المغاربة وإنتخابات أمريكا ..
محمد الفايجي
في خضم تفاعل المغاربة، على اختلاف انتماءاتهم الطبقية والمصلحية، وجودة خدمة الأنترنيت المقدمة من طرف فاعل ما وغير ذلك.. لا يمكن اليوم في عالم (قرية صغيرة) يستحيل فيه أن نمنع الناس من الانتقال من نافذة كي يقوموا بإطلالة لا تتطلب منهم لا جوازا ولا ڤيزا ولا أي مسطرة إدارية غير كونيكسيون، فيجدون أنفسهم بفيرجينيا وپينسيلفانيا وأوهايو ،لا يمكن أن نقف أمام اهتمام الناس بهذه الانتخابات، قد يكون شكل الانتخابات الأمريكية وكيف تمت إدارتها إعلاميا ونفسيا وتأثير ذلك على العالم أجمع مصدر جذب وإلهام للمغاربة كي يتابعوا ويتتبعوا هذه الاستحقاقات حذو القدة بالقدة.
لكن ، لنطرح السؤال التالي، لماذا يهتم المغاربة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على هذا النحو وبهذا الحماس والاهتمام؟
هل يهتمون بالانتخابات المغربية نفس الاهتمام ويكون لهم نفس الحماس؟
هل يسألون عن تفاصيل القوانين المنظمة للانتخابات بنفس حجم السهر واللهفة حين انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
أليس حريا في ترتيب الأولويات أن تهتم البيوت المغربية والفضاءات الحاوية للنقاشات التافهة ، بأولوية كل المكونات المحيطة باستحقاقاتنا القادمة وكل تفاصيلها ووضع تخمينات حيال نتائجها؟
لماذا يهرب عديد من المغاربة إلى خارج الحدود عبر گوگل المتنفس العالمي إلى فضاءات ومجالات أخرى حينما يتعلق الأمر بالسياسة والحياة العامة؟
هل نماذجنا تتضمن اختلالات أم أنها لا تستطيع جذب المغاربة واهتمامهم بها؟ أم أن المنظومة البانية لهذه النماذج السياسية والثقافية والاقتصادية انبنت بالقصد وبغاية إبعاد المغاربة عن الانخراط في شؤونهم العامة ..
هل يشاركون بنفس الحماس من على أي فضاء كان منزلا أو مقرا لجمعية، أو حزب، أو من على منصة رقمية ، في النقاشات والسجالات الدائرة حول القاسم الانتخابي؟ وحول التقطيع الترابي؟
لماذا يتركز النفس العام حول مقاعد السلطة والتحالفات والمصالح والتموقعات والتجاذبات والتقاطبات، لماذا لا يتحدث كثير من الانتخابيين والانتخابيات عن ” المصلحة العامة” هل يساهم هذا الجو في ظاهرة العزوف والهروب من كل أشكال المشاركة خصوصا عند شبابنا وشاباتنا بمغربنا الحبيب؟
في جانب آخر ،الاهتمام والافتتان الذي أظهره المغاربة بالحياة العامة الأمريكية في شق الانتخابات، لماذا لا يبرز عند المغاربة بشكل يومي فيما يتعلق بالحياة العامة والتي تمثل الانتخابات القادمة جزءا منها؟