إدماج “المعلمين” البنائين في منظومة التدريس، محور الجلسة الأسبوعية الرابعة للدورة الخامسة من ملتقى المعمار الدولي
اللقاء الاسبوعي الرابع التالي لشبكة المعمار المنظم من طرف المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، المقام بشراكة مع جهة مراكش-آسفي، في نسخته الخامسة بعنوان “ثقافات البناء الإفريقي بالتراب”، يناقش “دور الحرفيين في تدريس البناء ذو المصادر البيولوجية والجغرافية”. هذا اللقاء ينفرد بمشاركة علمية ميدانية للمهندسة كليمنتين لابديري، باحثة معمارية في مدرسة الهندسة المعمارية العالية لتولوز، يحاورها كل من مدير المدرسة المراكشية الدكتور عبد الغني الطيبي، والأستاذة دومينيك غوزان ميلير، دكتورة وممثلة لكرسي اليونسكو في ثقافات البناء بألمانيا. يحضر ويشارك النقاش مجموعة من الخبراء والفاعلين وممثلي المؤسسات المختلفة الانتماءات المحلية الوطنية والدولية، تفوق 250 مشارك مختص، تم تسجيلها في اللقاءات الأسبوعية الفارطة بمحطة التواصل المباشر المخصصة للحوار. كما تبث المدرسة هذه اللقاءات مباشرة على مواقع التواصل بغية نشر ثقافات الهندسة المعمارية والبناء المسؤول بيئيا ومجتمعاتيا، والتي تتابع بكثافة من طرف المواطنين.
تسعى المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش بهذه الأوراش العلمية كما جاء على لسان مديرها السيد عبد الغني الطيبي في حوار امعه، الى إحياء النقاش حول التراث بصفة عامة و التراث التاريخي المبني في مراكش وجهتها بصفة خاصة، إضافة إلى تشجيعها مختلف المقاربات و مناهج التدخل الوفية لضوابط و قواعد الفن للعمل على إنقاد و حماية هذا التراث. وتبتغي المدرسة من وراء ذلك إعادة الاعتبار للتراث المراكشي ومنحه من جديد قيمته ومكانته التي يجب أن يحتلها في جهته وفي المجتمع المغربي، ليس فقط على المدى القصير، بل وعلى المدى الطويل أيضا، الذي يهم الانشغالات السياسية ، الاقتصادية و الاجتماعية.
يعد التراث موردا يجب العمل على ضمان نقله للأجيال المستقبلية ،كما هو الشأن بالنسبة للموارد الطبيعية والطاقية، لهذا السبب، يؤكد الطيبي، وجب إدماج المعارف و الخبرات المتصلة بالتراث في برامج التربية والتعليم والتكوين، خاصة على صعيد مدارس الهندسة المعمارية و إعداد التراب. وهو ما وضعته المدرسة الجديدة للهندسة المعمارية بمراكش كهدف من أهدافها الرئيسية. بل إن بيداغوجيتها تتأسس حول هذا الموضوع. فإذا كان من البديهي توقف تكوين المهندسين المستقبليين على إكتساب الكفاءات في عدد كبير من المجالات كالمجال التقني و البنائي ، وفي العلوم الاجتماعية و الإنسانية، دون أن ننسى التعلم الضروري لأليات التعبير و التواصل ، فكل مجال من هذه المجالات يمكن مقربته بواسطة التراث. لايعني الاهتمام بالتراث وتقاليد ثقافات البناء التقدم من خلال التراجع. فالأمر لايتعلق بمجرد العودة للماضي أو تقديم أنظمة البناء و التنظيم المجالي المقتبسة مباشرة من التقاليد فقط كنموذج واحد للمستقبل. فالعالم يتطور ويجب على المهندس المعماري أن يبقى مترصدا على الدوام لحركات المجتمع و تطور الاحتياجات. فمهنته تتطلب منه البقاء مطلعا على التطورات التكنولوجية، والبحث عن الحلول الأفضل تأقلما مع المشاكل المطروحة عليه، فعلاقته بالموجود كقاعدة لكل تدخلاته و مشاريعه تتطلب تحكمه في تقنيات الرفع الهندسي، وتمثيل المباني في بعدين من خلال التصاميم و إنجاز المقاطع و الواجهات، أو في ثلاثة أبعاد من خلال إنجاز المجسمات، وهي تقنيات شهدت اليوم تطورا هائلا فتح لتدريس الهندسة المعمارية افاقا جديدة.
يختم مدير المدرسة المراكشية، منسق ملتقى المعمار، بالقول، إن اعتبار وتأهيل مواد البناء القائمة على أساس بيولوجي مسؤول بيئيا أو جغرافي-محلي في الهندسة المعمارية، كما سيتم عرضه ومناقشته في اللقاء الأسبوعي ليوم السبت 06 يونيو 2020، هو فرصة لمعالجة مسألة تدريس تقنيات البناء هذه، المرتكزة جغرافيًا وثقافيًا. يشجع استخدام مواد البناء مثل التراب فعليا على نقل علوم البناء التراثي المستدام وتكييف المعرفة في سياق بيداغوجي معين. يتضح أن الحرفيين هم آخر مكتسبي المعرفة التجريبية في مجالات ثقافات البناء المسؤول محليا والخبرة المتعلقة بها، وهم عند مفترق طرق هذه المعرفة البيئية التقنية. ستقدم هذه الورقة المزمع تقديمها يوم السبت ٦ يونيو على الساعة ١١ صباحا، كيفية دمج الحرفيين “المعلمين” في تدريس البناء والهندسة المعمارية، بالاعتماد على تجربة ورشتي عمل تم إجراؤهما في باماكو، مالي، وتولوز، فرنسا وذلك في سياق انفتاح المدرسة المراكشية على المقاربات الدولية المثالية وعلى ضوء ما يزخر به المغرب من غنى علمي وثقافي الميداني في هذه المواضيع. الجلسة عن بعد للمتابعة متاحة من الصفحة: