إحالة “أدمين” صفحة حمزة مون بيبي على سجن الأوداية
ذكرت يومية الأخبار أن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمراكش، أودع نهاية الأسبوع الماضي، مسير صفحة التشهير والابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة باسم «حمزة مون بيبي»، سجن لوداية على ذمة التحقيق، بعدما اعترف تلقائيا أنه هو المسير لهذه الصفحة التي عرضت عشرات الشخصيات والمستثمرين والفتيات والنوادي الليلية للتشهير. ووجه الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش للمتهم المسمى «علاء الدين.ب»، والمنحدر من مدينة القصر الكبير جناية «الاتجار في البشر» وجنح «السب والقذف والتشهير والابتزاز والمس بالحياة الخاصة للأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي والنصب والتهديد والابتزاز الجنسي عبر شبكة الانترنيت».
وكان قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمراكش، قد أودع، في وقت سابق من مطلع الشهر الجاري، سجن لوداية بضواحي مراكش المسمى «أسامة» المتحدر من مدينة أكادير، والمشتبه فيه في وقوفه وراء صفحة «حمزة مون بيبي»، على ذمة التحقيق، وذلك بعد إيقافه بمطار مراكش المنارة الدولي.
إلى ذلك، وبعد التعليمات الكتابية للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش، باشر المكتب الوطني لمكافحة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أبحاثه وتحرياته في قضية استهداف مجموعة من الأشخاص بالسب والقذف والتشهير والمس بالحياة الخاصة للأشخاص من خلال الحسابات المحدثة على تطبيقات «سنابشات» و»انستغرام» تحت اسم «حمزة مون بيبي»، قبل أن يجري إيقاف المسمى «علاء الدين.ز»، بمقر إقامة أسرته بمدينة القصر الكبير، والذي يبلغ من العمر 31 سنة، والمسماة «زينب.ز»المقيمة بمدينة سلا والبالغة من العمر 25 سنة. إيقاف المشتبه فيه من خلال استغلال الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للهاتف المحمول للمسماة «س.ج» والملقبة بـ «كلامور»، كشفت الأبحاث عن وجود أرقام هاتفية بتطبيق «واتساب» الخاص بها، لها علاقة بحساب «حمزة مون بيبي»، حيث أكد تقرير صادر عن إحدى شركات الاتصالات أن هذا الرقم مسجل باسم «علاء الدين.ب».
وبحسب المعلومات والمعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية توصلت إلى الخيوط الأولى الناظمة لهذه القضية، حيث تبين أن المسماة «ع.ع»، تعرفت على المتهم «علاء الدين»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتتوطد علاقتهما ويتبادلا رقمي هاتفيهما، قبل أن تعرفه على المسماة «س.ج»، الملقبة بـ «كلامور»، هذه الأخيرة التي تم العثور بهاتفها على اسم «علاء الدين» تحت اسم «حمزة مون بيبي». وهو الأمر الذي أكد بشأنه المتهم أنه يجهل سبب وجود رقمه تحت هذا الاسم بالهاتف المذكور، نافيا، في الوقت ذاته، أن تكون له أية علاقة بصفحة «حمزة مون بيبي». هذا، واعترف المتهم في إفاداته أمام الفرقة الوطنية أنه فعلا تخلص من هاتف محمول من نوع «أوبرو» بالشريط الساحلي لمدينة العرائش مباشرة بعد علمه بكونه موضوع بحث من طرف الشرطة.
إفراج وإغلاق حدود بتعليمات من النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش،
تم الإفراج عن المتهم، بعد صدور قرار إغلاق الحدود في وجهه ومنعه من مغادرة التراب الوطني إلى حين انتهاء البحث القضائي. وبالرجوع إلى تقارير صادرة عن شركات تحويل الأموال، تبين أن المدعو «علاء الدين» توصل خلال الفترة الممتدة ما بين 2013 و2019 بحوالات مالية بعشرات الملايين من مجموعة من الفتيات، وبعد استدعاء بعضهن من طرف الفرقة الوطنية والاستماع إلى إفاداتهن، تبين أنهن وقعن ضحية نصب وابتزاز واستغلال جنسي من طرف المتهم. وكشفت «ز.ز»، لضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أنها تعرفت على «علاء الدين» عبر فيسبوك من خلال صفحة «حمزة مون بيبي»، وتبادلا رقمي هاتفيهما، قبل أن تتوطد علاقتهما ويفصح لها عن رغبته في الزواج منها. وفي أثناء ذلك أخبرها بضياع هاتفه المحول فأمدته بهاتفها، ما جعله يستغل مجموعة من الفيديوهات والصور الحميمة الخاصة بها، ليشرع في ابتزازها وتهديدها بنشر تلك الصور على صفحة «حمزة مون بيبي» وإرسالها إلى أفراد عائلتها، ما جعلها تخضع لابتزازاته حيث اضطرت إلى بعث حوالات مالية للمتهم بلغ مجموعها أزيد من 15 ألف درهم.
لم يقف ابتزاز المتهم لضحيته عند حدود الأموال، بل امتد إلى إجبارها على ممارسة الجنس معه مرتين، قبل أن يرغمها على ممارسة الجنس مع أجانب، في الوقت الذي يستولي هو على المبالغ المتحصلة من هذه العملية، قبل أن ينتج عن ممارستها الجنسية هذه مع الأجانب حمل، وهو الأمر الذي جعل المتهم يعرضها على إحدى المصحات الطبية الخاصة بمراكش، ويخضعها للإجهاض سنة 2018.
اعتراف يكشف المستور
حسب إفادات «ز.ز»، فإن علاء الدين، هو صاحب الحسابات الخاصة بصفحة «حمزة مون بيبي» وقد سبق أن اعترف لها بكون مجموعة من الفتيات، وضمنهن شقيقة إحدى المطربات المشهورات من مدينة الدار البيضاء، هن من يزودن المتهم بالصور والفيديوهات الخاصة ببعض النوادي الليلية، ويعمل على نشرها والتشهير بأصحابها قبل أن يخضعهم للابتزاز، كما هو الحال بالنسبة لصاحب نادي ليلي بشارع محمد السادس بمدينة مراكش، والذي أكدت «ز.ز» في إفادتها أن المتهم اعترف لها بكون مالكه عرض عليه 50 مليون سنتيم من أجل الكف عن التشهير بناديه، غير أنه رفض اللقاء به خشية أن يكون نصب له كمينا للإيقاع به.
وبعد إحضار المتهم من جديد إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، اعترف تلقائيا بكونه هو مسير الحسابات الخاصة بصفحة «حمزة مون بيبي»، في الوقت الذي نفى فيه تعريض أي شخص للابتزاز. وبتعليمات من النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ملف القضية على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش من أجل الاختصاص، بالنظر إلى وجود قرائن على الاتجار في البشر، ليقرر الوكيل العام إحالة المتهم «علاء الدين» على قاضي التحقيق ملتمسا منه التحقيق معه في حالة اعتقال، بعدما وجه له تهم «الاتجار في البشر والسب والقذف والتشهير والابتزاز والمس بالحياة الخاصة للأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي والنصب والتهديد والابتزاز الجنسي عبر شبكة الانترنيت». فيما قررت النيابة العامة متابعة «ز.ز» في حالة سراح من أجل الدعارة.