الطائفة اليهودية تحتفي بهيلولة الحاخام حاييم بينتو
احتفى المئات من أفراد الطائفة اليهودية المغربية، القادمين من مختلف أنحاء العالم، مساء الخميس في الصويرة، بهيلولة الحاخام حاييم بينتو، وذلك في جو من الانخراط والخشوع.
ويعد هذا الاحتفال فرصة أمام أفراد الطائفة المقيمين في مختلف بقاع العالم، لتجديد الروابط مع الوطن الأم المغرب، ملاذ السلام وأرض التسامح والتعايش السلمي والانفتاح.
وتخليدا لهذا الالتزام الثابت تجاه المملكة، أقيم حفل رسمي في مقبرة الحاخام حاييم بينتو، بحضور، على الخصوص، عامل الإقليم عادل المالكي وممثلي السلطات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية ومنتخبين محليين وشخصيات أخرى.
بعد ذلك، حضر عامل الإقليم والوفد المرافق له وأفراد الطائفة اليهودية المغربية حفلا بهيجا تم خلاله عزف مختارات من الأغاني الوطنية وأخرى تنتمي إلى التراث الموسيقي الشعبي واليهودي – المغربي، وذلك في جو من الوئام والإخاء والانفتاح.
وبهذه المناسبة، قام أفراد هذه الطائفة برفع صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية، مؤكدين من خلال ذلك على تشبثهم الثابت والراسخ بالعرش العلوي المجيد والمغرب، وطنهم العزيز.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أعرب الحاخام دافيد بينتو عن سعادته بالتواجد مرة أخرى في الصويرة خلال هذه السنة للاحتفال كالعادة بهذا الحدث الكبير، مشيرا إلى أن هذا الموعد السنوي المهم بالنسبة للطائفة اليهودية المغربية يشكل مناسبة أمام أفرادها لتأكيد تشبثهم الراسخ بالوطن الأم، وترسيخ الشعور بالانتماء القوي إلى هذا البلد الجميل لدى فئة الشباب منهم.
وقال “المغرب مسقط رأسنا. إنه بلد نحبه ونعتز به كثيرا. أنا سعيد للغاية وفخور جدا بأن أتواجد مرة أخرى خلال هذه السنة في الصويرة، وللترحيب الحار الذي خصص لنا هنا”، مضيفا أنه عندما سيتتبع ملايين الأشخاص هذا الاحتفال، سيدركون ما يحدث في المغرب، أرض السلام والتعايش والتسامح والانفتاح.
من جهته، قال عامل الإقليم “إن حضوركم المكثف اليوم يعكس بشكل لا لبس فيه تشبث الطائفة اليهودية المغربية بتقاليدها، ويشكل، من جهة أخرى، رسالة ولاء للمملكة وارتباط عميق بالعرش العلوي المجيد وبصاحب الجلالة الملك محمد السادس”، واصفا هذه الزيارة بأنها “لحظة للصلاة والتقوى والخشوع، وكذا الإخاء والتقاسم والوئام”.
وأضاف المالكي أن “الإخاء والتقاسم قيمتان تشكلان حجر الأساس لبلدنا ويتم تعزيزهما بفضل الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للحفاظ على تراثنا التاريخي المشترك”، مذكرا في هذا الصدد بالورش الملكي الذي أطلقه الملك محمد السادس مؤخرا والذي يهدف إلى الحفاظ على الغنى الحضاري للمملكة من خلال إعادة تأهيل المدن العتيقة.
وأوضح أن هذا البرنامج يهم، على الخصوص، حي الملاح من أجل تعزيز مجاله الحضري، وإعادة تأهيل مرافق القرب التابعة له، وتثمين موروثه الثقافي والديني، لاسيما كنيس “صلاة الكحل”، والحفاظ على مظهره المعماري الأصلي في إطار نموذج يحترم خصائص المباني بالمدينة العتيقة، مشيرا إلى أن الهدف من هذا المشروع هو إحداث دينامية للتنمية السوسيو-اقتصادية للمدينة العتيقة مع الحفاظ على هويتها التعددية.
وتوجه متدخلون آخرون من الطائفة اليهودية المغربية إلى العلي القدير لكي يعم السلام والازدهار جميع أنحاء المملكة، مشيرين إلى أنه “في كل سنة، نعمل على تعزيز علاقتنا التي لا تتزعزع مع هذا البلد الجميل، وكذا تشبثنا القوي بأرض المغرب، ونحن سعداء بالتطور الملحوظ الذي تعرفه المملكة، من سنة إلى أخرى، تحت القيادة المستنيرة والحكيمة لجلالة الملك محمد السادس”.
تجدر الإشارة إلى أن الحاخام الأكبر حاييم بينتو هو شخصية يهودية مغربية ذات إشعاع وطني ودولي طبعت تاريخ الصويرة – موغادور وتراثها الروحي والديني والفلسفي.