الصويرة..مؤتمر دولي يسلط الضوء على العلاقة بين السياحة والتراث
سلط المشاركون في المؤتمر الدولي الأول حول المجالات الترابية المبتكرة 2019، الذي تتواصل أشغاله بالصويرة، أمس الخميس، على العلاقة بين السياحة والتراث والثقافة من زاوية الإبداع.
وأكد المشاركون في ورشة للتفكير في موضوع “السياحة والثقافة والتراث: بين إدارة الإبداع وإبداع الإدارة”، أن السياحة والثقافة والتراث حافظت دائما على علاقة جدلية ومتكاملة، لكنها في الوقت ذاته غير محصنة تماما من الدوامة السلبية للفلكلرة والتحوير.
وذكروا خلال هذا المؤتمر، المنظم تحت شعار “من الإبداع في المدينة إلى المدينة المبدعة”، أنه خلال العقود الأخيرة، هبت رياح التغيير على قطاع السياحة، مما أدى إلى تطورات تدريجية وكذا جذرية في طرق التفكير والإنتاج والاستهلاك والوساطة والترويج للعرض والمجالات الترابية السياحية.
وأوضحوا، في هذا الصدد، أنه عند التقاء المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، سيكون من الحكمة مناقشة العلاقة بين السياحة والتراث والثقافة وفقا لمقاربة تكاملية تستند إلى الإبداع علة نحو متزايد، وهو ما ينظر إليه على أنه نقطة مشتركة رئيسية بين القطاعات الثلاث ونتيجة لتفاعلاتها.
وأشاروا إلى أن “هذه السياحة الإبداعية”، التي ترتكز على الأنشطة الإبداعية التقليدية للصناعات الثقافية والإبداعية، بدأت تحل محل أو تكمل السياحة القائمة على الثقافة”، معتبرين أنه لم يعد الأمر لا يتعلق بالاستمرار في قبول ثقافة التراث التي ساهمت في تثمين المكونات المحلية على مدى العقود الماضية، بل يهم اقتراح عرض مناسب ومخصص وفريد من نوعه لمختلف شرائح السياح، وناقل للأصالة والإبداع.
وأضافوا “لذلك، نعتبر أن السياحة الإبداعية تعد الآن إحدى التعبيرات القوية للتفاعل بين التراث والثقافة المحلية”، مشيرين إلى أن السياحة تساهم في دينامية القطاع، وتحرر المؤهلات الإبداعية للزائر ومستقبله عن طريق القيد في سجل تجريبي مختلف، في قطيعة شاملة أو جزئية عن السياحة الساحلية الشاسعة والمرتبطة بالاسترخاء والاستجمام، وحتى السياحة الثقافية المدفوعة بالزيارات الثقافية أساسا.
واعتبروا أن السياحة الإبداعية هي إحدى المظاهر البارزة للتراث والحيوية الثقافية في تجديد التجربة السياحية، مشيرين إلى أن ذلك ليس استثناء لأن التطابق في هذه المكونات غالبا ما يمثل مصدرا فريدا ورهانا رئيسيا للتمايز بالنسبة للمنظمات والمجالات الترابية، وبالتالي التزام العديد من المدن بهذه الصورة من السياحة.
ويتوجه هذا المؤتمر متعدد المواضيع والجوانب، المنظم بشكل مشترك بين المدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش والمركز الدولي للأبحاث وتعزيز القدرات، نحو مختلف الأطراف المعنية بالمدينة، كالباحثين والفاعلين المحليين والفنانين والمهنيين والمجتمع المدني.
ويطمح هذا المؤتمر إلى أن يشكل موعدا علميا مهما بمدينة الصويرة، وفضاء للتبادل والتحليل والنقاش حول التغيرات والتحولات التي تهم مجتمع المعرفة والاتصال، في إطار التحديات المعاصرة للتدبير الترابي، وفي ظل الابتكار والإبداع.