الماء وإعداد التراب في لقاء للخبراء تنظمه ENAM وجهة مراكش آسفي .
تمكنت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش من استقطاب مجموعة من الخبراء والمؤسسات الأكاديمية والتعليمية العليا المميزة التي تعنى بالبحث العلمي وطنيا ودوليا ، وجلب مجموعة من الشراكات الدولية التي ستؤثر ايجابيا على تحيق مجموعة من الأهداف التكوينية والتنموية التي سطرتها المدرسة بمعية شركائها على المستوى الدولي، الوطني والجهوي.
وهذا التألق عرفته أشغال “ملتقى الخبراء”حول قضايا الماء وعلاقاته بإعداد التراب والسكن بالجهة، الذي نظمته المدرسة المراكشية بشراكة مع جهة مراكش أسفي ودار المنتخب واللجنة الثقافية للجهة، والتي امتدت اشغاله من 6 إلى 9 دجنبر 2019. وشهد اللقاء مجموعة من الفقرات تم تدشينها برحلات ميدانية علمية، من طرف ثلة من المختصين والفاعلين الترابيين والخبراء الأجانب في مجال إعداد التراب، بغية دراسة وتنزيل مجموعة من المشاريع موازاة مع برنامج “المسالك الثقافية والروحية” الذي يشرف عليه مجلس الجهة، والذي يهدف إلى الحفاظ على التراث المادي والغير المادي وإحيائه وتثمينه وجعل الثقافة وسيلة للتنمية الترابية. من بين هذه المناطق التي حظيت بهذه الزيارات التقنية والتي أشرف على تنسيقها السيد خلدون الوزاني مدير التنمية الجهوية لمراكش آسفي والسيد الطيبي عبد الغني مدير المدرسة، مدينة أسفي ومدينة الشماعية اللتان تزخران بمجموعة من المواقع الفريدة والمآثر التاريخية كبحيرة “زيما” التي تعتبر قبلة لمجموعة من الطيور الناذرة، بالإضافة إلى “المدرسة الأميرية” أو “الأمراء” التي طالها الإهمال، والتي تعود فصول تأسيسها إلى السلطان محمد بن عبد الله بن إسماعيل، وأخيرا وليس بالأخير الموقع الأركيولوجي “لجبل إيغود”. “وتأتي هذه الدراسات والبرامج قصد تحقيق الجاذبية الترابية لهذه المدن وغيرها بالجهة والتسويق لها باعتبارها من المدن التاريخية العريقة بالمملكة من جهة، ومن جهة أخرى تحقيق تنمية مجالية تدخل في صلب اهتمامات الجهوية المتقدمة.
بالإضافة إلى ذلك أقام “ملتقى الخبراء” في اليوم الثاني من البرنامج بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس، نقاشا علميا جادا بين مجموعة من المؤسسات والفعاليات كالمفتشية العامة لإعداد التراب الوطني والتعمير، مديرية إعداد التراب الوطني، وكالة حوض الماء لتانسيفت، منظمة GIZ البيئية الألمانية، مركز الثقافات الإسلامية، برنامج AGIR، المركز المتوسطي للبيئة، مركز الأبحاث للتنمية البيئية الفرنسي، مهندسين ومتخصصين مغاربة ودوليين، وكرسي اليونسكو المتعلق بالتراب وثقافات البناء والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني وطلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش. أما اليوم الثالث للملتقى خصصته المدرسة للجنة العلمية بغية دراسة توصيات اللقاء وتقديم مجموعة من التجارب الدولية قصد إيجاد حلول وإجابات علمية على تساؤلات قضية الماء بجهة مراكش أسفي والمتعلقة بالخصوص بمشروع المسالك الثقافية والروحية الذي تشرف عليه اللجنة الثقافية للجهة في شخص رئيستها الأستاذة ثريا إقبال، وكان هذا اللقاء الذي احتضنه مقر الجهة فرصة سانحة لحضور مجموعة من المنتخبين، بالإضافة إلى ذلك استقبل فضاء المدرسة لقاء خاص بين هؤلاء الخبراء والطلبة المهندسين سعيا لضمان مواكبتهم وتحسيسهم بباقي القضايا المجتمعية التي لها علاقة بالهندسة المعمارية.
ويأتي هذا اللقاء تنزيلا للمضامين الدستورية البيئية التي تكرس لمبدأ التنمية المستدامة، وحماية الموارد الطبيعية، والحق في الحصول على الماء، والعيش في بيئة سليمة، وتماشيا مع الخطابات الملكية السامية للملك محمد السادس نصره الله وأيده، التي تؤكد على خلق سياسات عمومية استشرافية، في مجال التدبير المستدام للموارد المائية، والتزاما بالقوانين التنظيمية والبرامج الوطنية والجهوية، خصوصا فيما يتعلق بالإعلان الجهوي لمراكش حول الماء،وامتدادا لسلسة من اللقاءات العلمية التي تعتمدها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية دوريا للتحسيس والتحيين وتبادل التجارب الناجعة الوطنية والدولية في مجال البيئة والهندسة المعمارية على المستويين الوطني والجهوي وذلك بفعل إستراتيجيتها التي ترمي إلى تحقيق نتائج ايجابية في مجال التكوين والقيام بدراسات هندسية هدفها الدفع بعجلة التنمية للبلاد.