إسبانيا تدخل مرحلة حرجة في مواجهة كورونا
بعد شهرين من رفع حالة الطوارئ دخلت إسبانيا في الأسابيع القليلة الماضية وضعا حرجا جراء استمرار المنحى التصاعدي لحالات الإصابة بفيروس كورونا ما دفع السلطات الصحية إلى إطلاق تحذيرات حقيقية حول تردي الوضع الوبائي في البلاد بينما عمدت الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي إلى الإعلان عن اعتماد تدابير وقيود احترازية ووقائية جديدة في محاولة لمحاصرة تفشي الوباء.
وسجلت إسبانيا امس الجمعة 3650 حالة إصابة مؤكدة بفيروس ( كوفيد ـ 19 ) في ظرف 24 ساعة بزيادة طفيفة مقارنة مع أمس الخميس ( 3349 حالة إصابة ) والأربعاء ( 3715 حالة إصابة ) ليبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة منذ بدء تفشي الوباء في البلاد 386 ألف و 54 حالة إصابة مؤكدة و 28 ألف و 838 حالة وفاة من ضمنها 125 حالة وفاة تم تسجيلها خلال الأسبوع الماضي.
وتبقى جهة مدريد أكثر الجهات على مستوى إسبانيا تضررا من حيث ارتفاع عدد حالات الإصابة بالوباء حيث بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة 1199 حالة إصابة متبوعة بإقليم الباسك ( 685 حالة ) وآراغون ( 342 ) ثم جهة الأندلس ( 303 ).
وحذرت السلطات الصحية الإسبانية من المنحى التصاعدي لانتشار العدوى ودعت إلى المزيد من الحيطة والحذر مع دعوتها السلطات المحلية بالجهات المستقلة إلى اعتماد تدابير احترازية جديدة لمواجهة تجدد ارتفاع حالات الإصابة مع تكثيف حملات التوعية والتحسيس بخطورة الوضع لاسيما لدى فئة الشباب.
وقال فرناندو سيمون مدير مركز تنسيق حالات الطوارئ بوزارة الصحة الإسبانية أمس إن ” الأمور لا تسير على ما يرام ” في مواجهة تجدد ارتفاع حالات الإصابة وتمدد رقعة انتشار الوباء مشددا على أنه ” لا ينبغي لأحد أن يخطئ فالأمور لا تسير على ما يرام ولا يمكننا أن نترك الوضع يفلت منا مرة أخرى “.
وأمام هذا المنحى التصاعدي الذي عرفته إسبانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية وفي محاولة لمواجهة تجدد انتشار العدوى أعلنت الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي عن استعادة بعض التدابير والإجراءات الاحترازية التي كانت معتمدة خلال فترة الحجر الصحي وفرض قيود جديدة على حركة التنقل وكذا على العديد من القطاعات والفضاءات التي سجلت بها بؤر نشيطة للوباء.
وهو ما قامت به جهة مدريد التي تعد من بين أكثر الجهات تضررا بتفشي الوباء ( سجلت 1199 حالة إصابة اليوم و 26 بؤرة نشيطة ) حيث دعت حكومتها المحلية اليوم الجمعة المواطنين في المناطق التي تشهد ارتفاعا في عدد حالات الإصابة إلى تجنب السفر غير الضروري واختيار البقاء في المنازل مع حصر التجمعات في 10 أشخاص وهي التدابير التي جاءت لتنضاف إلى قيود أخرى دخلت حيز التنفيذ قبل أيام والمتمثلة في إغلاق النوادي الليلية وقاعات الرقص ومرافق الترفيه وحظر التدخين في الشارع العام والفضاءات الخارجية ما لم يتم احترام مسافة الأمان المحددة في مترين مع استبعادها حتى الآن خيار الاحتواء الشامل الانتقائي في هذه المناطق.
وبجهة كتالونيا أغلقت السلطات المحلية ابتداء من اليوم الجمعة مرافق الترفيه وقاعات الرقص كما مددت بمرسوم نشرته بالجريدة الرسمية إلى أجل غير محدد إغلاق النوادي الليلية والمطاعم وقاعات الموسيقى وفضاءات العرض وصالات الألعاب الرياضية .
كما اعتمدت جهات أخرى خاصة إقليم الباسك وآراغون وكاستييا لامانشا وغيرها إجراءات وقائية مماثلة في إطار الجهود المبذولة للتصدي لتفشي الوباء.