الرئيسية » 24 ساعة » المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش تؤسس لميثاق معماري خاص بمدينة أبي الجعد

المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش تؤسس لميثاق معماري خاص بمدينة أبي الجعد

تماشيا مع الرؤية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لحفظ التراث المادي واللامادي وتتثمينه وتطويره، وتنزيلا لمضامين دستور 2011 ومبادئ الجهوية المتقدمة التي تدعو الى التعاون والتضامن وضمان التقائية السياسات العمومية، عملت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش والوكالة الحضرية لبني ملال على عقد شراكة التعاون في شهر ابريل الماضي من أجل تعزيز الجودة المعمارية والعمرانية والمنظرية للمدن التاريخية العتيقة الكائنة بالمنطقة، وتسليط الضوء على أصولها وخصائصها المتميزة مع العمل على طرق تأهيلها جماليا، ثقافيا اجتماعيا واقتصاديا.

والتزاما بهذه الاستراتيجية التي رسمتها الدولة المغربية في الآونة الاخيرة لإعادة الاهتمام بالمدن التاريخية، وبالنظر الى المكانة والقيمة والمؤهلات التي تحضى بها المدينة التاريخية لأبي الجعد، عملت المؤسستان على برنامج تطبيقي حدد في مشروع ميثاق معماري وعمراني ومنظري خاص بهذه المدينة العتيقة، قامت بتقديمه وتوقيعه خلال لقاء دراسي عقد يوم الخميس 10 أكتوبر 2019 بمقر بلدية أبي الجعد، حضره كل من السيد رئيس الجماعة الحضرية لمدينة أبي الجعد، والمفتش الجهوي لجهة بني ملال خريبكة، والمدير الاقليمي لمدينة أبي الجعد، بالإضافة إلى مجموعة من الباحثين والأساتذة، وفعاليات المجتمع المدني، والمنتخبين المحليين.

و خصص هذا اللقاء المحلي التشاوري لدراسة ومناقشة محتوى واهداف هذا الميثاق ، الرامي إلى تزويد المدينة برؤية نوعية حقيقية في اتجاه وضع مبادئ توجيهية قانونية وتقنية لرسم مخطط تنموي مستقبلي يضمن الجاذبية الترابية للمدينة ويجعلها قبلة سياحية ثقافية متميزة استجابة لرغبة ومتطلبات الساكنة التي ستكون طرفا لانجاح هذا الورش التنموي ترسيخا لمبدأ الديمقراطية التشاركية ، خاصة وأن هذه المدينة لها خصوصيات تاريخية، اقتصادية وثقافية جعلتها وجهة لمجموعة من الدراسات السوسيولوجية والانتروبلوجية لأهميتها في الانشطة الروحية والاقتصادية التي لعبتها هذه المنطقة من خلال الزاوية الشرقاوية خلال القرن 19.
وجدير بالذكر أن مدينة أبي الجعد من المدن المغربية العريقة التي تزخر بتراث تاريخي وروحي وأثري وثقافي غني يشكل جزءا فريدا من الذاكرة المغربية ويضيف إليها معالم هامة تعبر عن الهوية المغربية خاصة، والانتماء الاسلامي عامة.

وأكدت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش من خلال عرض فريقها التربوي والبيداغوجي المعني، والتي ستتولى إعداد وصياغة هذا الميثاق على إثر عقد شراكة محددة مع الوكالة الحضرية وبتعاون مع باقي الفاعلين المحليين والطلبة المهندسين، على أن هذا المشروع سيكون فرصة للخروج بحلول متجددة واقعية ميدانية قابلة للتطبيق، ومبنية على مجموعة من البحوث والأسس العلمية مركزة على الجوانب الثلاثة المكونة للميثاق والتي تتمثل في المكون المعماري والمكون العمراني والمكون الطبيعي. وللإشارة فان هذا الميثاق سيكون فرصة لدمج مجموعة من طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية خصوصا المقبلين على اجتياز سنة التخرج للعمل في مواضيع تخص البنية الهندسية والعمرانية والمنظرية للمنطقة والتي ستزيد من إشعاعها الثقافي والفني، باعتبارها تنظم كل سنة موسما دينيا روحيا ثقافيا يكون مناسبة للتعريف بتاريخ المنطقة وطقوسها وصناعتها التقليدية، ويخلق رواجا اقتصاديا للساكنة المحلية.