استعمال الهاتف بالحمام يهددك بالبواسير وبكتيريا البراز
هل أنت ممن يستخدمون هواتفهم أو يتصفحون الإنترنت لدى قضاء حاجتهم في دورة المياه؟ إذن عليك أن تحذر من استمرارك في هذا السلوك، وذلك لأسباب صحية وأخرى أمنية! تعرف عليها في هذا التقرير، الذي يستند على دراسة علمية وآراء أطباء.
تشجع الثقافة السائدة في المجتمعات على اتباع أنماط معينة من السلوك أثناء الدخول إلى دورة المياه لقضاء الحاجة. ففي الوقت الذي لا تساعد فيه، مراحيض القرفصاء (الشرقية) على البقاء في وضعية القعود لفترة طويلة وبالتالي عدم انشغال الإنسان بأنشطة أخرى، فإن المراحيض العصرية (الغربية)، التي تتيح الجلوس أثناء قضاء الحاجة، تتيح للإنسان أن ينشغل ببعض الأمور الأخرى مثل تصفح الهاتف.
ويشير تقرير نشره الموقع الأميركي هيلث لاين healthline إلى أن الجلوس الطويل على كرسي المرحاض، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالبواسير. فرغم عدم وجود بحث علمي مؤكد لهذه النظرية، فإن الخبراء منشغلون كثيرا بها.
وقد استشهد الموقع بحديث للدكتورة الأميركية الجراحة كارين زاغيان، الذي أكدت إمكانية هذه النظرية، مشيرة إلى أن هذا الجلوس الممتد قد يتسبب بأعراض البواسير، مثل الألم والتورم أو النزف الشرجي، وذلك بغض النظر عن طبيعة النشاط الذي يقوم به الإنسان في المرحاض، سواء أكان قراءة أم تصفحا للهاتف.
بكتيريا البراز
وهناك خطر صحي آخر حسب المصدر السابق، هو إمكانية الإصابة ببكتيريا البراز. وأشار الموقع إلى دراسة قامت بفحص الهواتف الذكية لعدد من التلاميذ، خلصت إلى أن هذه الهواتف تحتوي على البكتيريا الإشريكية القولونية (المعروفة اختصارا بـE.coli) وأنواع أخرى، كما قالت دراسة أخرى إن شاشات الهواتف الذكية -في المعدل- تبقى أكثر قذارة من مقاعد المرحاض!
وتزداد إمكانية الإصابة بالعدوى عبر استخدام شاشات الهواتف الذكية، إذا كان المستخدم لا يتقن غسل يديه جيدا، وهو ما أكده طبيب المسالك البولية في مستشفى سيراكوم بالمكسيك ماركوس ديل روساريو، بقوله إن أغلب الكبار لا يعرفون الطريقة الأمثل لغسل اليدين، وهو ما لاحظه خلال وجودهم في المراحيض العمومية، وفق ما نقله الموقع ذاته.
غير أن سلوك القراءة تراجع كثيرا، وجاء محله عملية استخدام الهاتف المحمول. وتشير دراسة لموقع Bankmycell، صدرت عام 2018، أن ثلاثة من أصل أربعة أميركيين أكدوا قيامهم بهذا السلوك، أغلبهم رجال بنسبة 80%، مقابل 69% للنساء، بل إن 96% من الأميركيين تحت سن 23 عاما لا يمكنهم الذهاب للمرحاض إلا مع هواتفهم المحمولة. وقد أكد 90% من الشباب أنهم يكتبون رسائل إلكترونية في المرحاض!
وتنصح الدكتورة زاغيان، بالجلوس على مقعد المرحاض فقط إذا كان ذلك ضروريا، فإذا شعر المرء أن عملية القعود لا تؤدي إلى إخراج الفضلات، فعليه ألا يضغط على أمعائه لفعل ذلك، بل عليه أن ينهض للقيام بشيء آخر. ويقترح الموقع ألا تتجاوز عملية التبرز ربع ساعة على الأكثر.
وبالإضافة إلى الخطر الصحي، هناك خطر أمني، إذ يمكن أن يتعرض المستخدم لاختراق هاتفه الذكي، خاصة إن كان يقوم بتحميل تطبيقات مجهولة المصدر ويتيح لها استخدام الكاميرا، أو يدخل إلى مواقع للتحميل غير القانوني، إذ تعد هذه المصادر مجالا خصبا للفيروسات الإلكترونية التي يمكن أن تصل أحيانا إلى حد فتح كاميرا الهاتف دون علم صاحبها، والأكيد أن هذا الأخير لن يقبل التقاط فيديو له، وهو داخل المرحاض!