المرأة بين مطرقة كورونا وسندان العمل المنزلي
ربيعة ياسين
في خضم معركة محاربة فيروس كورونا لابد أن نحارب كذلك فيروس الجهل و أن نثق في علمائنا و خبراء الصحة بإتباع نصائحهم و الإستجابة للتغيير لأن البقاء ليس للذكي أو القوي بل لمدرك أهمية الألية المتخدة لمحاربة هذه الجائحة العالمية 《الحجر الصحي》.
بالحديث عن هذا الإجراء المتخذ للحد من إنتشار هذا الوباء و إكراهاته على مجالات متعددة إقتصادية ثقافية و إجتماعية و أسرية و نخص بالذكر المرأة. فهي تستيقظ صباحا على نغمة زوجها المعتادة” نوظي وجدي الفطور” و من أحلامها الجميلة ليلا إلى المطبخ حيث تقضي يومها بالكامل….يتناول الزوج فطوره و يخرج للعمل و هي كالفراشة من غرفة إلى أخرى لإيقاظ الأبناء و إعداد وجبة الفطور لهم .
بعدها تقوم بالغسل و الكنس و جمع مخلفات الزوج و الابناء من ملابس متسخة و هذا دوامها اليومي و كذا المراجعة معهم.
و كل هذا و هي تخفي احساسا بالتعب النفسي دون ان تظهره تماما . الساعة السادسة مساء يدخل الزوج و مزاجه سيء جدا و الزوجة تحاول إرضاءه بكل الطروق لكن لا مفر من” نكيريه”. ..و المسكينة تحاول الموازاة بين كل هذه المهام دون وقوع أي خلل في النظام الأسري .
أما بالنسبة للمرأة في البادية لا يسري عليها الحجر 100%لأن معظم أعمالها تكون خارج البيت كجلب الحشيش للبهائم و كذا الحطب لطهي الخبز..إلى غير ذلك من الأعمال.
و نحن نتحدث عن المراة في ايام كورونا ، لا بد من التفكير في هذا العنصر الهام في البيت بتوفير شروط الاشتغال بوضع برنامج يومي يتم احترامه من جميع المحاصرين في بقعة لا تتعدى 100متر في غالب الاحيان ، فراحة المراة و هي تتنقل في هذه المساحة الضيقة تكمن في التحرك بحرية من مكان الى آخر بدون رادارات و الاستماع لكل ما يغذي فيها روح العمل و الابداع داخل المطبخ .
المراة في هذا الوضع محتاجة لدعم نفسي من البرامج الاداعية و التلفزية بعيدا عن التنافس عن القنوات من رب الاسرة او الاطفال لمتابعة الدراسة عن بعد ، المراة في هذا الوضع تكون مرهقة بكثرة الطبخ و الغسيل و المتطلبات و كانها في مقهى او في مطعم .
اضف الى ذلك معاناتها من تحول البيت الى مدرسة و تصبح ادوارها متعددة اقول رافة بها فهي لا تخرج و تزداد معاناتها و هي سجينة رقعتها الصغيرة حيث تكون بعيدة عن المستجدات الخارجية مع الجارات و حديث ابواب المنازل.
بقلم ربيعة ياسين