القطاع الرقمي يزخر بفرص نمو كبيرة بالنسبة للبلدان الافريقية
بن جرير (إقليم الرحامنة) – أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي واصلاح الادارة، السيدة غيثة مزور، اليوم الخميس، بابن جرير (إقليم الرحامنة)، أن القطاع الرقمي يزخر بفرص كبيرة للنمو بالنسبة للبلدان الافريقية.
وأضافت السيدة مزور، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة لمناظرة التحول الرقمي بإفريقيا، التي تنعقد لأول مرة في المغرب، تحت شعار “إطلاق منصة مرنة، سيادية ومستدامة لتشجيع الابتكار الإفريقي”، أن “البلدان الافريقية مدعوة إلى اغتنام الفرص الرائعة للنمو التي يتيحها القطاع الرقمي، من أجل تقليص الهوة التي تفصلها عن البلدان المتقدمة في هذا الميدان”.
وكشفت، في هذا السياق، أن إحدى المتطلبات المسبقة لانجاح الانتقال الرقمي، تكمن في تطوير بنيات تحتية وأرضيات رقمية، مبرزة أن المغرب وضع تطوير قطاعات للبنية التحتية في صلب أولوياته الاستراتيجية.
واستعرضت، في هذا الإطار، مختلف الاستراتيجيات والبرامج التي باشرها المغرب في هذا الميدان، ومنها، إطلاق المخطط الوطني لتنمية الصبيب العالي سنة 2012، واستراتيجية المغرب الرقمي 2020، وكذا إحداث وكالة التنمية الرقمية، المكلفة بمواكبة التحول الرقمي، ومؤخرا اعتماد مذكرة التوجهات العامة للتنمية الرقمية بالمغرب في أفق العام 2025، ومذكرة جديدة للتوجهات العامة لتطوير قطاع الاتصالات.
وتابعت أن النموذج التنموي الجديد جعل، بدوره، من القطاع الرقمي رافعة للتغيير وأعطى مكانة خاصة لتطوير البنيات التحتية والمنصات الرقمية، مسجلة أنه بفضل تضافر جهود الفاعلين في المنظومة الرقمية بالمغرب، توجد العديد من المؤشرات في المنطقة الخضراء.
وتابعت السيدة مزور أن “عدد المشتركين في الانترنت بالمغرب يبلغ 6ر30 مليون مشترك، مسجلا بذلك ارتفاعا سنويا بنسبة 16 بالمئة، ونسبة نفاد ب11ر85 بالمئة”، موضحة أن “تطور هذه الحصة يعزى أساسا إلى الانترنت النقال ب49 ر 28 مليون مشترك، في حين أن حظيرة المشتركين في الهاتف الثابت تضم 64ر49 مليون مشترك، أي بنسبة نفاذ قدرها 61ر137 بالمئة”.
وكشفت أنه في ما يتعلق بمعدل توفر الأسر على حاسوب/ لوحة الكترونية، فهو يسير باتجاه الارتفاع منذ سنة 2010، بينما انتقل هذا المعدل بين 2015 و2018 من 8ر54 بالمئة، إلى 6ر60 بالمئة.
وشددت الوزيرة، من جهة أخرى، على جهود المغرب في مجال تكوين وتطوير الكفاءات في هذا الميدان، مؤكدة أن “أي تحول رقمي ينبغي أن تواكبه بالضرورة رؤية تهم الموارد البشرية”، مشيرة إلى أن أحد الأوراش ذات الأولوية بالنسبة للمملكة تتمثل في تشجيع بروز “جيل رقمي”، من خلال النهوض بالتكوين والابتكار، وذلك عبر وضع مخطط وطني للتكوين في الميدان الرقمي.
وجددت التعبير عن إرادة وعزم المملكة على العمل إلى جانب البلدان الشقيقة والصديقة بالقارة الافريقية على الارتقاء بالقطاع الرقمي إلى رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، كشف وزير الدولة، وزير الاتصال والاقتصاد الرقمي الغابوني، إدغار أنيست مبومبو مياكو، أنه تم تحقيق تقدم كبير خلال السنوات الأخيرة في ميدان تسريع مسلسل التحول الرقمي بإفريقيا، بفضل العديد من المبادرات، من بينها إحداث وكالات وسلطات لتقنين الاتصالات الالكترونية في كل بلد، وتحالف “إفريقيا الذكية” في ميدان البنيات التحتية وتطوير الخدمات، وبرنامج تنمية البنيات التحتية بإفريقيا، وهو مبادرة للاتحاد الافريقي.
وأضاف أن هذه المبادرات المتعددة مكنت من تزويد افريقيا بشبكة للبنيات التحتية ذات الصبيب العالي، قادرة على ضمان تغطية ذات جودة، مع ولولج أفضل للساكنة، مبرزا أنه بفضل مختلف الاستثمارات المنجزة والأعمال التي تم القيام بها، تمكنت إفريقيا من الصمود أمام جائحة (كوفيد-19).
وأشار الوزير إلى أنه بعد إعطاء الأولوية للاستثمارات في البنيات التحتية الرقمية، حان الوقت لتسريع مسلسل رقمنة الخدمات، من خلال تشجيع الابتكار والحلول الملائمة للإشكاليات الافريقية في بيئة آمنة، مرتبطة برهانات السيادة الرقمية للقارة.
وتعرف الدورة العاشرة لمناظرة التحول الرقمي بإفريقيا، المنظمة بمبادرة مشتركة من المجلة الإفريقية المتخصصة في المجال الرقمي “CIO Mag”، واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، مشاركة حوالي 300 شخص، من بينهم مؤسساتيون، وأصحاب القرار العموميين والخواص، ومقاولات، ومدارس كبرى، وفاعلون في القطاع الرقمي، ومقاولات ناشئة، ومنظمات غير حكومية، ومانحون، ووكالات للتقنين، ومقاولات صغرى ومتوسطة، من 15 بلدا من افريقيا وأوروبا.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، دورة تحت شعار “نظرات متقاطعة للاستراتيجيات الرقمية الوطنية بإفريقيا: أي مكانة للسيادة الرقمية للدول؟” بمشاركة العديد من الوزراء الأفارقة، وكذا ورشات وجلسات علنية حول مواضيع تتعلق، على الخصوص، ب”البنيات التحتية والسيادة الرقمية”، و”استراتيجية تسريع الرقمنة والسحابة السيادية بافريقيا”، و”حلول تكنولوجية والابتكار”، و”دعم وتمويل منظومة الابتكار وريادة الأعمال بافريقيا”، و”تطوير حلول من أجل إدارة ذكية”، و”رأس المال البشري والتثاقف الرقمي”.