الداخلة: انطلاق النسخة ال3 من المهرجان الدولي للثقافة الحسانية
انطلقت، أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الدولي للثقافة الحسانية “ملگ الفركان”، المنظم احتفاء بذكرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
وينعقد هذا المهرجان، المنظم على مدى يومين من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب بشراكة ودعم من المجلس الجهوي، تحت شعار “التضامن من مرتكزات ثقافة الصحراء”.
كما تنظم هذه التظاهرة الثقافية في سياق تنوع وثراء الثقافة المغربية التي تعتبر الحسانية من أهم مكوناتها كما نصت على ذلك الخطب الملكية ودستور المملكة، وتنزيلا لمقتضيات الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، وإيمانا بدور الدبلوماسية التربوية في تعزيز انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي.
وتتميز نسخة هذه السنة، التي تحتفي بدولة الكوت ديفوار كضيف شرف، بمشاركة أفراد من الجالية الإفريقية المقيمة بجهة الداخلة – وادي الذهب، فضلا عن حضور شخصيات علمية وتربوية وازنة. وقالت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، الجيدة اللبيك، في كلمة بهذه المناسبة، إن الأكاديمية تعمل كل سنة على الاحتفاء بقيمة من القيم التربوية، من أجل ترسيخها في أذهان الناشئة التعليمية بالجهة.
وأضافت أنه تم التركيز، خلال نسخة هذا العام، على قيم التضامن المستمدة من الثقافة الحسانية التي ترتكز على الدين الإسلامي، لاسيما الأحاديث النبوية الشريفة، ومسار مجموعة من الأولياء والصالحين الذين قدموا من مختلف مناطق المغرب واستقروا في زوايا بكل من الساقية الحمراء ووادي الذهب وأوسرد.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأولياء والصالحين لم يكتفوا بالتعبد في زوايا بعيدا عن الناس، بل إن مايميزهم هو قربهم الوثيق من الساكنة، فغرسوا الكثير من الخصال الحميدة في سلوك هذا المجتمع.
وخلصت اللبيك إلى أن مهرجان “ملگ الفركان” يهتم بالقيم التي تنشدها الثقافة الحسانية ويتطلع إلى إبراز امتداداتها وتشابهها مع قيم وثقافات أخرى، خاصة في إفريقيا، وذلك انسجاما مع دعوة الملك محمد السادس إلى الانفتاح على العمق الإفريقي للمملكة.
ومن جهتها، قالت نائبة رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، خديجة بوكرن، إن هذا المهرجان يندرج في إطار المبادرات الرامية إلى زرع القيم المجتمعية لدى فئات التلاميذ، والحفاظ على الموروث الحساني الأصيل.
وأكدت بوكرن أن هذه التظاهرة تبرز مدى الاهتمام الذي يوليه المجلس الجهوي لمجال الثقافة الحسانية، والذي ينضاف إلى اتفاقية الشراكة التي تجمع مجلس الجهة بالمديرية الجهوية للثقافة، بشأن برامج صيانة والحفاظ على الموروث الحساني.
وفي كلمة باسم الجالية الإفريقية، أعرب رئيس جمعية “فتح الغفار” بجهة الداخلة – وادي الذهب،يوسوفا أنجاي، عن تقدير أفراد هذه الجالية لأجواء التعايش بالجهة، مبرزا أهمية المساعدات التي يتلقاها مواطنو البلدان الإفريقية من طرف السلطات العمومية وهيئات المجتمع المدني. وأضاف أن أفراد الجالية الإفريقية يعبرون عن اعتزازهم بالعناية التي يوليها الملك محمد السادس للمواطنين الأفارقة بالمغرب، من حيث توفير جميع سبل الدعم والمساندة لهذه الفئة.
وتميز الحفل الافتتاحي بتقديم أفراد من الكوت ديفوار، ضيف شرف المهرجان، لمعطيات عن بلادهم، وكذا رقصات فلكلورية محلية تبرز غنى وتنوع الموروث الحضاري لهذا البلد الإفريقي.
كما قدم تلاميذ المؤسسات التعليمية بالجهة لوحات فنية واستعراضية من التراثين الحساني والإفريقي خلال هذا الحفل، الذي تم خلاله تكريم عدد من المتوجين والمتوجات من أبناء الجهة في المسابقات الدولية والوطنية.
بعد ذلك، توجه الحاضرون إلى خيمات تقليدية منصوبة أمام قصر المؤتمرات بالمدينة، حيث أعطيت انطلاقة أعمال الورشات التلاميذية، والتي تضم “ورشة الألعاب الشعبية الحسانية”، و”ورشة الحكاية الشعبية الحسانية”، و”ورشة الرسم”.
ويشمل برنامج هذا المهرجان، الذي اختار له المنظمون قيمة التضامن كمحور مرجعي لمختلف أنشطته، ندوة فكرية دولية وأمسيات وورشات تربوية ثقافية وفنية، فضلا عن كرنفال تلاميذي جنوب-جنوب تقدم من خلاله المؤسسات التعليمية بالجهة لوحات استعراضية ومسابقات تعرف بمكونات الثقافة الحسانية.