اختتام أشغال ندوة علمية حول بدايات الدولة العلوية
مراكش- اختتمت، أمس الأحد بمراكش، أشغال ندوة علمية حول موضوع “بدايات الدولة العلوية بالمغرب .. تاريخ وتراث وتنمية”، من تنظيم مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي، بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش – آسفي، وكلية الآداب بجامعة القاضي عياض بمراكش.
وسعى هذا اللقاء العلمي، الذي انعقد على مدى يومين، إلى رصد أهم المحطات السياسية التي طبعت المغرب زمن المؤسسين الأوائل للدولة العلوية، مع محاولة الكشف عن بعض مؤشرات واقع الحاضرة المراكشية واستجلاء أدوارها وإسهاماتها في هذه المرحلة المؤسسة من تاريخ الدولة العلوية.
واستهلت سلسلة المداخلات العلمية بمحاضرة افتتاحية للأستاذ محمد بلمعطي وهو خبير مختص في فنون الخط بالقصر الملكي بالرباط، وسلطت الجلسة العلمية الأولى الضوء على الظرفيات والمتغيرات التي عرفها المغرب في القرن الحادي عشر للهجرة/السابع عشر الميلادي والتي أفضت إلى قيام الدولة العلوية، وذلك من خلال مداخلة لمحمد لقبايبي أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.
وتطرق الأستاذ عبد القادر أيت الغازي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال في مداخلته إلى “الدولة المغربية وصراع المشروعيات: العلويون والدلائيون نموذجا، فيما قارب الأستاذ الجامعي محمد الخداري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش موضوع “بدايات العالقات الخارجية للدولة العلوية زمن السلطان محمد الأول”، وتناول رشيد شحمي ،باحث في سلك الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، تيمة “علاقة الدولة بالقبائل والزوايا في العهد العلوي الأول”.
وتميزت أشغال اليوم الثاني من هذه الندوة، بمداخلات علمية لثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين المختصين، حيث قاربت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الأستاذ رشيد السلامي موضوع “بناء الدولة وكفاية التدبير” من خلال مداخلة تحت عنوان “جوانب من تاريخ المغرب زمن حكم السلطان المولى إسماعيل” لمحمد السموني أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.
ورصدت مداخلة ثانية للأستاذ الجامعي بجامعة الحسن الأول بسطات إبراهيم أيت إزي “تمثلات الإسطوغرافيا الأجنبية زمن السلطان المولى إسماعيل”، فيما عالجت المداخلة الثالثة تيمة “المشاريع المائية للسلاطين العلويين ما بين 1727-1640م” لمحمد مسكيت أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.
وفي السياق ذاته، عالج خالد الرامي أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان في مداخلته موضوع “المنشآت المائية للسلطان المولى إسماعيل كأداة للتنمية الاقتصادية والإجتماعية والعمرانية” فيما خلصت المداخلة الرابعة للأستاذ حمزة أيت الحسين إلى “دور المخزن الإسماعيلي في التصدي للمجاعات طيلة العقدين الثاني والثالث من القرن 18”.
أما الجلسة العلمية الثانية “لمحات من التراث الثقافي المعماري العلوي “الحاضرة المراكشية نموذجا” التي ترأستها الأستاذة عائشة الكنتوري فتخللتها مداخلة للأستاذ الباحث في التاريخ سمير آيت أومغار حول “الإبيغرافيا والتاريخ: ملاحظات حول الشواهد الجنائزية العلوية في مقبرة السعديين بمراكش”.
وأعقبت هذه المحاضرة مداخلة ختامية للأستاذ عبد المنعم جمال أبو الهدى، محافظ التراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش، الذي قدم لمحات من تراث مراكش عند بداية الدولة العلوية من خلال استعراض لأهم عمليات الترميم التي عرفتها الحاضرة المراكشية.
ومكنت المداخلات العلمية للأساتذة الباحثين والدارسين المشاركين من فتح باب أوراش بحثية جديدة من شأنها أن تساهم في تعميق النقاش العلمي حول الإرث التاريخي المتعدد الأوجه الذي راكمه سلاطين الدولة العلوية في بناء الدولة المغربية على امتداد أزيد من ثلاثة قرون من أمانة الحكم وكفاية التدبير.
وبالموازاة مع ذلك، تخللت أشغال الندوة العلمية معرض للمسكوكات النقدية من إنجاز الباحث خالد الناجي خبير مختص في النميات، المسكوكات، الظهائر والأوسمة والقطع النقدية بمراكش.
ويؤرخ المعرض لأواخر الدولة السعدية مرورا بالإمارات المستقلة التي سيطرت على المغرب بعد وفاة أحمد المنصور الذهبي، كإمارة الشبانات بمراكش والزاوية الدلائية بالأطلس المتوسط والزاوية السملالية بمنطقة سوس وإمارة النقسيس بشمال المغرب، وصولا إلى فترة المؤسسين الأوائل للدولة العلوية (مولاي رشيد ومولاي إسماعيل).