الحجز الإلكتروني مقابل وكالات الأسفار..الرقمي يواصل تقدمه في المجال السياحي
و م ع يبدو أن فكرة توجه المسافرين نحو الوكالات السياحية للقيام بحجوزاتهم قد ولت، وأنه حان وقت تجديدها في زمن تأثر فيه قطاع السياحة بالزخم المتزايد الذي يشهده الإدماج التكنولوجي.
وتواصل منصات الحجز الإلكترونية التقدم أمام وكالات الأسفار الواقعية من خلال اقتراح عروض مغرية والتعامل المخصص لكل واحد على حدى.
وباتت فكرة اللجوء إلى وكالة إلكترونية مرادفا لإمكانيات الحصول على عروض لامتناهية، وذلك نظرا إلى العدد الكبير من المنصات الإلكترونية المتوفرة دون أية قيود جغرافية مع إمكانية إجراء بحث شخصي بفضل الأدوات الرقمية الحديثة.
وقد دفع هذا التوافر المسافرين إلى اعتماد البحث عن وجهات أحلامهم إلكترونيا، مما قلص عدد مكاتب الوكالات وحفز آخرين للابتكار من أجل التجدد.
وفي الواقع، إن أسباب الإقبال الكبير على منصات الحجز الإلكترونية تكمن في قدرتها على تكييف عدد هائل من المعطيات المعروضة حول الدول السياحية والتأشيرات وأسعار الفنادق والوفرة مع سلوكيات الجمهور المستهدف وأذواقه.
وفي هذا السياق، أكد يوسف، وهو طالب يبلغ من العمر 22 سنة ينتظر العطلة الصيفية بفارغ الصبر، أن “وجود هذه المنصات الإلكترونية جن بنا عناء التنقل بين الفينة والأخرى للاطلاع على العروض الجيدة والأسعار أو الرحلات الجوية المتوفرة بل حتى أداء تكاليف الخدمات التي تفرضها وكالة الأسفار”.
وعموما، تحتسب المواقع الإلكترونية تكاليف أقل غلاء مقابل خدماتها كما أنها تقدم معلومات وإمكانيات الحجز مجانا عبر قنواتها الرقمية، كما يقتصر ربحها على المداخيل المحصلة من الإعلانات وزيارات موقعها الإلكتروني.
وفضلا عن كل ذلك، يمكن للمسافرين الاستفادة من استشارات افتراضية لاكتشاف الوجهات الأرخص علاوة على أن العديد من المواقع الإلكترونية تقدم خدمات تلقائية لمقارنة الأسعار حتى تظهر العروض المناسبة لميزانية المسافر.
وإذا كنا قد تعودنا في السابق المرور من عملية تستغرق وقتا طويلا وتخلف خيبات الأمل باعتمادنا على الأخبار المتداولة وتجارب الأصدقاء وتصفح عدد من مجلات السفر، فاليوم أصبح الوضع مختلفا بفضل العروض التي ت سه ل مقارنتها والتي توفر مجموعة واسعة من الخيارات.
ومن الجانب الآخر، تعتبر إكرام، وهي موظفة تبلغ من العمر 27 سنة، أن الاتصال البشري أمر مهم عند القيام بحجوزات السفر بينما ترى أنه من الصعب الوثوق بموقع إلكتروني لتحديد مسار السفر والعثور على جهة آمنة للإيواء.
وفي هذا الصدد، وعلى الرغم من التسهيلات التي توفرها هذه المنصات الإلكترونية، إلا أن عملية الحجز لدى الفاعلين السياحيين الذين يركزون على أمن الزبناء، سواء تعلق الأمر بمنتجع شامل كلي أو بشركة طيران، يمكن أن تستلزم الاتصال المباشر مع استشاري السفر حتى تكون الرحلة مضمونة إزاء بروتوكولات الأمن والنظافة.
وفي ظل تنوع الخيارات المطروحة، تتأكد حقيقة واحدة تتمثل في كون وكالات الحجز الإلكتروني موجودة ضمن عدد من مراحل منظومة الاستهلاك الترفيهية الجديدة، بل وسيزداد توافرها نظرا لتوجه المقاولات الناشئة بالمغرب نحو الرقمنة، ونظرا لاستراتيجية الإدماج الرقمي في الاقتصاد الوطني إلا أن العنصر البشري سيظل دائما محور المعاملات التجارية.
وقد وجدت العديد من الوكالات المغربية نفسها مضطرة للتجدد لإدراكها لإمكانات الوسائل الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعية التي بسطت مهمة تنظيم الرحلات.
ونتيجة لذلك، استطاعت الوكالات التقليدية التكيف مع التطورات التكنولوجية بشكل أكبر من أجل الحفاظ على مكانتها في السوق.
كما أصبح تنوع المعلومات المقدمة ومواكبة مهنيي أو استشاريي سفر بالاقتران مع التسهيلات التي توفرها خدمات العالم الرقمي مزيجا من العناصر الرابحة.
ولا داعي للتذكير بأن العالم الرقمي يفرض نفسه على مستوى الاقتصاد والعادات الاستهلاكية للمغاربة، ولا يمكن لوكالات الأسفار أن تتعارض مع توجه السوق هذا.
ومن جهة أخرى، وجب استيعاب هذه التطورات التكنولوجية وإدماجها ضمن سير المقاولات السياحية وباقاتها ومناهجها التسويقية وإلا فسيتم استبعادها من مجموع التقدمات التي يحرزها القطاع.