القفطان المغربي .. زي أصيل يلهم أرفع التصاميم العالمية
(عمر الروش) و م ع
مراكش – أضحى القفطان، باعتباره سفيرا للثقافة والتراث والتقاليد المغربية، زيا أصيلا ضمن عروض الموضة الراقية عبر العالم، حيث حل أول أمس السبت بمراكش، برونقه وجماله، ضيفا على الدورة 37 من معرض الأزياء الشرقية (أوريونتال فاشن شو)، أول منصة دولية مخصصة للتصميم والموضة الشرقية.
وداخل فضاء ساحر شبيه بقصص ألف ليلة وليلة، استعرضت عارضات الأزياء أجمل موديلات القفطان المغربي، من توقيع مصممات مغربيات كوفاء الإدريسي، وفدوى الجامعي، ونزهة العطاوي، أضفين على القفطان المغربي جمالية عبر سحر الألوان والمواد المكونة له.
واختارت المصممات الخروج عن المألوف واحتضان حرية الإبداع وفقا لمتطلبات النساء المغربيات ومن العالم، حيث جمعن ببراعة بين الأنماط الغربية والشرقية لجعل القفطان يتطور نحو دينامية عالمية جديدة.
وأكدت مؤسسة معرض الأزياء الشرقية (أوريونتال فاشن شو)، السيدة هند جودار، أن القفطان، الزي الرئيسي ضمن هذا الحدث والذي يحظى بحب وتقدير المصممين من العالم بأسره، استطاع أن يكتسب سمعة ملحوظة بفضل العمل الرائع المبذول من قبل الحرفيين في مجال الخياطة واختيار الأقمشة.
وأوضحت السيدة جودار، رئيسة جمعية “طريق الحرير الأندلس”، في حديث للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24)، أن المعرض رأى النور بعد تجربة تفكير طويلة والبحث حول القفطان الذي يعد مكونا هاما ضمن تراث التصميم الشرقي.
وذكرت بأنه خلال النسخة الأولى من جوائز الأزياء الشرقية في اليونسكو، نال القفطان الكثير من الثناء مما يدل على عظمة هذا التراث، خاصة وأنه صادر من منظمة أممية تعنى بالحفاظ على التراث والاعتراف بإبداع الصناع حول العالم.
وأصبح التقدير للقفطان المغربي يحظى بالإجماع، حيث أكد المصمم المصري هاني البحيري أن القفطان “أضحى سفيرا للزي التقليدي المغربي، إلى جانب كونه تجاوز حدود المغرب، موطنه الأصلي، لينتشر عبر العالم”.
وأوضح أيقونة معرض الأزياء الشرقية أن بعدا عالميا جمع بين الفن الأصيل المغربي والاتجاهات الحالية ليلهم المصممين ويعطي نشأة لأزياء استثنائية وغير مسبوقة”، مضيفا أن القفطان كان دائما ملهما لتصاميمه، لاسيما على مستوى التطريز.
من جانبها، أكدت الضيفة المميزة للمعرض، الفنانة المصرية إلهام شاهين، المعروفة بحبها للقفطان المغربي، أن هذا الأخير “من أكثر الملابس أناقة التي تبرز أنوثة وجمال المرأة، مع الحفاظ على التقاليد والتراث العربيين”.
وأشارت النجمة المصرية التي شاركت بأفلامها ومسلسلاتها في عدة مهرجانات دولية ومحلية وحصدت أكثر من 70 جائزة، إلى أن لديها مجموعة من القفاطين التي تحتفظ بها وترتديها في أعمالها، مؤكدة أن دور الأزياء الراقية تستوحي حاليا تصاميمها من القفطان المغربي.
وقالت إن “فستان دولتشي آند غابانا الذي أرتديه الليلة مستوحى من القفطان المغربي، وهذا دليل على أن القفطان استطاع أن يسوق لنفسه في جميع أنحاء العالم تحت أشكال جديدة”.
هذا الحب غير مشروط للقفطان تشاركه أيضا الممثلة المصرية الشهيرة ليلى علوي، التي وقعت في حب القفطان المغربي، الذي “يحظى بحب وتقدير النخبة الفنية العالمية”.
وقالت النجمة المصرية، التي ظهرت في أكثر من 70 فيلما وتم تكريمها بالعديد من الجوائز المصرية والدولية، “عند التقاء القارات، يتمتع المغرب بتراث ثقافي غني ومتنوع ذو أصول وتأثيرات متنوعة، متجذر في عمق يعود لآلاف السنين. ويتجسد هذا الثراء والتنوع بشكل مثالي في القفطان، وهو تحفة تستحق الاحترام”.
وباعتباره حدثا بارزا لجمعية “طريق الحرير والأندلس”، أحدثته هند جودار سنة 2004، يروم (أورينتال فاشن شو) بالأساس تثمين فن العيش، كدراية فنية تندرج ضمن تراث عالمي.
وأكثر من كونه عرضا للموضة، أضحى “أوريانتال فاشن شو” مع مرور السنوات، منصة فنية حقيقية تتيح الحوار الثقافي بين الشرق والغرب.
وبعد 15 عاما، تمكن “أورينتال فاشن شو” من كسب اعتراف عواصم كبرى في مجال الموضة. فبعد باريس، لندن، دبي، إسطنبول، موسكو وباكو، جاء الدور على مراكش لاحتضان عروض المبدعين الدوليين.
وتمكن هذا الحدث الذي تتمثل مهمته في النهوض بالأزياء المشرقية، من اكتساب إشعاعه عبر الارتحال في أرجاء العالم وأبرز ملتقيات الموضة ذات الإمكانيات الإعلامية القوية: باريس، لندن، الدوحة، الكويت، مراكش، موسكو، إسطنبول، ألماتي (كازاخستان)، سمرقند (أوزبكستان)…، بما يجعل منه واجهة رائدة للموضة الشرقية.
ومن خلال إنتاجاته الكثيرة، تمكن “أورينتال فاشن شو” من إبراز أزيد من 100 مصمم من خمسين جنسية مختلفة، من بينهم الكثير من المصممين المغاربة الذين تمكنوا من صناعة اسم لهم على الساحة العالمية للموضة.