المغرب اضطلع بدور كبير في إحداث برنامج ميد 21 شبكة جوائز التميز بحوض المتوسط
الكاتب:
و م ع
قال رئيس برنامج ميد 21 شبكة جوائز التميز بحوض المتوسط (إيطاليا)، محمد عزيزة، أمس الجمعة بمراكش، إن المغرب اضطلع بدور كبير في إحداث هذا البرنامج البالغ عدد جوائزه 11. وذكر محمد عزيزة، خلال ندوة صحفية عشية حفل تسليم جائزة ابن رشد لشخصيتين من ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط (عبدو ضيوف الرئيس الأسبق للسنغال والأمين العام السابق لمنظمة الفرنكوفونية، وفيليبي غونزاليس ماركيز السياسي والرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية)، بالمبادرات المتعددة التي قامت بها المملكة في هذا المجال وخاصة إحداث أول جائزة في هذه الشبكة والمتمثلة في الجائزة الدولية “الشريف الإدريسي”. من جهتها، أبرزت عزيزة بناني، سفيرة المغرب السابقة باليونسكو، أن جائزة ابن رشد المحدثة بمراكش بمبادرة من جامعتي قرطبة (المدينة التي ازداد فيه هذا العالم الإسلامي الكبير) ومراكش (حيث توفي) والمركز الإيطالي لحوض البحر الأبيض المتوسط (إيطاليا)، تكرم شخصيات تعمل على إرساء الأمن والتقريب بين الجنوب والشمال. وقالت “إن ابن رشد استطاع التوفيق بين متناقضات من خلال الجمع بين الإيمان والعقل، إنه شخصية لم يتوان عن السفر طيلة حياته بين ضفتي حوض المتوسط، وبفضل هذا المفكر العربي الإسلامي البارز تعرفت أوروبا على الإرث اليوناني”. من جانبه، أبرز رئيس جامعة القاضي عياض، عبد اللطيف الميراوي، أن ابن رشد يعد من بين الوجوه التي أثر فكرها في الإنسانية، فهو رمز للإسلام المعتدل، كما أعطى دفعة جديدة للفكر بحوض المتوسط، ففكره أضحى ذا صيت عالمي، يقول رئيس الجامعة. وأضاف أن إحداث هذه الجائزة من طرف جامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة قرطبة بإسبانيا، والمركز الإيطالي لحوض البحر الأبيض المتوسط، يأتي للاحتفاء بفكر هذا العالم الفذ، مشيرا إلى أن الاختيار هذه السنة وقع على وجهين بارزين بضفتي حوض المتوسط عرفا بانخراطهما الحثيث من أجل السلم والتقريب بين الثقافات وهما السيدان عبدو ضيوف وفيليبي غونزاليز ماركيز. من جهته، قال الرئيس السابق لجامعة قرطبة السيد خوسي مانويل رولدان نوغيراس، إن فيليبي غونزاليس ماركيز الحائز على هذه الجائزة عن الضفة الشمالية، قاد بلاده نحو انتقال ديمقراطي وساهم بشكل واسع في مسار تحديث إسبانيا. وتحتفي جائزة ابن رشد، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل سنة، بشخصيتين تنحدران من ضفتي حوض المتوسط اعترافا بأعمالهما في “بعث أنسنة حديثة بحوض المتوسط”. وتسعى جائزة ابن رشد الدولية، التي سيتم تنظيم حفل تسليمها مساء يوم غد السبت بالمدينة الحمراء، إلى أن تكون مناسبة متميزة لتخليد واستعادة كيف كانت منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط مع مفكرين من أمثال ابن رشد وابن ميمون. وتروم جائزة ابن رشد تكريم مفكرين معاصرين ينحدرون من إحدى بلدان الضفة الشمالية والضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط ويتموقعون ضمن الخط الفكري لابن رشد مع سعيهم من خلال أعمالهم إلى المساهمة النوعية والراهنة في سبيل بلورة أنسنة حديثة للقرن الواحد والعشرين في منطقة حوض المتوسط وفي غيره من مناطق العالم. وتندرج هذه الجائزة ضمن شبكة جوائز التميز المتوسطي، المتبناة من طرف مؤسسة المرصد المتوسطي بإيطاليا، والمجمعة ضمن البرنامج المسمى “ميد”، الذي أطلقت جوائزه بعدد من البلدان المتوسطية، وتحمل كل واحدة منها اسم شخصية تاريخية لها قيمتها الفكرية ووضعها الاعتباري. يشار إلى أن جائزة ابن رشد الدولية في نسختها الأولى منحت لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال (الأردن) عن الضفة الجنوبية لحوض المتوسط، وجان دانيال الكاتب مؤسس مجلة “نوفال أوبسرفاتور” الفرنسية (الضفة الشمالية).