المتحف الوطني للنسيج والزرابي “دار السي سعيد” بمراكش يفتح أبوابه
افتتح مساء أول أمس الخميس المتحف الوطني للنسيج والزرابي “دار السي سعيد” بمراكش الذي يعتبر بتصميمه الجديد، منصة متحفية حقيقية تتوخى إبراز الزرابي التي نسجت بمختلف جهات المملكة، كما يكرم الصناع التقليديين المغاربة الذين ساهموا في إغناء الثقافة المغربية.
ويسعى هذا المتحف، الذي جرى افتتاحه رسميا بحضور وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي محمد ساجد ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، إلى تكريس مكانته في المشهد الثقافي على الصعيدين المحلي والوطني وذلك بعد ورش الاصلاح الكبير الذي شهدته هذه المعلمة التاريخية.
وأوضح محمد ساجد أن المتحف الوطني للنسيج والزرابي “دار السي سعيد” يشكل قيمة مضافة للمدينة الحمراء من شأنه تعزيز إشعاعها دوليا، مضيفا أن مدينة مراكش تستحق هذا المتحف الموجه للصناعة التقليدية المغربية.
ولاحظ الوزير، أن هذه البنية المتحفية الجديدة تبرز غنى الثقافة المغربية والأعمال الفنية الفريدة للصناعة التقليدية وكذا حنكة الصانع التقليدي المغربي، مبرزا أن افتتاح هذا المتحف المعماري التاريخي يعتبر مفخرة بالنسبة للمغاربة لتجديد ارتباطهم بالثقافة المتأصلة في التاريخ واستكشاف الكنوز عبر مجموعة من المقتنيات التي تم جلبها من مختلف مناطق المغرب.
من جهته، عبر رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد مهدي قطبي، في تصريح مماثل، عن سعادته لإعادة افتتاح متحف “دار السي سعيد”، الذي أصبح متحفا وطنيا للنسيج والزرابي بعد أن خضع على مدى أشهر عدة للترميم والصيانة، مضيفا أن هذا الفضاء سيساهم في إغناء المشهد الثقافي لمدينة مراكش، من خلال معماره المرمم بجماليته، لكونه يشكل فضاء ثقافيا جديدا للتعلم وتبادل المعرفة.
وتسعى المؤسسة الوطنية للمتاحف من خلال هذا المتحف، يضيف السيد قطبي، تكريس استراتيجيتها الهادفة إلى إعادة تأهيل المتاحف الوطنية وجعلها فضاءات رحبة وجذابة من أجل حث الزوار المغاربة على استكشاف تراثهم مع إغناء العرض السياحي بالمغرب وبمراكش على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد تسلمه من لدن المؤسسة الوطنية للمتاحف، وبعد أشغال الترميم والصيانة التي عرفتها هذه المعلمة التاريخية، سيمكن متحف “دار السي سعيد” ، الذي أطلق عليه اسم ” المتحف الوطني للنسيج والزرابي”، الزوار المغاربة والأجانب من اكتشاف مسار سينوغرافي يلقي الضوء على فن النسيج والزرابي المتوارث مع الحفاظ على الخصائص المعمارية لهذا الفضاء التاريخي.
ويجسد المتحف الوطني للنسيج والزرابي، المتواجد بقلب المدينة العتيقة لمراكش، والممتد على مساحة 2800 متر مربع ، والذي يعتبر جوهرة معمارية عربية- أندلسية حقيقية بنيت في نهاية القرن ال18، غنى وبراعة الصانع التقليدي في مجال النسيج والزرابي وعمق مقتنياته المعبرة عن تنوع وتعدد مشارب التراث الثقافي بالمغرب.
كما يعبر ، أيضا ، عن أهمية الزربية وحضورها في الحياة اليومية للأسر المغربية ومختلف استعمالاتها، بحيث يقدم المعرض، الذي اختير له حاليا شعار “إبداعات الأمس واليوم” محورين، الأول يبرز غنى وتنوع النسيج المغربي على الصعيدين القروي والحضري، مع إغناء المقتنيات المعروضة بمجموعة من الأدوات التي تظهر النسيج في بيئته، يتسنى للزوار اكتشاف مجموعة من الحلي والألبسة النسائية والرجالية وكذا أدوات الاستعمال اليومي.
أما المحور الثاني للمتحف، فيركز على المراحل المختلفة التي يتم من خلالها إنتاج الزربية ومختلف أشكالها وتمثلاتها مع إبراز تعدد مراكز الانتاح في جميع مناطق المغرب.
كما يتوخى المتحف الوطني للنسيج والزرابي “دار السي سعيد” القيام بمهمته الأساسية وهي نشر المعرفة على أكمل وجه وذلك من خلال منح تجربة متحفية غنية لزواره تمكنهم من الاطلاع على فن متناقل يعكس غنى وتنوع الثقافة المغربية.