التامك: ظاهرة العود تستدعي تدخل جميع فعاليات المجتمع
إنطلقت، اليوم الأربعاء، أشغال الدورة السابعة لتظاهرة الجامعة الخريفية تحت شعار “ظاهرة العود… أية حلول؟“، المنظمة على مدى يومين من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بمقر السجن المحلي سلا 2، حيث يعتبر هذا النشاط السنوي الذي تنظمه المندوبية محطة ثقافية وتثقيفية تفتح في إطارها حوارات ونقاشات بين ثلة من الأساتذة والمفكرين والمبدعين والسجناء الحاصلين على شواهد جامعية، من أجل إبراز مواهبهم في مجالات إبداعية مختلفة.
واعتبر محمد صالح التامك المندوب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في كلمة له خلال افتتاح فعاليات الدورة، أن ظاهرة العود تستدعي تظافر جهود جميع فعاليات المجتمع للحد منها، مشيرا إلى أن تنظيم هذه الدورة “يأتي في إطار الدينامية المتجددة التي تروم إلى تثمين قدرات السجناء وتمكينهم من اكتساب مهارات تساعدهم على معالجة المشاكل التي تعترض مسارهم والتفاعل بشكل إيجابي مع مستجدات الحياة اليومية”.
وتابع التامك، أن المؤسسات السجنية المغربية تحولت صورتها النمطية؛ أي من فضاء للعقوبة وسلب الحريات إلى فضاء للإصلاح والتهذيب وإعادة الإدماج مع الاعتماد على معايير بيداغوجية وبرامج ذات أهداف فعالة وهامة تحفظ للمعتقل كرامته.
وأردف نفس المتحدث أن دور المؤسسة السجنية هو إعادة التأهيل للسجين ليصبح شخصا صالحا لحياة اجتماعية محفزة، وعلى حد قوله لا يمكن تحقيق ذلك إلا عن طريق تفعيل أساليب جديدة للعلاج من ظاهرة العود التي تعد من أكبر المواضيع التي تهم القانون الجنائي.
وأضاف التامك قائلا، إن المندوبية العامة منذ انطلاق هذا البرنامج تعمل على اختيار مواضيع ذات أبعاد اجتماعية وقانونية وإنسانية وثقافية وحقوقية تستأثر باهتمام النزلاء وتشكل مادة غنية للتفاعل مع الأساتذة المحاضرين والخبراء المغاربة والدوليين. وقد كانت هذه المواضيع والإشكاليات المرتبطة بها محل نقاشات عميقة وهادفة، وذلك في أفق إعداد مخرجاتها ومعالجتها في إطار أكاديمي وعلمي.
وأوضح التامك، أنه “سيرا على نهج نفس الدورات السابقة، اختارت المندوبية العامة كموضوع لهذه الدورة ظاهرة العود اعتبارا لما تكتسيه هذه الظاهرة من صبغة مجتمعية تستدعي تظافر جهود جميع فعاليات المجتمع للحد منها. كما أن إثارة النقاش حول هاته الظاهرة يأتي في سياق متصل بتزايد اهتمام المندوبية العامة بمجموعة من الظواهر ذات الصلة بتنفيذ العقوبة السالبة للحرية في مفهومها الجديد والذي يروم التأهيل والتقويم، ومن ثم فإن اختيار هذا الموضوع أملته ضرورة التمييز بين ما هو انطباع ذاتي وما هو واقع موضوعي بغية محو الصورة النمطية السائدة في بعض الأوساط، خصوصا وأن فترة الاعتقال والتجربة المرتبطة بها ما هما إلا حلقة صغيرة ضمن سلسلة معقدة ومتشعبة تتداخل فيها مع الأبعاد التربوية والنفسية في ارتباطها بالمحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي”.
يذكر أنه في إطار الانفتاح على ظاهرة “العود” خصص لهذا الموضوع جلستين الأولى “ظاهرة العود-دراسة مقارنة”، حيث سيتم عرض تجارب بعض الدول التي لها علاقات تعاون مع المندوبية العامة، والجلسة الثانية تخص ماهية دوافع الظاهرة المذكورة.