إصدار جديد حول الظاهرة الحضرية بالمغرب
مراكش – صدر حديثا، عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، إصدار جديد يحمل عنوان “الظاهرة الحضرية بالمغرب .. مساهمة في مقاربة الإطار السوسيو-حضري للمدينة المغربية”، لمؤلفه الأستاذ عبد اللطيف الإدريسي.
ويسعى هذا الكتاب، الذي يقع في 176 صفحة من الحجم المتوسط، إلى طرح الإشكالية الفكرية والمنهجية التي تعكسها الظاهرة الحضرية باعتماد مقاربة سوسيو-مجالية للمدينة المغربية، مع التركيز بشكل خاص، على مدينة العيون نموذجا، باعتبارها أكبر تجمع حضري بجهات الصحراء المغربية، تتصف بميزات وخصائص مختلفة ومتنوعة.
ويتجاوز الإصدار اختزال وتلخيص مختلف المراحل التي عرفتها الظاهرة الحضرية في بعدها السوسيولوجي أو السقوط في الدراسات القطاعية، إلى إبراز المؤشرات التي تجسد تفاعل المجال في وسطه الحضري والمجتمعي، بالاعتماد على المقاربة السوسيولوجية.
وجاء في مقدمة الكتاب، لخالد فريد أستاذ القانون العام بجامعة القاضي عياض مراكش، أن “المدن المغربية خاصة الكبرى منها شهدت توسعا كبيرا، الشيء الذي أصبحت معه البنية الاجتماعية الحضرية جد معقدة، وذلك بفعل تراكم المشاكل الناجمة عن تدهور جودة الحياة الحضرية، وما انتهت إليه اليوم من مظاهر التخلف الحضري”.
وأضافت المقدمة “لذلك شكلت المدينة تحديدا والمجال الحضري عموما، إحدى الاهتمامات الكبرى للفاعلين في السياسات العامة الترابية بالمغرب، وذلك بالنظر إلى ما يرتبط بها من رهانات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، على الأقل خلال الأربعة عقود الأخيرة”.
وأشارت إلى أن “السياسات والمخططات والبرامج التنموية المرتبطة بالمدينة وإعداد التراب (…) توجت اليوم بما أصبح يعرف بسياسة المدينة، باعتبارها تصورا استراتيجيا يتجاوز مقاربات السياسات القانونية الضبطية السابقة والتي أبانت عن محدوديتها نحو سياسات عمومية أكثر شمولية وعقلانية”.
واستنادا إلى مقدمة الكتاب، فإن “مساهمة الأستاذ الباحث عبد اللطيف الإدريسي في مجال مقاربة الظاهرة الحضرية بالمغرب من خلال اعتماد العديد من الدراسات والأبحاث والمقاربات الحديثة ستمنح للفاعلين في السياسات الترابية خاصة الحضرية منها أدوات للتدخل في تنمية وتطوير هذه السياسات”.
ويتمفصل محتوى الكتاب بين فصلين اثنين، حيث استطاع الباحث، من خلال الفصل الأول الإحاطة العلمية بالإطار السوسيو-حضري للمدينة المغربية بالإجابة عن إشكالية مدى مساهمة التطور الحضري في الدينامية الاجتماعية الحالية للمدينة المغربية.
وتطرق الباحث في الفصل الثاني من هذا المؤلف، إلى السياق السوسيو-حضري لنشأة وتشكل مدينة العيون، وذلك من خلال الربط بين تطور المجال الحضري ومضمونه الاجتماعي.