الكلمة الكاملة لوالي أمن مراكش بمناسبة الذكرى ال62 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني
ألقى السيد سعيد العلوة والي أمن مراكش صباح اليوم بالمقر الجديد- للمجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام – كلمة إفتتاحية بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني هذا نصها :
الحمد لله وحده ،
والصلاة والسلام على مولانا رسول الله ،
وآله ، وصحبه.
- السيد والي جهة مراكش – آسفي ؛
- السيد عامل إقليم الحوز ؛
- السيد الجنرال القائد المنتدب للحامية العسكرية ؛
- السيدات والسادة ، رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة ؛
- السيدات والسادة ، الرؤساء الأولين لمحاكم الاستئناف ؛
- السادة الوكلاء العامين بها ؛
- السيدات والسادة ، رؤساء المحاكم والمجلس الجهوي للحسابات ؛
- السادة وكلاء الملك لدى مختلف المحاكم والمفوضين الملكيين بها ؛
- السيد نقيب هيئة المحامين بمراكش ؛
- السادة المستشارين والنواب البرلمانيين ؛
- السادة ممثلي الأحزاب السياسية والنقابات المهنية ؛
- السادة رؤساء مختلف المصالح الخارجية والمؤسسات والهيئات ؛
- السادة ممثلي الهيئات الدبلوماسية والقنصلية ،
- السادة ممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية وممثلي السكان وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ؛
- السادة ممثلي وسائل الإعلام ، إذاعات مرئية ومسموعة وصحافة ورقية وإلكترونية ؛
- السادة متقاعدي الأمن الوطني ؛
- السيدات أرامل رجال الأمن ؛
- حضرات السيدات ، حضرات السادة ؛
- أيها الحضور الكريم.
باسم السيد المدير العام للأمن الوطني ، أتوجه إلى فضيلتكم في مُفْتَتَح هذا الحفل ، بالترحيب ضمن هذا اللقاء الخالد ، الذي يعود بنا إلى حدث مجيد ، سجَّله التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز ، حينما قام بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه وأحسن مثواه ، بتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني ، التي تحتفي الأمة المغربية اليوم بالذكرى الثانية والستين لتأسيسها.
وهي مناسبة لتجسيد أروع الدلائل على مكانة هذه المؤسسة ضمن النسيج المؤسساتي المجتمعي لبلادنا ، وتخليدِ دورها ومساهماتها وتضحياتها عبر عقود ، منذ تأسيسها ، صيانةً للمقدسات ، وقياماً بالمسؤوليات الجسام التي على عاتقها ، في تحقيق الأمن والطمأنينة والسلم الاجتماعي لرعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره وأيده، الجديرين بكل شروط الاطمئنان وعوامل الأمان ، في ظل السدة العالية بالله، الذي يُسدِل ، أيَّدهُ الله ، سابغ عطفه ورضاه على هذه المؤسسة الرصينة.
فباسم القيادة المديرية ، وباسمي الخاص ، ونيابة عن جميع أطر وموظفي ولاية أمن مراكش ، أجدِّدُ الترحيب بكم ، بهذا الفضاء الخاص ، الذي يشكل أحد صروح المعالم الأمنية بالمدينة ، ألا وهي ثكنة المجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام ، ممتنًّا لكم جميعا على تلبية الدعوة.
فالشكر الموصول للجميع.
حضرات السيدات ، حضرات السادة.
