الرئيسية » 24 ساعة » البروفيسور الإبراهيمي يدعو للتوقف عن الهذيان .. و يُذَكر بالتوجه لتلقي الجرعة التعزيزية

البروفيسور الإبراهيمي يدعو للتوقف عن الهذيان .. و يُذَكر بالتوجه لتلقي الجرعة التعزيزية

حذر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي عضو اللجنة العلمية لكوفيد-19، مما وصفه ب”الهذيان والعناوين التي تثير الرعب” حول فيروس كورونا، خاصة بعد الحديث عن الجرعة الرابعة، وظهور متحورات جديدة، بعد أوميكرون، من قبيل “فلورونا” و”دلتا كرون”..

وفي مايلي النص الكامل لتدوينة الإبراهيمي على حسابه بالفايسبوك “أرجوكم… أوقفوا هذا الهذيان…

من “فلورونا”… إلى “الجرعة الرابعة”… إلى “دلتاكرون”… أرجوكم… أوقفوا هذا الهذيان… أوقفوا هذه العناوين الرنانة التي تثير الرعب… أوقفوا هذه التعاليق التي تنقص و تقلص كمية الهواء ” التي نستنشقها”… لا تجعلونا نتوه بين كل هذا و ذاك… ارحمونا… و كفى ضغطا نفسيا علينا… نرفض هذه الدعوة إلى الانكماش و العزلة … كما نرفض أن ننجرف إلى التهور و اللامبالاة… و بكل موضوعية لنحلل هذه العناوين الرنانة…

1- “اكتشاف أول حالة فلورونا….”

لا أعرف لماذا كل هذا التهويل… فالإصابة بفيروسين تنفسيين تحدث دائما و تؤدي إلى التهابات مصاحبة للجهاز التنفسي طوال الوقت و منذ عشرات السنين… و بالتأكيد فهذه ليست المرة الأولى و لا الأخيرة التي ستتزامن فيها الإصابة بفيروس الأنفلونزا و فيروس كورونا… و قد تم الإبلاغ عن هاته الحالات منذ أوائل عام 2020. و للتذكير، فمعروف علميا أن هاذين الفيروسين لا يعطيان فيروسًا “هجينًا” أو مزيجًا من الإنفلونزا و الكورونا… يمكنهم بالطبع التسبب في عدوى مشتركة قد تصيب نفس الشخص و في نفس الوقت… لكنها لا تجعلك مريضًا مرتين… و إن كانت نتائج الإصابة المشتركة غير متوقعة دائما…

2- “الجرعة الرابعة هي الحل….”

بالله عليكم… هل يمكن أن نتحدث عن جرعة رابعة و نحن مازلنا نؤسس لبروتوكول تلقيحي يعتمد على جرعتين زائد الجرعة المعززة… و الله “حتى فينا لافانس”… زيادة على ذلك… حتى الدولة الوحيدة التي تفكر في ذلك… تمهلت مِؤخرا …

3- “اكتشاف متحور دلتاكرون….”

بكل موضوعية… و في مقابل تلفزيونية و ليس في بحث علمي منشور… إليكم ما قاله “كوستريكيس” مكتشف هذا ” المخلوق” (لأنني لا أستطيع تصنيفه علميا): “سنرى في المستقبل ما إذا كانت هذه السلالة أكثر مرضية أو معدية أو ما إذا كانت ستنتصر ضد السلالتين المهيمنتين وهما دلتا وأوميكرون” وأضاف: “أنه يعتقد أن أوميكرون سيتفوق أيضًا على دلتاكرون”… بالعربية الدارجة “ما عارف والو”… كلها تخمينات في تخمينات و أخماس في أسداس… ماذا يضيرنا إن انتظرنا بعض الأيام حتى تتضح الرؤية…

4- “هناك متحورات لأوميكرون أشد فتكا تتربص بنا…”

هذا كلام بديهي و لا يحتاج إلى خبير… فالكل اليوم يعرف أنه يمكن أن تنشأ متحورات جديدة و تغير من المعادلة… و لكن و لحد كتابة هذه السطور… فنتائج للتسلسل الجينومي لمختبرنا و تحالف اليقضة الجينومية تؤكد أن المغرب يواجه موجة سلالة أوميكريون (ب.أ.1) بعد سيطرتها بأكثر من 90 في المئة على دلتا… كما لا توجد أي مؤشرات أو معطيات علمية تبين تغير فتكه… بالمغرب..

خلاصة القول… و بما أننا قررنا فرادى و جماعة التعايش مع هذه الفيروسات… فبدل القلق و الهلع بشأن “فلورونا” أو “دلتاكرون”…أو.. أو.. أي إسم يمكن أن نطلقه على هاته الفيروسات التنفسية… وجب علينا أن نركز فيما يجب أن نفعله… و ليتحمل كل واحد منا مسؤوليته…

أ- بمحاولة تجنب الإصابة بأي فيروس تنفسي كان… و إذا لا قدر الله أصبنا… فالكل منا يعرف ما يجب أن يفعله… فانعزل و احمل كمامتك… من حقك أن تلقي بنفسك للتهلكة و لكن ليس من حقك إيذاء الأخرين… و على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته…

ب- و قبل الإصابة… حاول أن تلقح بالجرعة المعززة و كلنا يعرف أين توجد المراكز و التسهيلات الممنوحة من أجل ذلك… فالوقاية خير من العلاج… و تذكر أن لقرارك…تبعات عليك و على الأخرين… فربما بقرارك… تختار، لا قدر الله، أن تأخذ مكان مريض مزمن بالمستشفى… و تأخر علاجه لأسابيع متعددة… و على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته…

ج- أما بالنسبة للمخالطين…فبمعدل تكاثر يقارب العشرة و مع الألاف من المصابين و أغلبيتهم بدون أعراض… فمفهوم المخالطة بأوميكرون يتغير… فسنصير كلنا مخالطين و نساهم بتسريع انتشار الفيروس… الذي سيصل حتما بعد ذلك إلى الفئات الهشة… و على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته…

في الختام، أظن أن اختيار التعايش الشخصي و الجماعي مع الكوفيد و الفيروس… اختيار منطقي إذا لم ندفع الفاتورة غالية من أرواح المغاربة… و من أجل أن لا يقع ذلك… لنتجنب “القتل الغير العمد” بسبب الأنانية و اللامبالاة… و لنتوقف عن الهذيان و الترويع و التهويل… فما يجب فعله… يعرفه الجميع… و لا يحتاج لخبير… و لكن لضمير…

و حفظنا الله جميعا..”.