الصويرة مدينة تتسع لكل الثقافات والأجناس
أحمد الحدري
في مدينة الصويرة المغربية لا تستغرب ان وجدت كاتبا أو فنانا عالميا كبيرا يفترش الأرض الى جانب بعض الفقراء أو الشباب وهو يستمع بإمعان لهم ،وهم يحكون له عن تاريخ الصويرة وأهلها وكرمهم وبطولاتهم في مقاومة الغزاة ، كما لا تستغرب ان قادتك قدماك الى احدى المقاهي الشعبية المختصة بشواية السمك الصويري المشهور عالميا بنكهته ولذته التي لا تقاوم لتجلس بالقرب من احدى الشقراوات الجميلات والتي يصادف جلوسك الى جانبها سقوط ملعقة من مائدتها فتبادر انت لأنك مغربي مهووس بكل ماهو اجنبي فتنحني الى الأرض وتلتقط ملعقة الشقراء وتضعها أمامها بأدب ،فتشكرك هي بأدب جم وبصوت رخم يأسر الأ ذن ،وغير بعيد منكما يراقب نادل المقهى كل الحركات و سرعان مايبادر ليستبدل لها الملعقة التي سقطت أرضا بواحدة أخرى نظيفة ،ثم ينحني ليخبرك في أُذنك بأن الجميلة التي تجلس الى جانبك تأكل السردين المشوي هي أميرة أوروبية.
مدينة الصويرة هي مدينة حكايات ألف ليلة وليلة الأسطورية ،لكنها حقيقة تتكرر كل يوم وفي أكثر من زاوية من زوايا المدينة العتيقة ،هي مدينة تجسدت فيها العولمة الفنية والثقافية منذ زمن بعيد دون ان تنسلخ عن جدورها وهويتها العربية الأمازيغية الاسلامية .
في مدينة الصويرة الجميلة والهادئة والى جانب ما تزخر به من مبدعين وفنانين ،يقصدها أيضا فنانون ومغنون شباب مغاربة واجانب من طلبة المعاهد والمدارس العليا ليقضوا فيها اياما وليالي يمارسون هواياتهم الفنية كنوع من التدريب المهني لما يدرسونه في مدارسهم من تخصصات فن الفرجة اوالمسرح والسرك الشعبي ،وبقدر مايحظى العمل الفني الذي يقدمونه لجمهور مدينة الصويرة في ساحة القصبة او في ساحة باب السبع من تشجيع الجمهور لهم ،بقدر ما يعتبر ذالك مؤشرا لهم على انهم ارتقوا الى رتبة الإبداع التي تكسبهم الثقة بالنفس ليصبحوا فنانين موهوبين .
ففي يوم الجمعة 19 غشت 2016 كانت ساحة باب القصبة مع نمودج من هذه النماذج الإبداعية ، نخبة من شباب مدينة سلا يتابعون دراستهم في فن الفرجة باحدى المدارس العليا بسلا ،حلوا كمن سبقهم بمدينة الصويرة وقدموا للجمهور وصلات بهلوانية وفنية وفرجوية تدخل في اطار السيرك الشعبي مرفوقة بمقاطع موسيقية أتحفت الجمهور وصفق لها بحرارة .
بالفيديو لقطات من ألعاب فن السيرك الشعبي التي قدمتها مجموعة ياسين بالغالي ورفاقه الطلبة بساحة باب القصبة بمدينة الصويرة .