إن مصالح الأمن ، تزداد مسؤولياتها الجِسام يوما عن يوم ، وفي المقابل ، يتعاظم دورها يوما بعد يوم ، بفضل الرعاية المولوية ، وبفضل الرؤية الاستراتيجية للسيد المدير العام للأمن الوطني ، وتعليماته الرصينة، وتحفيزاته المشكورة ، وبفضل عزيمة وغيرة وتضحيات قياداتها وأطرها وموظفيها ، نساءً ورجالاً ، في استتباب الأمن والطمأنينة والسكينة ، وبفضل دعم السلطات والمؤسسات ومؤازرة المجتمع المدني ، ولا يمكن إحياء هذه الذكرى المجيدة والمُتجدّدة ، من دون استحضار المنجزات والتضحيات لمصالح ولاية أمن مراكش ، بجميع مكوناتها ، تحت قياداتها ، المديرية والولاية والمحلية ، من أجل صون الأمن العام ، وحماية الأفراد في أرواحهم ، وممتلكاتهم ، وتحقيق سلامتهم ، وحماية الحوزة الوطنية ، على أسس جامعة بين تطبيق القانون ، واحترام الحقوق وكرامة الإنسان ، وصون المؤسسات ، ومواجهة الأخطار والتحديات ، وتفاعل مع المستجدات ، في وفاء لعهدها الخالد ، ووجدانها الأصيل ، المتمثل في شعار الأمة المغربية الخالد ، الله الوطن الملك.
حضرات السيدات والسادة.
بمرور سنة كاملة ، بين الذكرى الواحدة والستين والذكرى الثانية والستين ، سعت ولاية أمن مراكش إلى ربط استراتيجيتها مع الأفق الجديد الذي أقرَّته القيادة المديرية ، واتخذته مُوجِّهاً لها ، والذي تميز بترسانة من المذكرات والتوصيات في مختلف المجالات الأمنية والمهنية ، تجمع بين التحديث الشمولي للمرفق الأمني ، والتخليق ، والتأهيل المرفقي ، والرفع من جودة التدبير، وتحديث البنيات ، واستغلال التطور المتلاحق في المجال الاجتماعي والتقني ، ومواكبة متطلبات التكوين ، والرقي بالمعالجة الأمنية ، وضبط الإحساس الشامل بالأمن ، وتحسين الاستقبال ، وخدمة المرتفقين ، واستحداث طرق ومناهج حديثة تواكب المستجدات والتحديات في عالم الجريمة ، في تفاعل مع الإكراهات الأمنية وتطلعات المواطن والسائح.
ويكفي أن نستحضر البيانات الإحصائية ، لنقِف على مؤشر أدقِّ الجهود ، بتوفيق من الله وموصول تسديده وعونه ، وتجسيدا لروح التوجيهات المولويّة السديدة لصاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، في دعم وصيانة الأمن والنهوض بهذه الأمانة العظمى واستباق وإفشال كل محاولة ماسة بطمأنينة وسلامة المواطنين ، ووفقا لما رسمته المديرية العامة للأمن الوطني من استراتيجيات متبصِّرة ومنهجية ، وهكذا ، فإن أبعاد المؤشرات الإحصائية المسجلة في ميدان العمل الأمني اليومي للتصدي للجريمة ومحاربة السلوكيات المخلة بالقوانين ، والذي تشترك فيه جميع مكونات الأمن بالولاية ، نساء ورجالا، بمختلف رتبهم ومهماتهم ، ومراكز مسؤولياتهم ، وتخصصاتهم الإدارية ، والفنية ، والميدانية ، والقضائية ، والعلمية ، والتقنية ، تتمثل فيما يلي :
في مجال تدبير شرطة النجدة ، تلقت مصالح الأمن عبر الخط الهاتفي 19 لشرطة النجدة 2 مليون و587 ألف و 485 مكالمة ، مُتوجَّة بإنجاز 72 ألف و385 تدخلا ميدانيا، و 10 آلاف و 908 مكالمة إرشادية ، دون إغفال التطور الحاصل في تقليص الحيز الزمني لسرعة التدخلات والذي بات يتراوح ، حسب التموقع الجغرافي لمكان التدخل وخريطة الشبكة الطرقية المؤدية إليه ، بين عشر دقائق كحد أقصى ، و دقيقة واحدة كأقل مدة زمنية للوصول إلى عين المكان وحلول الفرق الأمنية المتدخلة والقيام بالإجراءات الأمنية الفورية.
