الأطباء المدنيون والعسكريون يتقاسمون هموم الحد من إنتشار وباء كورونا بمنطقة الرحامنة
سمير لطفي
بنجرير (إقليم الرحامنة) – منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد برهن الطاقم الطبي للمستشفى الإقليمي لبنجرير (إقليم الرحامنة) على مستوى عال من التعبئة التي تعززت بشكل أكبر مع تعبئة فريق طبي عسكري متعدد التخصصات يوم 21 أبريل الماضي من أجل تقديم يد العون في الجهود الرامية لمكافحة انتشار الفيروس وعلاج المصابين وتطبيقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي جو أخوي من الاحترام المتبادل، يعمل الأطباء والطبيبات بالنهار والليل إلى جانب الطاقم الطبي وشبه الطبي والتمريضي التابع للقوات المسلحة الملكية بالحرص على النهوض بمسؤولية متقاسمة لكن ثقيلة بما أن الأمر يتعلق في النهاية بإنقاذ أرواح بشرية والتحكم في أسرع وقت ممكن في الانتشار المهول لفيروس كورونا.
بالنسبة لأبطال الواجب الوطني هؤلاء، بجميع فئاتهم، الموجودين دائما في الصفوف الأمامية لمكافحة الجائحة، تبقى مبادئ الالتزام الدائم وإنكار الذات والإخلاص والتفاني هي المبادئ التي تؤثث يومياتهم. يتعلق الأمر بمهمة جسيمة تحتاج السرعة واليقظة والنجاعة للتحكم في الوضع الوبائي الذي يسببه فيروس “مصمم” على مواصلة قلب السير العادي للحياة البشرية.
وبفضل كفاءتهم المثبتة، جنبا إلى جنب مع مهنيتهم العالية وخبراتهم العديدة والثرية التي اكتسبوها على مر الأعوام، يبذل هؤلاء الأطباء والطبيبات العسكريين على غرار زملائهم المدنيين قصارى جهودهم داخل هذه المؤسسة الاستشفائية الإقليمية للسماح بأفضل تكفل بالمصابين بكوفيد-19 وتقديم العناية المركزة الملائمة لهم، بالتوازي مع بذل أقصى الجهود ليظل الوضع الوبائي بإقليم الرحامنة مستقرا ومتحكما فيه ومطمئنا.
ولا تظهر نجاعة هذا الفريق الطبي المزدوج فقط في حالات التكفل بالمصابين وإنما أيضا في سرعة الاستجابة والتعامل مع الأشخاص المخالطين للمصابين ووضعهم تحت المراقبة والتتبع الطبي في انتظار نتائج الاختبارات التي أجريت لهم.
وعلى غرار كافة مستشفيات المملكة، عبأ المستشفى الإقليمي للرحامنة كافة موارده البشرية واللوجيستية لمكافحة انتشار فيروس كورونا باتباع عدد من الإجراءات الاحترازية والاستباقية وذلك بشراكة مع السلطات الإقليمية ومختلف الأطراف المعنية.
ومن هذه الإجراءات تزويد المستشفى الإقليمي للرحامنة بكافة التجهيزات والأدوات اللوجيستية الضرروية لأفضل تكفل بالمصابين بكوفيد-19، وتهيئة ممر مخصص للمصابين بهدف تجنب أي عدوى، إضافة إلى عمليات التطهير والتعقيم على نطاق واسع. كما يقوم المستشفى بتحسيس المواطنين وتقديم إرشادات لهم بهدف الاحتراز من الفيروس.
وبالمستشفى الإقليمي لبنجرير ، فالأمر لا يختلف كثيرا ولا يترك أي شي للصدفة ، حيث يتعلق الأمر بالنسبة لهذه الأطقم الطبية الطبية برسالة إنقاذ الأرواح البشرية والحفاظ على الأمن الصحي وزرع الابتسامات على محيا أسر المرضى دون نسيان ضرورة الحيطة والتحصن بشكل دائم ضد فيروس مميت.
