السفير الصيني بالمغرب يطمح لجعل لقاء مراكش محطة ثلاثية الأطراف للتعاون الإقتصادي
الكاتب:
مراكش 24
قال سفير الصين بالمملكة المغربية سون شو جونغ أمس الثلاثاء قبيل عقد الدورة الأولى للقمة الصينية الإفريقية للمقاولين يومي 26 و27 نوفمبر الجاري في مراكش إن الصين تطمح إلى تعاون اقتصادي ثلاثي الأطراف يربطها بإفريقيا وأوروبا انطلاقا من المغرب لكونه البلد الوحيد الذي يصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وأكد سون في كلمة له خلال أعمال الندوة الأكاديمية الدولية الأولى التي تقام بالدار البيضاء تحت عنوان “على طرفي طريق الحرير : المغرب والصين” أن بكين تحدوها رغبة قوية في تفعيل آليات التعاون الثنائي مع المغرب، مشددا على أن البلدين يمتلكان من المؤهلات ما يخول لهما الإسهام سوية في الدفع بالمبادلات الاقتصادية والثقافية عبر العالم، ونشر قيم الحوار والتعايش بين الحضارات المختلفة.
واعتبر أن كسب هذه الرهانات يرتبط بالتأسيس لشراكات تراعي المصالح المتبادلة بين الدول وتوطد الثقة السياسية في ما بينها، وبالانخراط في مبادرات تنموية منفتحة ومندمجة تستثمر بشكل جيد الإمكانات المتاحة سواء داخل البلدين أو ببلدان الجوار الإفريقي والآسيوي.
وتابع أن الصين بادرت في هذا الاتجاه إلى إطلاق مجموعة من المبادرات لتعزيز التعاون وتقوية علاقاتها الاقتصادية بمجموعة من الدول الإفريقية والأوروبية والآسيوية وفق مبدأ رابح رابح، مشيرا إلى أن من أبرزها إطلاق مشروع طريق الحرير البحري – القرن 21، والحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
وأوضح أن هاتين المبادرتين، اللتين أطلقهما الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا في سبتمبر وأكتوبر عام 2013، تقومان على تعزيز الروابط السياسية بين البلدان التي تشملها هذه الطريق، وتقوية البنيات التحتية وإنشاء مناطق صناعية، وبناء طرق سيارة، إلى جانب دعم تدفق التجارة وتنقل رؤوس الأموال بين البلدان التي تشملها طريق الحرير البحري – القرن 21 .
وأبرز أن طريق الحرير البحري – القرن 21 مشروع استراتيجي تسعى من خلاله الصين إلى إعادة إحياء طريق الحرير القديم، وهو شبكة بحرية مصممة لربط ساحل الصين وأوروبا عبر بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي في طريق واحد، وساحل الصين بجنوب المحيط الهادئ عبر بحر الصين الجنوبي في طريق آخر.
وذكر أن أهمية هذه الندوة تكمن في كونها تنعقد قبيل عقد الدورة الأولى للقمة الصينية الإفريقية للمقاولين يومي 26 و27 نوفمبر الجاري في مراكش، والتي ستشكل بالنسبة إليه أرضية للمناقشات والتبادلات واللقاءات بين الفاعلين الاقتصاديين الصينيين والأفارقة لبناء نموذج جديد للشراكة الاقتصادية بين الطرفين.
تجدر الإشارة إلى أن الصين والمغرب أقاما علاقات دبلوماسية عام 1958.
وقد بلغ حجم التبادلات التجارية بين الصين والمغرب خلال عام 2013 ما مجموعه حوالي 3 مليارات و 413 مليون دولار، فيما تجاوزت قيمة واردات المغرب من الصين خلال العام نفسه 3 مليارات دولار، في حين قدرت صادرات المغرب إلى الصين بحوالي 334 مليون دولار.
وشكلت واردات المغرب من الصين في العام 2014 نحو 7 في المائة من إجمالي وارداته من بلدان آسيا، مسجلة نسبة نمو بمعدل 3.5 في المائة مقارنة بالعام 2013.
وتتمحور أشغال هذه الندوة حول أربعة محاور أساسية، تشمل “دور طريق الحرير في تعزيز العلاقات العربية والإسلامية الصينية عبر التاريخ”، و”الصين في رحلة ابن بطوطة وتلقي كتابه في الكتابات الصينية” و”العلاقات الاقتصادية بين المغرب والصين: الواقع والآفاق”، و”طريق الحرير الجديد: المشروع والرهانات”.
ويشارك في هذه الندوة مجموعة من الباحثين الذين يمثلون جامعات وطنية (جامعات الدار البيضاء، وفاس، وجدة وسطات)، وأجنبية (تونس، لبنان، العراق، سلطنة عمان)، وكذا متخصصين اقتصاديين وسياسيين سينتظمون في جلسات لمناقشة مشروع إحياء طريق الحرير.