وهذه مُعطَيَات ، تعبر عن جوهر الإصلاح العميق للمديرية العامة للأمن الوطني الداعي إلى خلق قاعة القيادة والتنسيق والفرقة المتنقلة لشرطة النجدة.
أما على مستوى العمليات الأمنية ، فقد تم التحقق من هوية 235 ألف و682 شخصا مشتبها فيه ، من بينهم 15 ألف 210 مبحوثا عنه من أجل جرائم وجنح مختلفة ، و 33 ألف و25 شخصا ضُبِط في حالة تلبس بفعل جرميّ ، و 607 شخصا حاملا للسلاح الأبيض في ظروف مشبوهة، ومساعدة 16 ألف و563 شخصا متسولا ، أو متشردا أو مريضا بالشارع العام على الإيواء لدى المؤسسات المختصة ، إِمَّا إحسانية أو استشفائية، فيما تم تقديم 36411 شخصا أمام العدالة من أجل قضايا مختلفة.
وفي مجال إستراتيجية تطويق انتشار المخدرات ، فلم تَأْلُ ولاية الأمن جهدا في دعم نطاق محاربتها وتوسيع عمليات الرصد والبحث بجميع الوسائل القانونية ، حيث تم القيام بـ 9623 عملية أمنية في الميدان ، وإيقاف 15 ألف و636 شخصا لضلوعهم في جرائم مخدرات ، وحجز 147 كيلوغراما و400 غ من مخدر الشيرا (الحشيش) ، و 332 كيلوغراما و807 غ من مخدر الكيف ، و 151 كيلوغراما و 33 غراما من التبغ المهرب ، و 775 غراما من المخدرات الصلبة (الكوكايين)، بالإضافة إلى 7318 قرصا طبيا مخدرا غالبيتها من صنف الإيكستازي، وحجز 34 سيارة و 184 دراجة نارية استُعملت في هذه الجرائم.
أما فيما يتعلق بالقضايا الطارئة الماسة بالأشخاص أوالممتلكات ، فقد تم التصدي لها بناء على منهجية مطبوعة بالجاهزية والاستعداد والمهنية واستثمار العلم والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة وطرق البحث والتشخيص الناجعة.
وفي مجال التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، تم إيقاف 06 أشخاص مبحوث عنه على الصعيد الدولي، وتنفيذ 16 إنابة قضائية دولية.
في مجال تأمين وحماية محيط المؤسسات التعليمية ، تم توقيف 560 شخصا من أجل جنح مختلفة والتحقق من هوية 971 مشتبها فيه في إطار العمليات الاستباقية الوقائية، وإبرازا لمبادئها ورسالتها التربوية/التحسيسية وترسيخ الوعي من أجل الالتقاء حول مبادئ المواطنة والسلوك المدني القويم ، وضمن رؤية عميقة للمديرية العامة للأمن الوطني تجعل من التحسيس بالقيم أحد الأهداف الاستراتيجية ذات البعد القِيمي والأمني وتطويق أخطار المستقبل على الناشئة ، فقد قامت مصالح الأمن بـــ 595 عملية تحسيسة في الوسط المدرسي في إطار المبادرات التوعوية والتحسيسية المباشرة لتلميذات وتلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية ، عمومية كانت أم خصوصية ، والتي استفاد منها 21865 تلميذة وتلميذ مدارس ابتدائية ، و 14040 تلميذة وتلميذ إعداديات وثانويات.
ولا بد أن نجعل هذه الذكرى ، مناسبة أيضا لتقييم ما تحقق في مجال الوقاية في ميدان السلامة الطرقية ، إذ أن الاستباق الزجري لا يعادله سوى الوقاية من حوادث سير مفترضة ، حيث تم تحرير محاضر المخالفات في حق 41 ألف و72 عربة ودراجة ، وإيداع 9515 عربة و1444 دراجة نارية بالمحجز البلدي من أجل مخالفات تستوجب قانونا هذا الإجراء، واستخلاص 130 ألف و673 غرامة تصالحية .
