الحوري يكشف أرقام ومنجزات جماعة المشور القصبة أمام متتبعي الشأن المحلي
الكاتب:
سليمة الجوري وعبد الحميد زويتة مراكش 24
في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى المجالس الجماعية بمدينة مراكش بادر مجلس المشور القصبة صباح يوم السبت 8 غشت إلى الكشف عن أرقام وبيانات وحسابات الجماعة لعموم ساكنة مراكش عبر تقديم كافة التفاصيل المتعلقة بأنشطة المجلس ومنجزاته بالإضافة لجرد لائحة مفصلة ودقيقة للمداخيل المالية وأخرى أكثر دقة للمصاريف وعرضها بشكل علني و شفاف على ممثلي الجمعيات و وسائل الإعلام .
وتميز اللقاء الذي أشرف على تسييره وإعداد برامجه محمد الهرداوي مدير الفضاء الجمعوي -المشور القصبة –بحضور كافة أعضاء المجلس إلى جانب مجموعة من الفعاليات الجمعوية والإعلاميين المحليين ومهتمين بالشأن المحلي للمدينة-تميز- بعرض مفصل ومستفيض لأنشطة المجلس منذ سنة 2009 وإلى غاية 2015 بالإضافة لعرض موجز عن كرونولوجيا التنمية الترابية بالجماعة منذ تأسيسها سنة 1992 والتي أوضحت البيانات والأرقام أنها كانت تعاني من إكراهات مادية جسيمة قبل أن تصبح حاليا واحدة من أهم الجماعات على مستوى الجهة منذ إحداث منطقة أكدال السياحية و مدار مولاي الحسن الدولي لسباق السيارات الذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الإفريقي و إحداث المنتزه الرياضي أكدال بمعايير ومواصفات دولية تجعله يحتل الريادة على المستوى الوطني . بالإضافة لإنفتاح الجماعة على محيطها الدولي عبر توقيع وإبرام اتفاقية شراكة مع المؤسسة الإسلامية الثقافية بمدريد FUNCI لإعادة الاعتبار لحدائق اكدال التاريخية ، إلى جانب تهيئة حديقة الزنبوع وبناء مركز اجتماعي متعدد الاختصاصات وإحداث -فضاء الجمعيات ، وخلق موقف للسيارات على مساحة 5000 m2 بالإضافة لعدة منجزات أخرى تجعل من جماعة المشور القصبة تتقدم بعجلة تنموية هي الأسرع على مستوى الجهة ككل.
وبالرغم من صغر مساحتها تتوفر لوحدها حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط على 65,2 % من مجموع المساحات الخضراء بالمجال الحضري لمدينة مراكش الشيء الذي يتطلب من الجماعة ضرورة العمل على التدخل البيئي للحفاظ على هذه النسبة الهامة من المساحات الخضراء التي تمتاز بها مدينة مراكش بصفة عامة وجماعة المشور القصبة على وجه الخصوص.
وفي كلمة إفتتاحية بالمناسبة إعتبر محمد فؤاد الحوري رئيس الجماعة أن عرض هذه الحصيلة على العموم و بلغة الأرقام يوضح بأن جماعة المشور القصبة تعتمد في برامجها التنموية على منهجية التخطيط بالأهداف وسلك المقاربات التنموية التشاركية بين كافة الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين والمصالح الخارجية للدولة وهيئات المجتمع المدني ضمن رؤية متجددة للتنمية الترابية.
ان الثمار التي بدأت تجنيها الجماعة على المستوى الإقتصادي والبيئي والإجتماعي ليست سوى نتيجة منطقية وعملية لتكاثف الجهود مابين المجتمع المدني والمنتخبين وممثلي السلطة المحلية منذ إحداث هذه الجماعة
.
وأوضح الحوري من خلال جرد مبسط لكرونولوجيا التنمية الترابية بالجماعة أنه في البداية كان لا بد من خلق موارد مالية للجماعة لتمكينها من تحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي و كان لزاما إحداث منطقة سياحية للمساهمة في رهان رؤية 2020 التي رسم تفاصيلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجعل المغرب وجهة رائدة للسياحة على المستوى العالمي .
ويضيف الحوري أن منطقة أكدال ساهمت في خلق مشاريع إقتصادية مهمة وإمتصت نسبة كبيرة من البطالة عبر خلق العديد من فرص الشغل ورفعت بالتالي من مداخيل الجماعة عبر موارد مالية قارة مهمة ومستدامة ساعدتها على برمجة وخلق مشاريع تنموية أخرى ذات بعد إجتماعي وبيئي.
وأشار الحوري أن ” وفي الميدان الاجتماعي الذي نعتبره من أولويات اهتماماتنا وانشغالاتنا كانت مساهمتنا بالجماعة كبيرة إلى جانب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بالخطاب الملكي السامي يوم 18 ماي 2005 وكذا إلى جانب المجتمع المدني الرائد وفرقائنا المحليين والإقليميين والجهويين في خلق العديد من المشاريع الاجتماعية استهدفت النساء والأطفال والشباب مثل المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بالقصبة الذي يضم فضاء للتكوين المهني ودار للشباب وروض وحضانة للأطفال تم انجازه بشراكة مع المبادرة ومندوبية الرياضة والشباب ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.”
