المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: تقديم الحصيلة المرحلية
مراكش – جرى أمس الاثنين بمراكش تنظيم لقاء جهوي خصص لتقديم الحصيلة المرحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم السنوات الثلاث الأولى (2019-2021) من المرحلة الثالثة للمبادرة بجهة مراكش-آسفي.
وتوخت المرحلة العاشرة من هذه الجولة الترابية الوطنية التي ترأسها الوالي المنسق العام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، بحضور والي جهة مراكش-آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، ورئيس المجلس الجهوي، سمير كودار، وعمال الأقاليم التابعة للجهة، وأعضاء اللجنة الجهوية للتنمية البشرية، تحسيس المنتخبين الجدد برهانات المرحلة الثالثة من المبادرة، لاسيما في ما يتعلق بتثمين الرأسمال البشري والإدماج الاقتصادي للشباب.
ورام اللقاء الذي نظم حضوريا وعن بعد لضمان التقيد بالإجراءات الصحية وتدابير التباعد الجسدي خلال جائحة كورونا، تقديم حصيلة منجزات المبادرة خلال السنوات الأخيرة، والنقاش مع ممثلي المجتمع المدني واستقاء مقترحاتهم، مع بسط الإكراهات بغية تحسين آليات قيادة المشاريع وظروف أجرأتها.
وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد دردوري إن المجالس المنتخبة تعد شريكا لا محيد عنه للمبادرة، مشيرا إلى أن هذا الورش الملكي الضخم يروم مواكبة السياسات والبرامج العمومية التي أرستها السلطات.
وأوضح أن هذا اللقاء ناجح بكل المقاييس على اعتبار الحضور المميز لأكثر من 520 مشاركا ينحدرون من مختلف أقاليم جهة مراكش-آسفي، والنقاشات المثمرة الرامية إلى تجويد مشاريع المبادرة، مستشهدا بالنتائج “المشجعة جدا” لمنجزات السنوات الثلاث الأولى للمبادرة بهذه الجهة من المغرب.
ودعا السيد دردوري في هذا الإطار إلى تضافر جهود كل المتدخلين من أجل معالجة كل تأخر تتم ملاحظته بهذه الجهة بشأن تنفيذ برنامج صحة الأم والطفل، لاسيما التفاوتات بين العالم القروي والعالم الحضري.
من جانبه، أكد السيد قسي لحلو، أن هذا الورش الملكي الضخم يعد بمثابة برنامج تنموي مبتكر، ومتجدد ومتصل بالمكتسبات والمنجزات ذات الوقع الكبير على ظروف عيش الساكنة المستهدفة، وتحسين مؤشرات التنمية.
وأوضح أن نتائج المرحلة الثالثة من المبادرة برسم الفترة 2019-2021 مشجعة جدا بالرغم من التبعات السلبية لجائحة كورونا، مشيرا إلى أنه يتعين أن تشكل هذه النتائج التي تعد نتاج جهود كل المتدخلين، مصدر تشجيع من أجل مزيد من المثابرة.
وسلط السيد قسي لحلو الضوء على أهمية التتبع الميداني والتقييم المستمر من أجل تجويد المشاريع والأنشطة المتصلة بالمرحلة الثالثة من المبادرة.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الجهوي، سمير كودار، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أصبحت مرجعا على الصعيد العالمي ومصدر إلهام لبلدان عديدة، داعيا إلى تدارك التفاوتات القائمة بين الأقاليم وعمالة مراكش من أجل انبثاق جهة تكاملية.
ودعا السيد كودار في هذا الإطار إلى مزيد من التنسيق بين المجالس الجهوية لاسيما في المحاور المتصلة بصلاحيات هذه الهيئات المنتخبة.
وقدم مدير قطب مواكبة تنفيذ البرامج بالتنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سعيد زيان، بالمناسبة، عرضا مفصلا للتذكير برؤية وبالمبادئ الرئيسية لبرامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لافتا إلى تنفيذ 14 ألف و200 مشروعا ونشاطا خلال الفترة 2019-2021 من المرحلة الثالثة للمبادرة.
وقدم رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة مراكش، أنوار دبيرة التلمساني، خلال اللقاء الذي عرف حضور أعضاء اللجنة الجهوية للتنمية البشرية، وأعضاء اللجن الإقليمية للتنمية البشرية، ورؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية، ورؤساء المجالس المنتخبة، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلي المجتمع المدني، الحصيلة الجهوية لمنجزات المرحلة الثالثة من المبادرة منذ سنة 2019.
وشكل هذا اليوم التواصلي فرصة لإثراء النقاش مع مختلف الفاعلين بشكل مكن من مراجعة وترسيخ المبادئ التأسيسية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من حيث الرؤية والأهداف والحكامة، مع تقديم التوصيات لتحسين الحكامة والنجاعة في تنفيذ مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جهة مراكش – أسفي.
وتأتي هذه الجولة الوطنية التي تنظم في منتصف المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في فترة تشهد فيها المملكة، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، طفرة كبيرة في تنميتها الاجتماعية والاقتصادية، وهي فرصة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمكنها من تعزيز وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وتفعيل سياسة القرب وثقافة التواصل المستمر مع الفاعلين والمستفيدين من برامجها.