التلميذات الضباط بالقوات البرية.. مفخرة ولوج مؤسسة مرموقة
هن الرائدات ويفتخرن بذلك! هن أولى الفتيات اللائي يتم قبولهن ضمن فوج التلاميذ الضباط بالقوات البرية ليلتحقن بالسنة الأولى من تكوين دراسي يمتد لأربع سنوات في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس.
لطالما حلمن بذلك. اليوم، يخطين خطواتهن الأولى في هذا الطريق. ووعيا منهن بالفرصة الممنوحة لهن، ترغب التلميذات الضباط بدورهن في خدمة بلادهن، والدفاع عن ثوابتها، والتخلي عن الصور النمطية القديمة، وإثبات العكس لمن يعتقد بأن الجيش يقتصر فقط على الرجال.
لقد ولى الزمن الذي كان يتم فيه إلحاق النساء العسكريات حصريا كمساعدات طبيات. إن ولوجهن إلى الأكاديمية الملكية العسكرية، يندرج كذلك في إطار تمكين المرأة المغربية والمساواة. ولذلك، فإنهن ممتنات لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
هذا الفوج يعد سابقة على المستوى الوطني. داخل الأكاديمية الملكية العسكرية، تتابع التلميذات الضباط تكوينا عاليا وذا جودة، نظريا وعمليا، يقدمه أساتذة رفيعو المستوى، تماما مثل نظرائهم من الذكور.
لقد تم انتقاؤهن على أساس معايير صارمة للغاية، ومؤهلات علمية وفكرية، ومهارات بدنية، إضافة إلى اختبارات نفسية وذهنية. بعد اجتياز التلميذات الضباط، خلال السنة الماضية، بنجاح لمباراة الولوج إلى الأكاديمية الملكية العسكرية، سيتم تعيينهن، بعد انتهاء فترة التكوين، في مختلف المصالح التابعة للقوات المسلحة الملكية، من بينها المشاة والمدفعية والمدرعات.
بصرامة وشغف، تتعامل التلميذات الضباط كذلك بمهارة وفخر مع أسلحتهن الوظيفية ويحاكين ببراعة المناورات القتالية ضد الفرق المنافسة. بصبر ومثابرة، تقمن بعملية تفكيك وإعادة تجميع الأسلحة بكل انضباط وسرعة وشجاعة.
وأكدت الملازم، منية السحباني، المؤطرة داخل الأكاديمية الملكية العسكرية، أن كل التلاميذ الضباط يتلقون نفس الدروس ويؤدون نفس التمارين ونفس التدريبات، مضيفة “أنا بدوري خريجة المؤسسة العسكرية المرموقة والمشرفة، حيث يعامل الرجال والنساء والفتيان والفتيات دون أي تمييز”.
ووفقا للسيدة السحباني، فإن هذا الفوج الأول من التلميذات الضباط يجتهد ويحقق نفس النتائج، مثل نظرائهم الذكور.
وأضافت “لقد انخرطنا في هذا المسار المهني دفاعا عن وطننا، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية”.
من جانبها، قالت التلميذة الضابط، هدى الفزازي، إن التلميذات الضباط بهذا الفوج الأول تتقاسمن نفس الشعار: حب الوطن. “كمواطنة مغربية شابة وحالمة بمستقبل واعد، اجتزت بنجاح مباراة الولوج إلى الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس برسم سنة 2019-2020، التي كانت انتقائية للغاية، وتم قبولي ضمن هذا الفوج الأول”.
وأضافت “نشاطي ضمن هذه المدرسة المرموقة يندرج في إطار تمكين المرأة المغربية ودعم طموحها لتصبح فاعلا نشيطا ومنتجا، وكذا رافعة أساسية للتنمية في المغرب المعاصر”.
وتابعت “يتيح لي نشاطي داخل الأكاديمية الاستفادة من تكوين عسكري وجامعي ذي جودة يقدمه أفضل الأطر المغربية، وتطوير قدراتي البدنية واللغوية والفكرية، وتعزيز روح الانضباط والتراتبية، وكذا احترام القيم العسكرية، وتقوية حس المواطنة، وحب الوطن والدفاع عن المقدسات والوحدة الترابية للبلاد، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
في مكناس وغيرها، أضحت النساء، يوميا، كل واحدة في مجالها، العنصر الأساسي لمختلف هياكل القوات المسلحة الملكية، التي تحتفي باليوم العالمي للمرأة، على غرار المؤسسات الوطنية الأخرى، عبر تكريم المرأة العسكرية المغربية.
بعزيمة والتزام بالدفاع عن الوطن ومصالحه ووحدته الترابية وقضاياه الوطنية، تشكل العسكريات بالفعل نموذجا يحتذى بالنسبة للعديد من الفتيات.