افتتاحيات الصحف
شكلت الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، والبرمجة التلفزيونية خلال شهر رمضان، وتقييم تسيير مدينة الدار البيضاء أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الأربعاء. فقد كتبت (أوجوردوي لوماروك) أن السرعة التي استجاب بها رئيس الحكومة الإسبانية لدعوة جلالة الملك من أجل القيام بزيارة رسمية إلى المغرب تؤشر على “الإرادة الراسخة” للدولة الإسبانية “من أجل تجاوز، بأسرع ما يمكن، المرحلة الحرجة التي كانت تمر بها العلاقات بين البلدين الجارين”. وأوضح كاتب الافتتاحية أن ذلك جاء نتيجة لسبب واضح يتعلق بالعواقب “المؤكدة” التي استشعرتها إسبانيا عقب “تدهور” العلاقات مع المغرب؛ مشيرا إلى أن المملكة وإسبانيا تجمعهما -لاعتبارات “طبيعية” و”تاريخية”- ملفات مشتركة ومصالح تستحق أن تشاطر، أو تسير بشكل مشترك، أكثر من “الملفات الخلافية”.
وقال إن الأمر متروك الآن للحكومة الإسبانية لكي تقدم، من خلال الأفعال، معالم واضحة على “نواياها الحقيقية” من أجل الانطلاق من جديد بناء على قواعد جديدة مع المغرب. من جهتها، اهتمت (لوبنيون) بالبرمجة التلفزيونية خلال شهر رمضان، ولاسيما خلال وقت الإفطار، حيث اعتبرت أن المحتوى المقدم “لا طعم له” ويثير، كل سنة -باستثناء بعض الفلتات- انتقادات المشاهدين لغياب “التجديد” وبالنظر إلى “إعادة تدوير لامتناهي للصيغ التي يعود تاريخها إلى تسعينيات القرن الماضي”، منتقدة على وجه الخصوص “الكاميرا الخفية الشهيرة”، والتي تبقى “مملة أكثر من كونها مسلية”. وبالنسبة إلى كاتب الافتتاحية، فإن المحتوى الذي يتم بثه وقت الإفطار “يبعد المغاربة أكثر عن أجهزة التلفزيون”. ودعا، في هذا الصدد، القنوات الوطنية، التي لا تواجه منافسة من القنوات الفضائيات فقط، إلى التكيف مع جيل جديد لم يعد يشاهد “التلفزيون الكلاسيكي” بكل بساطة، ويفضل منصات البث، بالنظر إلى الحرية والاختيارات التي تقدمها، مثل العملاق “نيتفليكس”. من جانبها، اهتمت “ليكونوميست” بتقييم تسيير مدينة الدار البيضاء، حيث كتبت أن مسؤولي العاصمة الاقتصادية للبلاد يسمحون لأنفسهم بتنفيذ أوراشهم “عبر حفر خنادق حقيقية مع لافتات مختصرة، وأحيانا غير موجودة وبدون تدابير للسلامة”، معتبرة أن الأمر يتعلق “بأشغال كبرى لمدينة مستقبلية ولكن بوسائل من عصر آخر”.
وعبر كاتب الافتتاحية عن الأسف لأن الأمر تحول إلى “فوضى حقيقية! فالأرصفة مكسرة، والممرات تستخدم كمواقف للسيارات، والقمامة لا تزال تتراكم”.
واعتبر أن الدار البيضاء هي “الأكبر والأكثر تصنيعا والأكثر نشاطا” من بين المدن في البلاد، لكنها “الأكثر اتساخا، والأكثر فوضوية”، مشيرا إلى أن “المسؤولية في ذلك مشتركة وكبيرة وتقع على عاتق الجميع” .