وفي نفس الإطار أضاف المتحدث “ومن اجل احتضان المجتمع المدني وجعله شريكا في تحقيق التنمية ولدعم كل أنواع تنشيط القرب الثقافي والرياضي والفني ولتوسيع دائرة التواصل بين المواطن والنسيج الجمعوي عملت الجماعة على إحداث فضاء للجمعيات تهدف منه احتضان ما يزيد عن 50 جمعية محلية مع فتح المجال أمام كل الجمعيات المتواجدة خارج تراب الجماعة الرائدة في مجال التنمية بدون استثناء أو تمييز للإسهام والاستفادة من خدمات هذا الفضاء الذي فتح أبوابه في يناير 2012 وتم تعيين طاقم إداري متخصص يسهر على تسييره وتنشيطه.
والى جانب المشاريع التي أنجزتها الجماعة في إطار المبادرة وبشراكة مع المجتمع المدني وباقي الفرقاء قامت الجماعة كذلك في إطار اختصاصاتها الذاتية بانجاز العديد من المشاريع الأخرى استهدفت المجال الاجتماعي والبيئي على السواء.
وفي نفس الإطار تم الاهتمام بإحياء تراث عتيق يتمثل في إعادة تأهيل الخطارات وخلق متحف بهذه المنشآت الفنية العتيقة
.
وفي المجال الرياضي والبيئي لابد من الوقوف على مشروع المنتزه الرياضي اكدال هذا المشروع الرائد الذي سيتم انجازه بمواصفات عالمية نعتبره معلمة رياضية بامتياز والذي يضم ملاعب رياضية لكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والرياضات الجماعية بالإضافة إلى ملعب خاص برماية النبال وسيفتتح أبوابه في وجه الشباب والنوادي والجمعيات الرياضية في الأسابيع القليلة المقبلة.
كل هذه المشاريع ستعمل لا محالة على استقطاب وتنمية السياحة البيئية بالجماعة هذا فضلا عن المساحات الخضراء التي تم إحداثها بجانب الأسوار والممتدة على طول 2,5 كلم والتي أصبحت منتزها للمواطنين وقبلة للزائرين.
وفي المجال الصحي ستعرف جماعة المشور القصبة مشروعا رائدا يتعلق ببناء وتجهيز مركز لتصفية الدم بالقرب من المركز الصحي سيدي أعمارة والذي يستهدف مرضى القصور الكلوي وقد قام المجلس مشكورا بالمصادقة على الاتفاقية الإطار الخاصة بالمشروع بمبلغ 5 مليون درهم في دورة يوليوز 2015 والتي تربط الجماعة ووزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز.
،
لا يمكن أن نحصر المشاريع التنموية التي عرفتها الجماعة فقط في هذه اللائحة بل هناك العديد من المشاريع الأخرى تتمثل في ترصيف أزقة ودروب الجماعة وتبليط واجهة ممر بوطويل والمساهمة إلى جانب الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في إعادة تأهيل شبكة التطهير السائل والمساهمة في برنامج الدور المهددة بالانهيار، هذا فضلا عن احتضان الجماعة للعديد من التظاهرات الثقافية العالمية والمهرجانات الفنية ونخص بالذكر السباق الدولي للسيارات (مولاي الحسن) والبطولة العالمية للرماية بالنبال ومهرجان الضحك والفلكلور والمراطون الدولي ودعم فريق الكوكب دون أن ننسى المشروع الرائد المتمثل في تهيئة محيط مسجد المنصور المعروف بمسجد مولاي اليزيد الذي مكن الجماعة من إحداث ساحات عمومية وخلق ممرات سياحية تربط بن قبور السعديين وقصر البديع مرورا بالأسوار العتيقة للمدينة وقد ساهمت هذه الممرات بشكل كبير في تسهيل حركة المرور وولوج السياح لزيارة هذه المآثر.
.
وإذا كانت الحصيلة جد ايجابية بلغة الأرقام فالفضل يرجع بالدرجة الأولى إلى النضج الكبير الذي تميزت به ساكنة الجماعة والمنتخبون والسلطات المحلية وهيئات المجتمع المدني والمسؤولين الإداريين من خلال تعاملهم مع البرامج التنموية دون إغفال المجهودات الكبيرة والجبارة التي يبدلها السيد والي جهة مراكش تانسيفت الحوز في سهره الميداني والمستمر على تتبع وتنفيذ مختلف البرامج التنموية بالمدينة.
.
انه لرهين بنا في جماعة المشور القصبة سلطة ومنتخبون أن نشيد بهذه التدخلات المشتركة الهامة ونشد بحرارة على أيدي كل شركائنا بالمجهودات التي يقدمها كل من المجتمع المدني وفرقائنا المحليين والإقليميين والجهويين وحتى الدوليين من مؤسسات عمومية ومصالح خارجية راجين من الله أن تتواصل هذه الجهود المشتركة في هذا الحقل التنموي مقتفين بذلك خطوات جلالة الملك محمد السادس نصره الله على دروب تنمية هذا البلد خدمة للمواطن وكرامته وتقديسا للأمانة الملقاة على عاتق كل منا من موقع مسؤوليته.