الاتحاد الاشتراكي… أطلال حزب‎

‎

كمال اشكيكة

في ستينيات القرن الماضي، تأسس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والذي سمي فيما بعد بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وكان يضم بين المنتسبين إليه خيرة أطر ومثقفي البلد. ما جعل منه قوة سياسية ذات تأثير كبير، بخطاب رنان، يصل صداه إلى آذان فئة كبيرة من الشعب المغربي. ورغم تشبع الاتحاديين بالفكر الاشتراكي اليساري، إلا أنهم كانوا ينقحون خطاباتهم حتى تتلائم وركائز الدولة، ومتطلبات الشعب المغربي.

لكن، ومع توالي السنين، بدأ بعض الاتحاديون يتعطشون للمناصب، مما أفقد الاتحاد بريقه، ونخر تنظيماته الموازية… وبعد قيادة الاتحاد لحكومة التناوب، وقع على شهادة وفاته، حيث ومنذ نهاية الولاية، بدأ الاتحاديون يجنون الفشل تلو الفشل، من خارج الحزب وداخله.. ليختاروا ربانا جديدا، تدرج بهياكل الحزب، ويعرف خباياه. إلا أن هذا الربان، وما إن وصل إلى قمرة القيادة، حتى فقد الحزب توازنه، ولم يستطع إقناع عدد من أطر الحزب بمواصلة الإبحار تحت قيادته، ليتمردوا على قراراته، ويعلنو فيما بعد انفصالهم التام عن الحزب. ويشهرون رغبتهم في تأسيس منافس له.

أما من بقي من أطر آمنوا بقدرات رفيق بنبركة، باعتباره البستاني القادر على إحياء هذه الوردة، بعد أن  ذبلت بجفاف قرارات من سبقوه… هؤلاء الأطر أيضا ومباشرة بعد ظهور نتائج الاستحقاقات التشريعية لسابع أكتوبر، والتي فقد خلالها الحزب قرابة نصف مقاعده البرلمانية، بدأوا يوجهون سهام نقدهم صوب كاتبهم الأول، محملين إياه مسؤولية إخفاق الحزب، وسقوطه المدوي. عبر تصريحات نارية متفرقة، وتدوينات فايسبوكية… متأسفين عن تاريخ الحزب الذي اغتالته أيادي العبث، وأصبح كثير الكلام، قليل الفعل.. فأصبح حملا يستهان به من طرف الخصوم بعد أن كان أسدا يضرب له ألف حساب.

فهل بقي من الاتحاديين من يستطيع إنقاذ تاريخ حزب عريق، وينتشله من الغرق إلى شط الأمان، ضاخا فيه نفس اليسار الحقيقي، القادر على إسعافه وإرجاعه إلى ساحة القتال معافى، أم وجب علينا مباركة مبادرة عرض مقره للبيع على الموقع العالمي “أوباي”، ونتم إجراءات بيعه، متخذين رمزه شعارا للإخفاق.. معلنين نهاية شئ اسمه الاتحاد الاشتراكي؟!.