لهذا، يحرص الطاقم الطبي وشبه الطبي والتقني،المدني والعسكري، بدقة على احترام التدابير الوقائية ، منها الحفاظ على المسافة الوقائية، والالتزام بقواعد النظافة الأساسية.
ومن أجل راحة هؤلاء،”جنود” الواجب الوطني ، تم الحرص على أن تكون إقامتهم في بنجرير في هذه المناسبة الاستثنائية ممتعة على الرغم من الحساسية والصعوبات المرتبطة بهذا الوضع ، مع إيلاء اهتمام خاص لرفاهيتهم ، من خلال التكفل الكامل بهم (الإطعام، النقل والإقامة) في الوحدات الفندقية التي وفرها لهم المكتب الشريف للفوسفاط ، وتزويدهم بجميع شروط الراحة حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم النبيلة في أفضل الظروف.
وفي هذا السياق أشار المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالرحامنة، كمال الينصلي ، إلى أنه وبعد أن تم بالإقليم تسجيل 233 حالة مؤكدة مصابة بالفيروس، شفيت 211 حالة تماما أي بنسبة 90 في المائة ، مضيفا في تصريح للوكالة أن الحالات الـ 22 المتبقية لا تزال تتلقى العلاجات وفق بروتوكول وزارة الصحة، وحالتها الصحية “مستقرة”.
وفي إشارة إلى الجهود الدؤوبة المبذولة على المستوى الإقليمي ، رحب بتعزيز هذا المستشفى الإقليمي بفريق طبي عسكري (أطباء وممرضين وأطر إدارية ومساعدات اجتماعيات) ، الأمر الذي مكن من تعزيز فرق التدخل السريع المكلفة بالتنقل إلى منازل المواطنين في إطار خدمة “ألو يقظة” أو الفرق المسؤولة عن أخذ العينات والفحوص المتعلقة بكوفيد 19.
وفي الإطار ذاته، تم حشد عدد من الوحدات الفندقية لغرض الحجر وعزل الأشخاص المختلطين ، مما أتاح إجراء 1130 اختبارا مخبريا واستبعاد أكثر من 790 حالة، منوها بجهود السلطات الإقليمية والطاقم الطبي العسكري في دعم القطاع الصحي في هذا الوضع الاستثنائي.
ونوه السيد الينصلي بالجهود التي تبذلها السلطات المحلية والأجهزة الأمنية لفرض احترام حالة الطوارئ الصحية ، وكذا بجهود الفاعلين في المجتمع المدني الذين استجابوا بشكل إيجابي للدعوة للتضامن والعمل الجماعي المتضافر، داعيا المواطنين الى الالتزام التام بجميع التدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات المختصة في سياق حالة الطوارئ الصحية.
من جانبه أشار الدكتور الكولونيل أزرارا عبد الحميد (أستاذ علم المناعة) الى أنه و تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي قد أعطى تعليماته السامية بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء (كوفيد-19)، قامت المفتشية العامة عبر مكوناتها المختلفة وعلى رأسها مفتشية الصحة العسكرية بتعزيز الرحامنة بفريق متعدد التخصصات يتكون من أطر طبية وأطر شبه طبية مدعومة بأعضاء من المصالح الاجتماعية والأمنية والدرك الملكي ، لتعزيز منظومة الصحة المدنية في الإقليم .
وأضاف الأستاذ أزرارا، أنه في سياق عملهم اليومي، يعمل الأطباء العسكريون ونظرائهم المدنيون في انسجام مثالي من أجل وقف انتشار فيروس كورونا، مبرزا التعبئة الشاملة من قبل السلطات الإقليمية التي لم تدخر جهدا في تقديم المساعدة للفرق الطبية العسكرية والمدنية.
وخلص الى أن إن هذا “الانسجام المفيد وهذا العمل الجماعي يتماشى مع التعليمات الملكية السامية الرامية إلى تقديم جميع أشكال المساعدة من أجل وقف انتشار هذا الوباء والحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين ، وذلك بفضل العمل الجماعي، تحت الشعار الخالد، الله، الوطن، الملك”.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي قد أعطى تعليماته السامية بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء (كوفيد-19).