كما يتحتم أن نجعل من هذه الذكرى سنة تقييم كذلك لما تم استشرافه من منجزات تتعلق بإحداث وحدات أمنية جديدة تنفيذا لتوجيهات السيد المدير العام للأمن الوطني ، وتجاوبا مع التطورات المجالية والأمنية ، وتلبية لطموحات المواطن والزائر ، ومواكبة الامتداد الحضري ، وتحقيق وثبة جديدة في مجال تقريب مرافق الأمن من المواطن ومن السائح ، والانفتاح على المحيط ، والالتزام بالسرعة في التدخل ، وتأهيل المراقبة الأمنية المجالية ، والتصدي للجريمة بمختلف تلاوينها وتمظهراتها، وتحقيق اليقظة في ظل التهديدات الأمنية الإقليمية ، والحضور الميداني ، والتأهب المستمر، وتجسيد المرافق العام المواطن الذي دعت إليه الجلالة الشريفة ، حيث تتشكل أبرز المنجزات في :
- استكمال القطب الاحتياطي للبطاقة الوطنية الإلكترونية ؛
- خلق مركز أمن بمحطة القطار ؛
- تأهيل وتجديد ثكنة المجموعة المتنقلة للمحافظة على النظام ، والتي نحتفي برواقها اليوم ؛
- استكمال مقر مفوضية الشرطة لمدينة العطاوية ؛
- استكمال المقر الجديد للمنطقة الإقليمية الصويرة ؛
وإذا كان لا بد من استعراض هذه المنجزات بمناسبة هذه الذكرى المجيدة ، فإن إحياءها قد اكتمل بصدور قرار السيد المدير العام للأمن الوطني بتدشين وافتتاح دائرة الشرطة باب دكالة الكائن مقرها بشارع الحسن الثاني قبالة ثكنة الوقاية المدنية ، مواصلة لبرنامج التطوير المصلحي والهيكلي للبِنْيَات الأمنية وترجمتها إلى وحدات قُرْب تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير الخدمات الأمنية للمواطن والزائر وقضاء حاجاته المرفقية وتقوية الحضور الأمني تجسيدا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده
ويندرج القرار المديري القاضي بإضافة هاته الوحدة الأمنية ؛ والتي تشكل قيمة إضافية إلى رصيد الدوائر الشرطية بالمدينة لتحتل بذلك الدائرة الثانية والعشرين في الترتيب العام للدوائر ونتاج تعاون مع سلطات ولاية الجهة ، مشكورة في شخص السيد والي الجهة الأستاذ محمد صبري والسادة رؤساء أقسام عمالة مراكش، وذلك ضمن مسلسل مواصلة التحديث وتقوية نسيج الوحدات والمرافق الأمنية وتعميمها وتوازنها الترابي ، بما يحقق تقريب الإدارة الأمنية من المواطنين والسياح الأجانب ، وفق تطلُّعات المديرية العامة للأمن الوطني، وبما يضمن الحفاظ على أمنهم وممتلكاتهم ، والتصدي لكل الظواهر المخلة بالقانون.
وامتدادا لسلسة الإنجازات لهذه السنة ، وما دامت الاستراتيجية المديرية من بين أهدافها إيصال الحاضر بالمستقبل ، فإن مصالح الأمن لم تألُ جهدا في ترسيم مشاريع مستقبلية قريبة المدى ، ضمن رؤية تراهن على التوازنات الترابية في تقريب الوحدات الأمنية ، ومواكبة النمو الديموغرافي واتساع المجال الترابي الحضري وتدعيم الحضور ، فسيتم قريبا التهيئة الكاملة لكل من المقر الجديد للمنطقة الإقليمية قلعة السراغنة، ومفوضية الشرطة بإمنتانوت ، ودائرة الشرطة إيزيكي بمراكش ، فيما لم ينقطع الاهتمام بالمشاريع المواكبة للمدى المتوسط ، حيث يتم الاشتغال حاليا على مشاريع مقر جديد للدائرة العاشرة للشرطة بمراكش ، ودوائر الشرطة بكل من دوار أكيوض ، وأكومي ، بالإضافة إلى مفوضية الشرطة تامنصوت ومفوضية الشرطة أمزميز ، همنا في ذلك تأهيل بنيات أمنية في مستوى تطلعات المواطن والزائر ، قادرة على تلبية انتظاراته.
