إِسدَال السِّتار على فعاليات المخيم الدولي الديبلوماسي بمشاركة أطفال من مراكش
محمد أمين
أُسدِل السِّتار أول أمس الخميس 25 غشت 2016؛ على النسخة الأولى من فعاليات المخيم الدبلوماسي الدولي جَنوب جنوب، المنظَّم من طرف الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي فرع أنزا والكشفية الحسنية المغرببة فرع أنزا؛ ما بين 15 و25 غشت من هذه السنة، وذلك بمشاركة أعداد مهمَّة من الأطفال مُوزعين بين عدد من الدول الإفريقية في مُقدمتها غينيا كوناكري؛ غينيا بيساو؛ الكوديفوار؛ السنغال؛ موريتانيا؛ مالي، بالإضافة إلى أطفال المغرب بِاعتباره بلد الإستقبال؛ حيث شهد المخيم مشاركة أطفال مغاربة من مدن مراكش؛ تارودانت ورززات؛ فاس؛ سلا وبعض أبناء الجالية المغربية بالخارج؛ بالإضافة إلى أبناء مدينة أكادير وخاصة أنزا.
الثانوية الإعدادية ابن خلدون بمدينة أنزا كانت مسرحاً لإنجاح فعاليات هذا المخيم؛ الذي إستفاد منه ما يُناهز 160 طفلاً؛ إختاروا إجتياز مرحلة مهمة من صيف هذه السنة في ضيافة مدينة وساكنة أنزا؛ وأطر الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي إلى جانب كَشَّافة الكشفية الحسنية المغرببة بالمدينة ذاتها. وفي إطلاَلة سريعة على البرنامج العام الذي سَار وفقه المخيم؛ نجد أن يوميات هذا الأخير كانت غنية بالأنشطة المفيدة للطفل، ففي ما يتعلق بالمجال الفني والثقافي على سبيل المثال؛ إستفاد أطفال مخيم أنزا 2016 من ورشات الرسم؛ الرقص؛ شرح الطريقة الكشفية؛ الإنشاد؛ المسرح، أما في ما يَخص الجانب الرياضي فكان المشاركون في موعد مع البطولة الرياضية للمخيم الصيفي؛ هذه البطولة التي تشمل دوري كرة القدم ودوري في كرة السلة؛ كما عاش الأطفال يوم رياضياً بامتياز في مجريات اليوم الأولمبي؛ بالإضافة إلى الأنشطة والمسابقات الرياضية التي يكون شاطئ البحر مسرحا لها.
المخيم الدولي الدبلوماسي أنزا 2016 فتح مجال أوسع للأطفال للإبتكار والإبداع؛ وذلك من خلال تحويل مراقدهم إلى فضاء لتجسيد مظاهر إجتماعية ولوحات فنية جميلة، وكذلك من خلال دفعهم وتشجيعهم للمشاركة في إنجاح السهرات الليلية اليومية، حيث نُظمت في هذا الإطار مجموعة من السهرات داخل المخيم؛ والتي افتتحت بسهرة الأطر؛ ثم سهرة المواهب التي قدَّم فيها الأطفال مواهبهم المختلفة؛ ثم السهرات الخاصة بالجماعات؛ وسهرة الحكي؛ إلى جانب مجموعة من السهرات الفنية التي كان الطفل دائما محوراً لها. وفي تصريح للمشرف العام للمخيم الدبلوماسي أنزا 2016 السيد “محمد الشُّجاري”؛ حول الأسباب التي جعلت هذا المخيم يكون من أبرز المخيمات التي توِّجت بالنجاح؛ أبرز أن “خبرة وتجربة أطر المخيم كانت الرُّكن الأساس في نجاح هذه التجربة؛ حيث تم التركيز على مجموعة من القيم السَّامية التي حاولوا ترسيخها لدى الأطفال؛ كان أبرزها قيم التضامن والتكافل؛ التسامح؛ وإحترام الآخر”، مُضيفاً أن ” برنامج هذه المرحلة كان غنياً من حيث مُحتواه الإبداعي؛ والذي أعطى للأطفال هَامشاً أوسع للإبداع؛ وبذلك إكتشفنا مواهب عدَّة لدى الأطفال في مجالات متعددة؛ كالفنون التشكيلية والرسم؛ الكاريكاتير؛ المسرح؛ الرقص؛ الغناء؛ والعديد من الهوايات الرياضية التي تميَّز بها الأطفال المشاركون” حسب المتحدث.
وبخُصوص الصعوبات التي واجهها المخيم أجاب المشرف العام للمخيم الدبلوماسي أنزا 2016 بأنه” بالتأكيد هذه الدورة لم تَمر دون وجود صعوبات؛ نذكر منها ضُعف المنح المقدمة للجمعية؛ لكن بحمد الله توفَّقنا في إجتياز ذلك بفضل طابع الأطر المتميز بحكم إنتمائهم للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي فرع أنزا وتَشبُّعهم بالطريقة الكشفية، حيث تَنازلوا عن تعويضاتهم من أجل توفير مُستلزمات التخييم لمدة يومين؛ وبالتالي إستيفاء الفترة التخييمية؛ لذى فإننا فخورُون جدا بأطرنا التربوية كما نشكر في هذا الصَّدد كل الداعمين لنا طيلة مراحل تخييمنا وفي مقدمتهم المجلس الجماعي لمدينة أكادير”.
وقد كان هذا المخيم الدولي الدبلوماسي أنزا 2016 مجالاً لتعزيز قيم التعايش وخلق حالة تمازج ثقافي حضاري نادر بين الثقافات الإفريقية؛ كما كان فضاء لزيادة الإحساس بالإنتماء الجغرافي والحضاري للقارة الإفريقية؛ وتقوية الروابط الإنسانية والعلاقات التربوية جنوب جنوب كما يسعى لذلك المغرب على عدة أصعدة٠