الرقم 19 … البوليس في جيوب المغاربة بمراكش

عبد الحميد زويتة 

“داير البوليس  في جيبو ” عبارة شعبية ترددت على مسامعنا كثيرا أيام الملك المرحوم  الحسن الثاني وكانت دلالة قوية ومؤشر واضح للنفوذ الذي كان يتمتع به بعض المقربين من السلطة الذين لا ينصح بمعاكستهم أو حتى مخالفة أرائهم وإختياراتهم إعتبارا للإمتيازات التفضيلية التي كانوا يتمتعون بها كلما وطأت أقدامهم مقرات الشرطة أو حتى الحضور بسرعة كلما كان أولئك الذين كنا نصفهم بعبارة”داير البوليس  في جيبو” لأي مضايقة أو حتى مناوشة كلامية خفيفة , على عكس الإتصالات التي كان يربطها المواطن العادي بمصالح الشرطة وهو ما كرس لسنين طويلة العديد من الصور السلبية عن ممارسات رجل الشرطة بالمغرب وولد تنافرا واضحا بين المواطن من جهة ورجل الأمن العمومي بالمغرب

والحقيقة أن خدمة النجدة التي وضعتها المديرية العامة للأمن الوطني في الأيام القليلة الماضية تحت إشارة المواطنين والزوار بالمدينة الحمراء عبر الإتصال بالرقم الهاتفي المجاني ” 19″  تشكل خدمة تفضيلية لكل المغاربة والزوار وتسير في إتجاه دمقرطة ونجاعة خدمات الأمن العمومي بالمغرب  وتنهي سنين عجاف من الإنكماش والشح في التدخلات الأمنية الميدانية وتحقق بالتالي رغبة كانت حتى الأمس القريب تخالج خواطرنا نحن المغاربة وتدفعنا إلى حدود الأمس القريب  للتقرب من حراس الأمن والضباط وعمداء الشرطة لكسب صداقتهم و ودهم مخافة إحتياجنا لهم في يوم أسود لا ينفع فيه إلا ما كنا نسميه ” عندي المعارف فالبوليس”

أما اليوم وبعد أن أصبحت  خدمة الرقم “19 ” حاضرة بقوة في أذهان ومفكرة الأشخاص والمؤسسات  فالأكيد أن عبارة داير البوليس في جيبو” ستختفي من أفواهنا لأن كل المراكشيين باتو يحملون “البوليس في جيوبهم” شريطة التوفر على هاتف محمول  بطبيعة الحال في جيب السروال أو في “قب الجلابة”