الإعلان عن 29 التزاما للعمل في دورة مراكش لمبادرة كلينتون العالمية
الكاتب:
عبد الكريم ياسين
أسدل الستار، مساء أول أمس الخميس، بمدينة مراكش، على أشغال اجتماع مبادرة كلينتون العالمية لإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، ببرمجة عمل ملموسة و-حلول مبتكرة .
توج اجتماع مراكش بالإعلان عن 29 التزاما من أجل العمل، تهم مجالات متنوعة وبالغة الأهمية، كالماء، والطاقة، والتعليم، والصحة، وتشغيل الشباب، وستستفيد منها 60 دولة من ضمنها المغرب. وترمي هذه الالتزامات، التي تعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى دعم التنمية وتحفيز الابتكار، وتمكين الفئات الهشة من الخدمات الصحية والتربوية وتطوير البنيات التحتية، وستساهم في تغيير حياة 880 ألف شخص ينتمون إلى 60 دولة. وجددت مبادرة كلينتون العالمية بمراكش تمسكها بتوجهها القائم على التآخي والتآزر بين البشر، وبعثت رسالة إلى كل دول الشرق الأوسط وإفريقيا مفادها أن التعاون وحسن الجوار يجديان أكثر من الصراع والقطيعة وزرع القلاقل. وتمحورت أشغال اجتماع مراكش حول مجموعة من المواضيع البالغة الأهمية، تتعلق بالتحديات الاقتصادية، والإشكاليات المرتبطة بالتعليم وتشغيل الشباب والصحة والأمن الغذائي. وتميز الاجتماع الافتتاحي لـ”مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا”، بمشاركة شخصيات عالمية من القطاعين العام والخاص ورؤساء مقاولات كبرى، ومنظمات غير حكومية وفاعلين من المجتمع المدني، تدارسوا على مدى يومين الأشكال الجديدة للشراكة لدعم التنمية وتحفيز الابتكار وتحقيق الازدهار والرخاء للجميع. وتشكل مبادرة كلينتون العالمية، التي تأسست سنة 2007 بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، محطة لبحث إشكاليات التنمية، التي تهم تأهيل الشباب، والصحة والتربية، والولوج إلى مصادر الطاقة، والتغذية، والماء، وتطوير البنيات التحتية. ومنذ 2005، عمل أعضاء المبادرة على تفعيل أزيد من 3200 “التزامات من أجل العمل”، ساهمت في تغيير حياة حوالي 430 مليون شخص، في أزيد من 180 بلدا بالعالم خصوصا في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وتسعى العديد من هذه الالتزامات إلى تحسين الولوج إلى العلاجات، وخلق حلول للطاقة المستدامة بالنسبة للفئات الموجودة في أسفل الهرم الاجتماعي وضمان مشاركة عادلة للنساء في جميع المجالات داخل المجتمع. وتضمن برنامج هذه التظاهرة العالمية أربع جلسات عامة، تتناول الأولى موضوع “جميعا من أجل تحقيق النمو”، بمشاركة مسيري مقاولات، ومسؤولين حكوميين، وممثلي المجتمع المدني، من أجل التبادل حول الشراكات المتجددة ومتعددة الأشكال، خدمة للابتكار وتحقيق الرخاء. وتتطرق الجلسة الثانية لـ”تحديات البنيات التحتية: مدن المستقبل”، من أجل التفكير في وسائل العمل بشكل سوي (القطاع الخاص والعام والصناعيين والفاعلين الاجتماعيين) للتوصل إلى “مدن مستدامة”، وخلق فرص اقتصادية لملايين الأشخاص في المناطق الحضرية بالشرق الأوسط وإفريقيا، في حين، تعالج الجلسة الثالثة موضوع “الطاقة والتغذية والماء”، من خلال النقاش حول سبل النهوض بالاستثمارات في مجال الإنتاج الفلاحي المستدام، وتحقيق اندماج أفضل على مستوى سلاسل التمويل الشامل والتقنيات الحديثة لاستغلال الماء والطاقة، بهدف الرفع من الإنتاج وضمان الأمن الغذائي. وأتاحت الجلسة الأخيرة حول موضوع “النساء في طليعة الابتكار” للفاعلين والمسيرين بحث الوسائل الكفيلة بتحسين الفرص الاقتصادية بالنسبة للنساء، من خلال التكنولوجيات الحديثة والتكوين والنهوض بالولوج للتمويل والأسواق العالمية. وترتكز “مبادرة كلينتون العالمية” على منظور جديد للمساعدة على التنمية والتآخي والتآزر بين البشر، كما تعتبر أن المقاربات التقليدية في مجال المساعدة غير كافية لرفع التحديات العالمية الكبرى المتعلقة بالمرحلة الراهنة، وأن الحلول القائمة على مبدأ السوق تعد بالكثير، من أجل التقليص من هذه المشاكل العويصة على مستوى واسع