المؤذن أنس العسول نجم تراويح مراكش
محمد السريدي
انتزع أنس العسول، الذي بدأ مؤذنا قبل أن يتحول إلى مقرئ، خلال رمضان الحالي، صدارة نجوم التراويح بالمدينة الحمراء، إذ صار المسجد الحديث البناء الذي يتولى فيه إمامة التراويح، وجهة آلاف المصلين المعجبين بصوته وأدائه.ويعد أنس العسول، من الجيل الجديد من المقرئين، فهو من مواليد 1992 بالوحدة الخامسة بالحي المحمدي، وتلقى دراسته بمدرسة عائشة أم المؤمنين، ومنها الى إعدادية للا حسناء، وبعدها الثانوية التأهيلية الزهراء التي حصل بها على شهادة الباكلوريا بميزة، ليلتحق بكلية الآداب والعلوم الانسانية، شعبة الدراسات الإسلامية، وفيها يتابع دراسته الجامعية.
وينطبق مثل “ابن الوز عوام”، على الشاب أنس، إذ أن الإمامة التي جذبته، هي مهنة والده الحاج محمد بن عمر العسول، الذي اضطرته الظروف الصحية إلى ترك المجال لابنه الذي ذاع صيته بمنطقة الحي المحمدي، أما ميل الفتى إلى تجويد القرآن الكريم فقد بدأ وهو لم يتجاوز السادسة من العمر، وتأتى له حفظ الستين حزبا في سن الخامسة عشرة.
وتلقى أنس قواعد التجويد بمنزل أسرته على يد أبيه، الذي كان يكلفه بحفظ ربع حزب كل صباح قبل الذهاب الى المدرسة ويطالبه باستظهاره، ليجد الطفل أنس نفسه مضطرا لحفظ الربع الثاني في الفترة المسائية واستظهاره بعد صلاة العشاء، علاوة على مشاركته في تلاوة الحزب بالمسجد بعد صلاة المغرب.
وأوضح أنس ، أنه خلال حفظ القرآن الكريم، كان يستمع إلى إمام الحرمين الشيخ علي جابر والسديس، والشريم والمنشاوي، وغيرهم قبل أن يتردد على بعض دور القرآن، ما مكنه من ضبط القراءات السبع لينطلق في تجويد القرآن بالمدرسة.
ومنذ ذلك الحين، نال التلميذ أنس، إعجاب الطاقم الإداري والتربوي، فشرع يرشحه للمشاركة في مسابقات تجويد القرآن الكريم على صعيد النيابة الإقليمية، كما كانت له مشاركات في مسابقات للتجويد على الصعيد المحلي، والوطني حصل خلالها على الجائزة الأولى للقناة الثانية، وجائزة قناة محمد السادس للقرآن الكريم. وظل الطفل الصغير يردد ما يسمعه من قرآن كريم بصوت حسن، مما جعل والده فقيه مسجد الوحدة الخامسة يشجعه على إمامة الناس بين الفينة والأخرى في صلاة العشاء، الأمر الذي اعتبره مهمة جسيمة ظل يتحفظ منها خصوصا أنه لازال يجتمع مع شباب الحي ويلعب معهم، فكيف له أن يصير إماما وهي مهنة مخصصة للكبار الوقورين؟.
وما يزال أنس يتذكر رمضان 2013 حين كلفه أبوه بإمامة الناس أثناء تتمة التراويح في الفجر، فشجعه بعض الأشخاص الذين أعجبوا بطرق إلقاء أنس الذي كان يحاول تقليد كل من الشيخ السديس والشريم وغيرهما من المقرئين الخليجيين.
انتقل أنس الى إمامة صلاة العشاء والتراويح خلال 2014 و2015 وأصبح يحظى بشهرة كبيرة جعلت مسجد الوحدة الخامسة يعرف توافد المصلين مباشرة بعد أذان المغرب للظفر بمكان يمكنهم من الإنصات لتلاوة المقرئ الصغير، الذي ينتقل من القراءة المغربية إلى المشرقية بصوت رخيم تزيده وحشة المكان خشوعا وتضرعا.
وبافتتاح مسجد فاطمة الزهراء بمنطقة جنان أوراد بمقاطعة جيليز، انتقل إليه للعمل مؤذنا، وبحلول الشهر الفضيل فاجأ المصلين بغيابه عن مسجد الحي المحمدي، مما دفع بالعديد منهم إلى الانتقال إلى المسجد الجديد، ليجدوا أن إمام المسجد الذي يتحدر من منطقة سوس، فسح المجال لأنس لإمامة صلاة التراويح، منذ اليوم الرابع من رمضان الحالي.