القوات المسلحة الملكية تتعبئ لتقديم الإغاثة والمساعدة للسكان المتأثرين بموجة البرد
تظل القوات المسلحة الملكية، معبأة ومجندة، لتقديم الإغاثة والمساعدة للسكان المدنيين الذين قد يتأثرون بسوء الأحوال الجوية وموجات البرد القارس والتقلبات المناخية في فصل الشتاء.
وجندت القوات المسلحة الملكية، وتحسبا لموجة البرد، المصحوبة بتساقطات كثيفة من الثلوج في العديد من المناطق الجبلية للمملكة، مختلف مكوناتها البرية والجوية والطبية قصد تقديم الإغاثة والمساعدة، إذا لزم الأمر، للسكان الذين قد يتأثرون بهذه الأحوال الجوية السيئة بتعاون مع السلطات المحلية، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
ويتم خلال فترة الشتاء، بفضل هذه التعبئة، وعلى غرار كل سنة، توجيه وإيصال الدعم والمساعدة اللازمين إلى السكان الذين قد يواجهون ظروفا صعبة بسبب سوء الأحوال الجوية، خاصة الذين يعيشون في المناطق النائية والمعزولة بسبب تساقط الثلوج بكثافة.
وتطبيقا للتعليمات الملكية السامية، تهدف عمليات وخطط القوات المسلحة الملكية، المندرجة في مجال المساعدة والإنقاذ والإخلاء، إلى مساعدة السكان المتواجدين في المناطق البعيدة والمنعزلة، عبر مدهم بالمساعدات الغذائية والأغطية والرعاية الصحية أينما وجدوا.
وفي هذا الصدد، سخرت القوات الجوية الملكية طائرات الهليكوبتر، التي تعتبر الوسيلة الأكثر نجاعة لهذا النوع من التدخل، حيث مكنت هذه الطائرات من فك العزلة عن عدة دواوير ومراكز قروية.
وقد تم وضع العديد من الآليات والوسائل البرية والجوية في حالة تأهب في المناطق الأكثر تضررا من موجات البرد، لتكون أكثر استعدادا للتدخل السريع قصد تقديم المساعدة والإنقاذ الضروريين للسكان المتضررين من سوء الأحوال الجوية.
ومن أجل الاستجابة الفورية وبكل نجاعة لكل الحالات الطارئة المحتملة، تستند خطة القوات المسلحة الملكية البرية على وحدات طوارئ مشكلة من مختلف الأسلحة، تم وضعها مسبقا، كإجراء وقائي، على مستوى وحدات القرب التابعة للحاميات العسكرية لطنجة-العرائش، وتطوان-شفشاون، ووجدة، والرشيدية، ومراكش، وابن جرير ووارززات.
وتم تجهيز وتزويد هذه الوحدات المكونة من كوادر عسكرية مؤهلين من مختلف مصالح القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، بوحدات طبية وبوسائل التعبئة وآليات الهندسة العسكرية، التي تمكنها من فتح الطرق، وبالتالي السماح بتوصيل المساعدات الغذائية إلى الدواوير المعزولة، كما هو الحال بالنسبة للطرق المؤدية إلى مدن ورزازات والرشيدية ووجدة.
كما تعززت وحدات القرب هذه بوسائل تدخل جوية التي تسخر في النقل والإخلاء والإنقاذ.
وقد أتاح ذلك إيصال الطعام والأغطية لفائدة سكان الدواوير والقرى المحاصرة، فضلا عن عمليات البحث وتحديد المواقع والإنقاذ لفائدة البدو الرحل المحاصرين بالثلوج، بالإضافة إلى عمليات الإجلاء الطبي الجوي التي يمكن أن تقوم بها فرق طبية متخصصة لفائدة النساء الحوامل والأشخاص كبار السن.
وعلى المستوى التنظيمي، أعدت وحدات الدعم والمساندة لمختلف الأسلحة بطريقة تمكنها من الاستجابة بكفاءة وسرعة للحالة (الحالات) الطارئة على الصعيد الوطني.
وجهزت كل وحدة بوسائل متعددة توفرها مختلف مصالح القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مدعمة بوحدات طبية ملائمة، ووسائل السكن، والنقل، والصيانة، والهندسة العسكرية (الجرافات والحفارات والممهدات).
كما زودت كل وحدة بوسائل للاتصال والمواصلات التي تعد ضرورية لضمان التنسيق الوثيق في كل الأوقات بين مختلف الجهات الفاعلة، لاسيما في حالة الطوارئ.
وتتشكل الوسائل الصحية، التي يتم تفعيلها في هذه العمليات، إما من وحدة طبية بسيطة، تتكون من أطباء ومسعفين، مجهزين بسيارات إسعاف وأدوية، أو إذا اقتضى الحال مستشفى طبي جراحي متعدد التخصصات.
وتم تصميم وتهييئ كل مكونات ووحدات تدخل القوات المسلحة الملكية، في إطار التعليمات الملكية السامية المتعلقة بإدارة حالات الكوارث، حتى تتلاءم وظروف المكان والزمان.
ولضمان الفعالية المثلى لتدخل القوات المسلحة الملكية لصالح السكان المتواجدين بالمناطق المعزولة، جرى تفعيل وحدة رصد ومراقبة على مستوى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مكلفة بتنسيق عمل الوحدات المعنية، على المستوى المركزي، مع مركز الرصد والمراقبة التابع لوزارة الداخلية.
كما جرى، على الصعيد الترابي، تفعيل مركز قيادة، تابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية على مستوى الحاميات العسكرية المعنية، بهدف إدارة حالات الطوارئ، بالتنسيق مع السلطات المحلية على مستوى الولاية أو العمالة، ومع مختلف المتدخلين المحليين.