكرى تأسيسه ال26 .. حدث تاريخي مصيري لتحقيق الحلم المغاربي
الكاتب:
و م ع
أكدت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي أن ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي، كإطار إقليمي يوحد ويحتضن أحلام وطموحات الشعوب المغاربية، التي تخلد، يوم غد الثلاثاء، ذكراه ال26، ستظل راسخة في أذهان أبناء دول الاتحاد، عالقة في ذاكرة التاريخ، باعتبارها حدثا تاريخيا مصيريا في المنطقة تعانقت فيه إرادة الشعوب بقادتها لتحقيق الحلم المغاربي بالتكامل والتضامن والاندماج. وأكدت الأمانة العامة للاتحاد، في بيان لها بالمناسبة توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أن الإيمان الراسخ بالمصير المشترك ووحدة الهدف، وما يربط بين الدول والشعوب المغاربية من علاقات أخوية أساسها وحدة الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ المشترك والتطلع إلى مستقبل واحد، كان حاسما في اتخاذ القرار المصيري لبناء الفضاء المغاربي المشترك، الذي يحقق طموحات وآمال الدول الخمس وشعوبها. يذكر أن تأسيس اتحاد المغرب العربي تم الإعلان بمدينة مراكش سنة 1989 بموجب اتفاقية تم توقيعها من قبل قادة البلدان المغاربية الخمسة وهي المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا. وأكدت الأمانة العامة أن حلم الاتحاد والتكامل المغاربي، الذي راود الشعوب والقادة المغاربيين، “أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى أقرب إلى التجسيد والتحقق، لإدراك الجميع في الاتحاد أن القوة والمناعة لدوله لن تتحقق إلا بالاتحاد والتكامل لمواجهة التقلبات والأخطار المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم”. ولم تكن فكرة المغرب العربي وليدة اليوم – يضيف البيان- فقد امتزجت دماء أبناء المنطقة منذ فترة الكفاح المشترك ضد الاستعمار. وبينت العديد من الأحداث، على غرار اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد وما تبعها من مظاهرات عارمة شملت مختلف الأقطار المغاربية واستشهد خلالها العديد من مواطنيها، مدى ترسخ الشعور لدى الشعوب المغاربية بالانتماء إلى فضاء واحد، وهو ما جسده مؤتمر طنجة سنة 1958 الذي أكد على البعد الاستراتيجي للبناء المغاربي. وإن شهدت المساعي الاندماجية المغاربية بعض الفتور خلال الفترة الأولى من الاستقلال بسبب انكباب الأقطار المغاربية على بناء الدولة الحديثة، إلا أن المشروع المغاربي – تقول الامانة العامة للاتحاد – لم يغب عن وجدان الشعوب والقيادات المغاربية التي نجحت في وضع اللبنة الأولى لهذا المشروع في قمة زرالدة في 10 يونيو 1988 ثم وضعت مبادئه ومؤسساته في قمة مراكش يوم 17 فبراير 1989. وسجلت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربيأن الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لإنشاء الاتحاد يأتي والساحة المغاربية والعربية والدولية تشهد تطورات هامة، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، وهي تطورات ما فتئت دول الاتحاد تتعامل معها بجدية من خلال الحوار المشترك والتنسيق المستمر، تحقيقا للمصلحة المشتركة لدول الاتحاد، وبما يعود بالفائدة على دوله ورفاهية مواطنيه. فالمتتبع للمسيرة المغاربية المباركة وهي تقترب من عقدها الثالث، يضيف البيان، يلمس بشكل واضح أنها تمكنت من دعم التنسيق والتعاون والتكامل بين الأقطار المغاربية بما مكن من إنجاز العديد من برامج التعاون والمشاريع المشتركة في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى صياغة مواقف مشتركة تجاه القضايا التي تهم دول الاتحاد. ففي المجال السياسي، حرص اتحاد المغرب العربي على تعزيز سنّة التشاور بين دوله في إطار مجلس وزراء الشؤون الخارجية الذي عقد السنة الماضية دورته الثانية والثلاثين، سعيا إلى صياغة مواقف مشتركة لدوله تجاه القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقا من المبادئ والأسس والثوابت المشتركة التي ترتكز عليها سياساتها الخارجية، والتي تقوم، بالخصوص، على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ودعم القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.