الإرهاب لا يمثلنا…
كمال اشكيكة
كلما ضرب الإرهاب الغرب، تشير أصابع الإتهام للمسلمين. وكلما ضرب أماكن السياحة وتجمع الغربيين ببلاد المسلمين، تشير أصابع الإتهام لنفس الإتجاه. وفي جميع الحالات نحاول الدفاع على ديننا، ونبرر أن الإسلام بعيد كل البعد عن العنف، والإرهاب.
نعم نقر أن منا من يسمون أنفسهم مسلمين، لمجرد أنهم ولدوا في بلد يعتنق أهله الإسلام أو لوالدين مسلمين. ومنا من تطرف إسلامه، فأصبح يؤمن بالعنف والقتل ضد من يعتبرهم أعداء الدين. قد نقر بكل هذا، ونحن نحمل شعار الإسلام دين التسامح والتعايش، المسلم يحترم جميع الأديان… لكن ما لا يختلف حوله مسلمين، مها اختلفت نظرتهم للإسلام، واختلفت مذاهبهم وطوائفهم. هو احترامهم لرسول الإسلام، وتعظيمه… إذا مهما اختلفنا فسيبقى سيد الخلق، محمد صلى الله عليه وسلم، هو رمز الإسلام، وهو مركز الدائرة التي ندور حولها كمسلمين. وهذا إن دل على شئ، فإنما يدل أننا سنحترم رمزنا وقدوتنا حيا أو ميتا، حتى المتطرفون منا سيحترمونه، وسيعتبرونه قدوتهم، وهذا كاف أن يمنع أي مؤمن، يدين بدين الإسلام، أن يقتل المسلمين في أي مكان عامة، وهم بجوار قبره صلى الله عليه وسلم ويؤدون ركن من أركان الإسلام خاصة…
من فجر نفسه بجوار قبر رسول الإسلام لا يمكن أن يكون مسلما. فالمسلم مهما بلغ تطرفه لن يسمح لنفسه أن يقوم بذلك.
ربما بقليل من التفكير في الأمر، سندرك أن من قام بهذا له هدف واحد وأوحد. لم يبلغه بعد، حتى بمساهماته الواضحة في تأجيج الصراع داخل البلدان المسلمة، بين الطوائف والأعراق… هدفه هو تفرقة الشعوب المسلمة عامة، والعربية خاصة، لما يتيحه له هدفه هذا من ربح مادي ومعنوي في محاولته التحكم في العالم والسيطرة عليه.
ونحن كمسلمين يجب أن نتصدى لهذا لكيان، وهذا المحرك الخفي للإرهاب والتفرقة. ونقف وقفة من حجوا ليلة التاسع والعشرين من رمضان، إلى ثاني الحرمين، وكلهموا إيمان أن لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم. ولم يخشوا الموت بجوار الحبيب المصطفى. يجب أن نتحلى بشجاعتهم، شجاعة الرسول الكريم، وصحابته الإجلاء، وأن نقف سنة وشيعة، عربا وعجم، ونهتف بصوت واحد. الإرهاب لا يمثلنا، الإرهاب لا دين له، مهما فعلتم، فلن تفلحوا في زعزعة استقرارنا، فكلنا مسلمون…