المغاربة والدرك الملكي مستاؤون من مقال صحفي إختلق حدثا إرهابيا
فيصل روضي
يبدوا ان بعض الجرائد الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لم تعد تفرق بين الاجتهاد في نشر الأخبار العادية في مجالات مختلفة وبين الاجتهاد في مواضيع يمكن ان تمس بالنظام والأمن العام للمملكة ، فبعد انتشار فيديو لشاب جزائري تم توقيفه باحدى المطارات المغربية من طرف الدرك الملكي ، سارعت مجموعة من الجرائد الالكترونية الى نشره مؤكدة ان الشخص الموقوف ينتمي لخلايا ارهابية وكاد ان يفجر الطائرة لولا تدخل الدرك الملكي
والغريب ان مسؤولي هذه الجرائد لم يكلفوا انفسهم عناء الاتصال بالجهات المعنية قصد التأكد من المعلومة ومن هنا يعاد طرح سؤال قانون الصحافة والنشر الجديد من خلال الاجراءات الممكن اتخاذها في مثل هذه الواقعة باعتبارها واقعة غير عادية يمكن ان تؤدي الى ما لا يحمد عقباه ، في اشارة الى ان هذه الأخبار الزائفة حسب مصادر رسمية أكدت ان المشتبه فيه لا علاقة له باي توجه ارهابي، تؤثر بطريقة مباشرة في تراجع السياح و تجنبهم زيارة المغرب بسبب الخوف والهلع الذي تخلقه هذه الاخبار ،ناهيك عن تردد عدد من المواطنين المغاربة على مطار اكادير وباقي المطارات للسفر بين مدن المملكة و خارج أرض الوطن، اذ من المتوقع وحسب حالات مشابهة مسبقا ان تؤدي باصحابها الى متابعة جنائية . وتعود تفاصيل الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ،الى انتباه ربان الطائرة لسلوكات غريبة من طرف شاب من جنسية جزائرية ،الشيء الذي استدعى الاتصال بمصالح الدرك الملكي من اجل التدخل للبحث بشأن الشاب المعني بالأمر والمشتبه في سلوكاته خصوصا ان خطابه وأجوبته على بعض الأسئلة اثارت انتباه الربان والراكبين معا ، بعدها مباشرة استجابت مصالح الدرك وحضرت في الحين لايقاق المشتبه فيه والذي ابان عن مقاومة شديدة للدرك وهو الامر الذي اضطرهم الى استعمال القوة واسقاطه ارضا للتحكم في حركته حفاظا على الأمن والسكينة والطمأنينة باعتبار المطار نقطة تجمع حساسة جدا ،تبين بعد ذلك ان المشتبه فيه يعاني نفسانيا بعدما تم نقله لجناح الامراض العقلية بالمستشفى الاقليمي بانزكان قبل ان يغادره رفقه أخيه مؤكدين مرة اخرى ان الموقوف بعيد عن شبهة الارهاب، والفيديو المنتشر بمواقع التواصل الاجتماعي يبين الموقوف انذاك ساقطا على الارض قبل اقتياده الى سيارة الدرك الملكي والمغادرة .
جدير بالذكر ،ان جلب القراء لمختلف الجرائد الاكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لا يتأتى عن طريق اللعب بالأمن العام وعلى حساب مصلحة الوطن ،بل وجب استحضار المسؤولية والمهنية في نشر الأخبار مراعاة للمتلقي المتباين الفهم ، مع الاشارة الى أن الجهات المعنية تعلن استعدادها حسب مصادر رسمية الى التعاون في هذا المجال لاستكمال الصورة و ايصال المعلومة الصحيحة منبهة للأشخاص الذين يسلكون طرقا غير مشروعة وغير مهنية في نشر المعلومة من مصادر غير موثوقة من بينها موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ، اذ لا يمكن لصحفي مهني يحترم نفسه ان يجعله مصدرا موثوقا .