الخطاب الملكي دعوة إلى اليقظة للتصدي لأعداء الوحدة الترابية
و م ع مراكش-
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محسن الأحمدي، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء المظفرة، يشكل دعوة للمغاربة إلى مزيد من اليقظة للتصدي لأعداء الوحدة الترابية للمملكة.
وقال الأحمدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “جلالة الملك دعا المغاربة إلى مزيد من اليقظة لقطع الطريق أمام أعداء الوحدة الترابية للمملكة، الذين تزيد عزلتهم يوما بعد يوم، ولا يترددون في تهديد السلم والاستقرار بالمنطقة”.
وأشار إلى أنه بعد تذكير جلالة الملك بلحظة التلاحم التي جمعت جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني والشعب المغربي سنة 1975، أخبر جلالته شعبه بأن التطورات الأخيرة تصب في صالح القضية الوطنية، وأن المنتظم الدولي يعي بشكل جيد جدية الموقف المغربي من أجل تسوية هذا النزاع المفتعل على الأصعدة الدولية والإقليمية والوطنية.
وأضاف أن “قضية الصحراء الوطنية تشهد حاليا، على الصعيد الدولي، تطورا هاما في إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اللذين أصبحا يميلان إلى الواقعية والبراغماتية في مقاربتهما السياسية للنزاع”.
وشدد الجامعي، في هذا الصدد، على أن الخطاب الملكي تطرق إلى رقم بارز، يتثمل في كون 163 دولة لا تعترف بالجمهورية الوهمية، أي ما يعادل 85 في المئة من الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الجهوي، أكد الباحث أن جلالة الملك شدد على حدث هام يتمثل في تغير تعامل الاتحاد الإفريقي، منذ عودة المغرب إلى حضنه، من أجل فهم أفضل للنزاع المفتعل وأضحى يبتعد عن الأطروحة الانفصالية ومروجيها.
وفي هذا الصدد، سجل أن الدبلوماسية التي أطلقها المغرب في إفريقيا كانت لها نتائج إيجابية من قبيل فتح قنصليات بالعيون والداخلة، مضيفا أن التنسيق متقدم بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على أساس الاختصاص الحصري لمجلس الأمن الدولي.
وذكر الجامعي بأن عددا من القوى العالمية العظمى باتت تميل إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب كأفق ممكن لأي حل سلمي متفاوض بشأنه ومقبول من أطراف النزاع.
وعلى مستوى العالم العربي، أشار السيد الأحمدي إلى أن الإمارات العربية المتحدة فتحت قنصلية في الأقاليم الجنوبية، فيما تستعد ليبيا وقطر للسير على نفس المنوال إلى جانب بلدان عربية أخرى، معتبرا أن الأمر يتعلق ب”تقدم هام جدا” باعتباره نابعا من الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
وخلص السيد الأحمدي إلى أن الخطاب الملكي شدد أيضا على أهمية التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية من خلال دعم قطاع الصيد كرافعة استراتيجية لاقتصاد المنطقة.