إنقسامات في صفوف السترات الصفراء
شهدت احتجاجات “السترات الصفراء” التي جمعت أكثر من 20 ألف متظاهر في السبت الحادي عشر على التوالي للتحرك، بعض المواجهات، مع استمرار الاحتجاج في العديد من المدن الفرنسية، رغم انقسامات ظهرت في صفوف الحركة، وخصوصا حول مستقبلها السياسي.
وأحصت وزارة الداخلية 22 ألف متظاهر في فرنسا، مقابل 27 ألف متظاهر الأسبوع الماضي في الوقت نفسه.
في غضون ذلك، خفتت وتيرة التحرك في باريس التي اجتمع فيها 2500 شخص هذا الأسبوع، مقابل سبعة آلاف الأسبوع الماضي.
وفي وسط العاصمة الفرنسية، اندلعت بعض المواجهات في ساحة الباستيل ذات الاهمية الرمزية، ومركز تجم ع العديد من مواكب “السترات الصفراء”.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخرطوم مياه لإبعاد متظاهرين كانوا يرمون مقذوفات على الشرطة في شارع قريب من الساحة.
وأطلقت الشرطة من جديد الغاز المسيل للدموع. وتم التحقيق مع 22 شخصا في باريس، وفق مركز شرطة المدينة.
ويأمل محتجو “السترات الصفراء” بمناسبة الأسبوع الحادي عشر للتحرك ضد السياسات الاجتماعية والضريبية للحكومة، بأن يبقوا موجودين في الشارع وبأن تبقى أصواتهم مسموعة.
وبينما تقول العديد من استطلاعات الرأي إن شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون قد ازدادت، تبقى صفوف “السترات الصفراء” منقسمة، وخصوصا بعدما اعلنت الأربعاء لائحة “تجمع المبادرة الوطنية” الانتخابية للسترات الصفراء تحضيرا للانتخابات الأوروبية في أيار/مايو.
وبالنسبة لجيلبير كلارو البالغ من العمر 42 عاما ، والقادم من ضاحية باريسية، “هناك نواة صلبة جاهزة للقتال أكثر” لكن “ليس من المفترض أن يكون التحرك سياسيا “.
وفي الموكب الأكثر بروزا، والذي بدأته الشخصية المثيرة للجدل إريك درويه، رفعت العديد من اللافتات المطالبة باجراء “استفتاء المبادرة المواطنية”، أحد المطالب الرئيسية ل”السترات الصفراء”.
واكدت فيرجيني البالغة من العمر 40 عاما والتي شاركت بالتحرك منذ يومه الأول، ضرورة “الاستمرار بالضغط من الشارع (…) لنحقق أهدافنا مثل الاستفتاء”.
ومساء الجمعة، وبمناسبة “النقاش الوطني” الذي أطلقته الحكومة لتهدئة غضب الشارع، قال رئيس الوزراء إدوار فيليب بوضوح “الاستفتاء، فكرة تصيبني بالخوف”.
ومن بين المتظاهرين، قلة هم المقتنعون ب”النقاش الوطني”، فيما يتم الاستماع الى الآراء في أكثر من 1500 اجتماع في إطار هذا النقاش في أنحاء فرنسا كافة.
ورأى ماتيو ستيرنا وهو نجار يبلغ من العمر 36 عاما جاء إلى باريس من شمال فرنسا للتظاهر، أن “النقاش الكبير ليس سوى تمثيلية كبرى. وهناك اعتقاد بأن المشاركين في اجتماعاته يجري اختيارهم مسبقا “.
وكذلك يرى إريك درويه أن الحكومة تحاول فقط “كسب الوقت” من خلال تلك المبادرة.
ونظمت تجمعات أخرى خارج باريس.
واحتج بضعة آلاف في تولوز وبورودو، المدينتين الواقعتين في جنوب غرب فرنسا واللتين كانتا معقلا للتظاهرات.
كذلك، تظاهر الآلاف في مارسيليا (جنوب شرق)، حيث انضم إلى “السترات الصفراء” نقابيون من الاتحاد العام للعمل.
وفي ليون، احتج ألف شخص في جو متوتر وأطلقوا شعارات مطالبة باستقالة ماكرون.
وسجلت بعض أعمال الشغب في إيفرو في النورماندي (غرب)، وجرى إلحاق اضرار بمقر بنك فرنسا واستهدفت مباني الشرطة البلدية ، وفقا للسلطات.
وفي باريس كما في مدن فرنسية عديدة، دعت “السترات الصفراء” إلى الاستمرار بالتظاهرات خلال المساء للمشاركة في “ليلة صفراء”.
ومن المتوقع أن تجري تظاهرة أخرى الأحد، تحت شعار “الأوشحة الحمراء” من أجل إسماع صوت “الغالبية الصامتة” والدفاع عن “الديموقراطية والمؤسسات”، وضد أعمال عنف التي لطخت صورة تظاهرات “السترات الصفراء” منذ تشرين الثاني/نوفمبر.
وللمرة الأولى السبت، ستمنح الشرطة المزودة بجهاز البالون الدفاعي المثير للجدل، كاميرات للمشاة، لضمان مزيد من “الشفافية”، وفق وزارة الداخلية، لدى استخدامها هذا السلاح غير القاتل مع اتهامات بأنه أدى إلى فقء عيون عدد من المتظاهرين.