واعتبارا للمكانة والاهتمام الكبيرين الذين توليهما المديرية العامة للأمن الوطني للأمن السياحي ، فقد تم قطع الأشواط الضرورية لإنجاز مشروع لأنشاء ملحق للفرقة السياحية بحي القصبة إلى جانب دائرة للشرطة ، ضمن الحيز الجغرافي لجماعة المشور القصبة ، وأجدد الشكر والامتنان للسيد رئيس هذه الجماعة الترابية والسيد الباشا المسؤول عنها على مبادرتهما الإيجابية الهادفة إلى تقوية البنيات الأمنية بحاضرة مراكش.
أما على مستوى شرطة الحدود ، فقد تمت الدراسة الأولية لتأهيل المنطقة الأمنية للمطار المدني مراكش – المنارة.
وباعتبار هذا الأخير ، أي مطار مراكش – المنارة ، خط التّماس الأول للوافدين على المدينة من المواطنين والسياح الأجانب ، فإنه يشكل جوهر الاستراتيجية الأمنية المتبعة ، فقد عملت المديرية العامة للأمن الوطني على تأهيل أنظمته المراقباتية باعتماد العنصر البشري المختص والمؤهل والمتكون تكوينا خاصا ، بالتكنولوجيا المتقدمة في مجال الرصد ومراقبة وثائق السفر ومواكبة التطورات الحاصلة في ميدان الجرائم الحدودية بتعاون مع مختلف السلطات العاملة بالمطار ، ضمن إجراءات تستمد جوهرها من أهمية وحساسية هذه النقطة الحدودية ، والتي تحتل المرتبة الثانية ضمن خريطة المطارات ، وأول وجهة جوية بحمولة أربعة ملايين عابر في هذه السنة ، وأول وجهة للرحلات الخاصة والتي تشكل نسبة 46 بالمائة من مجموع الرحلات الجوية.
لهذا، ووفاء للجهود التي تقوم بها شرطة الحدود ، والتي تعد وحدة أمنية ، والمكلفة بمهام حساسة ضمن شرطة الحدود ، لا بد من إبراز الدور المنوط بها في شتى المجالات الأمنية ، حيث تمت مراقبة 4 ملايين و416 ألف و225 مسافر ، من بينهم 517 ألف و701 مواطن من الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، وتدبير مراقبة 38 ألف و962 رحلة جوية.
وفي إطار الاستراتيجية الأمنية الاستباقية ، فيندمج دور شرطة المطار التابعة لهذه الولاية ضمن الخطة العامة لمحاربة الجريمة ، حيث تم التصدي لـ 64 حالة تتعلق بتزوير وثائق السفر ، وحجز 347 طائرة مزودة بآلات تصوير متحكم فيها عن بعد دون ترخيص ، وحجز عملات أجنبية في إطار جرائم تهريب الأموال بالإضافة إلى حجز 645 غرام من مخدر الكوكايين و2 كيلوغرام و153 غرام من مخدر الشيرا ، كما تمت المراقبة الأمنية هوية 22 ألف و719 شخص من بينهم 31 شخص يشكلون موضوع بحث في قضايا قانونية مختلفة.
كما يتعين في هذا الصدد الإشارة إلى مساهمة مصالح الأمن الوطني في التدابير الأمنية والترتيبات النظامية بمناسبة إقامة وتنظيم عدد هائل من التظاهرات والملتقيات والمؤتمرات والندوات ذات الطبيعة العلمية والطبية والثقافية والرياضية وغيرها ، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي والتي تتطلب مجهودات بشرية ووسائل لوجستية هامة لتأمين وحماية هذه التظاهرات الوطنية والدولية التي تحتضنها مدينة مراكش بانتظام على امتداد مواسم السنة.
