المكتب الوطني للماء والكهرباء يقترب من الإفلاس
حث المجلس الأعلى للحسابات في تقرير له حول قطاعات المؤسسات والمقاولات العمومية بالمغرب ، بضرورة تصفية الوضعية المالية لبعض المؤسسات والمقاولات العمومية التي تحدق بها أخطار مهمة من شأنها أن تؤثر على صحة المالية العمومية ، بضرورة الخضوع لعملية اعادة هيكلة يثم تحديد مجالاتها في اطار عقود~ برنامج مع توقع المخاطر المحتملة وتجنب تراكم متأخرات القروض والديون .
وأوضح أن الأمر يتعلق أساسا بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الذي “يعرف، منذ عدة سنوات، اختلالات مالية بنيوية”، حيث سجل متم 2015، “عجزا في نتيجته الصافية بمبلغ 2344 مليون درهم، فيما بلغت مديونيته من أجل التمويل 56,825 مليون درهم، وناهزت تحملاته المالية 2775 مليون درهم”، وهو الأمر الذي أضحى معه من الإلزام، بحسب المجلس، حث هذه المؤسسة على الإسراع بتفويت تدبير الصندوق الداخلي للتقاعد (فرع الكهرباء) لصالح إحدى المؤسسات المختصة.
وأكد المجلس أن من شأن هذا الإصلاح أن “يمكن المكتب من تصفية وضعيته المالية والانكباب على بناء رؤية استراتيجية في اتجاه التركيز على مهمته الأساسية المتمثلة في نقل الطاقة الكهربائية وتطوير عقود الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال إنتاج هذه الطاقة”.
كما أثار الانتباه إلى أن مؤسسات أخرى “تواجه مخاطر محتملة، و إن بحدة أقل، تستدعي أخذها بعين الاعتبار”، كالمكتب الوطني للسكك الحديدية والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب والخطوط الجوية الملكية المغربية ومجموعة التهيئة “العمران”.
فبالنسبة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أوضح المجلس في تقريره أن الوضعية المالية لهذه المؤسسة العمومية “تعاني من مظاهر الهشاشة، حيث سجل، خلال الفترة (2010- 2015 ) عجزا ماليا مجموعه 252 مليون درهم”، مسجلا أن “الاستغلال المرتقب للخط فائق السرعة الرابط بين طنجة والدار البيضاء لن يحقق مردودية إلا بعد مرور سنوات عديدة، ما قد يؤدي إلى تفاقم عجز استغلال هذه المؤسسة العمومية ذات الصبغة الاستراتيجية”.
وعلى صعيد آخر، أوصى المجلس أيضا بتصفية متأخرات الأداء المتعلقة بالمقاولات العمومية تجاه القطاع الخاص، بالنظر لتأثيرها السلبي على النسيج الاقتصادي الوطني المكون أساسا من الشركات الصغرى والمتوسطة