حضرات السيدات ، حضرات السادة.
هذه نظرة فقط ، في حدود ما اتسع به الوقت ، عن أهم إنجازات ومنجزات ولاية الأمن التي طبعت فترة ما بين الذكرى الواحدة والستين والثانية والستين ، في إطار أدائها العام وممارسة دورها الأمني والوقائي، إذ لا يُسعف الوقت باستعراض المؤشرات الإحصائية لجميع المهام ، العديدة والوافرة ، والمتشعبة والتي تندرج بين الإداري، والقضائي، والعلمي، والتقني، والتدبيري، والمراقباتي، والاستخباري، وبين المهام الميدانية لمراقبة الشارع العام ، 24 ساعة/24 ، وتغطية التظاهرات الرياضية ، واللقاءات ، والمشاركة في اللقاءات والندوات والبرامج الإذاعية ، والقيام بعمليات التواصل الميدانية مع المجتمع المدني بكافة شرائحه وفعالياته ورفع جميع الحواجز ودحض جميع التصورات الخاطئة أو المترسبة أو المفتعلة ، وملامسة طلبات المواطنين الأمنية ، ومعالجة شكاياتهم ، والقيام بالدراسات ، ومعالجة الملفات ، والتواصل مع الصحافة المحلية عبر البلاغات وتأطير مداخلات تحسيسية لفائدة الكبار والصغار تلبية لطلبات المؤسسات العمومية والمجتمع المدني ، قاصدين في ذلك تغليب منطق الأمن والطمأنينة والسكينة على كل اعتبار آخر.
ومن واجب الوفاء كذلك ، أن نشيد بالتعاون المشترك والجهود المتقاسمة لولاية الأمن مع محيطها المؤسساتي والمجتمعي ، إذ لا أجد أفضل من مناسبة هذه الذكرى لأجدّد الشكر الخالص ، أصالة عن نفسي ونيابة عن السيد المدير العام للأمن الوطني ، لكل الفاعلين الذين يشاركون مصالح الأمن جهودهم في استتباب الأمن والطمأنينة والسكينة ، وفي مقدمتهم السيد والي جهة مراكش ـ آسفي ، والسيدات والسادة المنتخبون، والسادة رؤساء المحاكم والنيابات العامة وباقي ممثلي السلطة القضائية ، والسلطات الإدارية ، والمحلية ، ومصالح الدرك الملكي ، والقوات المساعدة ، والوقاية المدنية ، والسلطات العسكرية ، والإدارات العمومية ، وفعاليات المجتمع المدني، وهيئة الدفاع ، وجمعيات حقوق الإنسان ، وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ واتحاداتها، والصحفيون ، والمصورون الصحفيون ، ووسائل الإعلام الإذاعية والسمعية والبصرية.
ويتشرف والي أمن مراكش ، بهذه المناسبة المجيدة ، الذكرى الثانية والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني ، خديم الأعتاب الشريفة، باسم السيد المدير العام للأمن الوطني ونيابة عن كافة أطر وموظفي ولاية أمن مراكش ، نساءً ورجالاً ، أن يرفع إلى السُّدة والمقام العالي بالله ، جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، أسمى وأجلّ آيات الولاء والوفاء والإخلاص ، وأصدق مشاعر التعلق بأهداب العرش العلوي المجيد ، مؤكدين لجنابه العالي بالله ، السير ، في إطار ثابت ومتبصِّر ، على خطى توجيهات جلالته السامية السديدة ، بكل صدق وإخلاص ، في ضمان أمن المواطن والوطن وثوابت ومقدسات الأمة ، شعارنا في ذلك ، الله ، الوطن ، الملك.
حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم ، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن ، وشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة ، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مراكش في التاسع والعشرين من شعبان 1439
الموافق لـ 16 مـــــاي 2018