المنتخب المغربي أمام اختبار صعب للظفر بـ”كان 2019
يراهن المنتخب المغربي لكرة القدم على بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم (كان 2019)، التي تنطلق في مصر الجمعة، للعودة بقوة إلى ساحة القارة السمراء، خصوصا بعد الأداء “الكبير”، الذي قدمه خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، ووصول فريقين مغربين لنهائي أبرز بطولتين للفرق بإفريقيا مؤخرا.
وفي ظل تفاؤل عدد من المراقبين لأداء المغرب خلال هذه النهائيات، إلا أن خبراء مغاربة في الشأن الرياضي أعربوا عن تخوفهم من تراجع أداء منتخب بلادهم في الآونة الأخيرة، وهو ما يصعب مأمورية الظفر بالبطولة، خصوصا أن المغرب يوجد في مجوعة “صعبة” إلى جانب منتخبات كوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا.
نقط قوة
يلعب المنتخب المغربي بنفس تشكيلة مونديال روسيا، التي تركت انطباعا جيدا لدى المتتبعين.
ومن بين نقط قوة المنتخب، وجود نجوم يلعبون في دوريات أوروبية قوية مثل غانم سايس (وولفر هامبتون الانجليزي)، وحكيم زياش ونصير مزراوي ( أياكس أمستردام الهولندي)، وسفيان بوفال سيلتا (فيغو الإسباني)، ونبيل درار (فنربخشة التركي).
كما يضم المنتخب المغربي لاعبين من أصحاب الخبرة الكبيرة مثل المهدي بنعطية (الدحيل القطري)، ولاعبين شباب يشكلون جيلا جديدا للمنتخب ، يقوده أشرف حكيمي (بوروسيا دورتموند الألماني)، ويوسف النصيري (ليغانيس الإسباني).
وتزداد حظوظ المنتخب في ظل قيادته من طرف الفرنسي هيرفي رينارد، الذي سبق قاد منتخبين إفريقيين للتتويج بهذا اللقب، مع زامبيا عام 2012، وساحل العاج عام 2015؛ ليصبح بذلك أول مدرب يفوز بكأسين إفريقيين مع منتخبين مختلفين.
علامات استفهام
رغم تفاؤل عدد من المتتبعين لحظوظ المغرب في أمم افريقيا بمصر، إلا أن نقاط استفهام لا تزال تحاصر المنتخب.
إذ انتقد نشطاء مغاربة ما أسموه بعض السلوكات التي أدت إلى انسحاب عبد الرزاق حمد الله (هداف الدوري السعودي مع فريق النصر) من المنتخب، في الوقت الذي أشار بيان الاتحاد المغربي إلى أن حمد الله مصاب على مستوى الظهر والورك.
وحسب الإعلام المحلي، فإن انسحاب حمد الله يرجع إلى خلاف بين اللاعب وبعض زملائه داخل المنتخب.
وقال إدريس عبيس، الخبير الرياضي المغربي، والمدرب السابق لعديد من الأندية المغربية والخليجية للأناضول إن “المشاكل التي عرفها المنتخب ممكن أن تؤثر على أدائه، خصوصا أن بطولة من حجم كأس إفريقيا تتطلب تركيزا كبيرا، واستعدادا نفسيا”.
وقال عبيس إن القراءة الأولية لأداء المنتخب المغربي من خلال المباريات الأخيرة التي لعبها تبين عددا من النواقص.
ولفت عبيس إلى أن تركيبة المنتخب تظهر تقدم بعض اللاعبين في السن، فضلا عن تراجع تنافسيتهم.
واعتبر أن “فريق بلاده يفتقد إلى حارس مرمى بمستوى جيد وأيضا يتفقد إلى ظهير أيسر على مستوى كبير”.
بدوره، انتقد الباحث المغربي المخصص في الرياضة، يحيى السعيدي، اختلاف الأهداف المحددة لمنتخب بلاده تجاه كأس إفريقيا بين مدرب المنتخب المغربي ورئيس الاتحاد المغربي للعبة.
وقال السعيدي، إنه “في الوقت الذي قال مدرب المنتخب المغربي الفرنسي هيرفي رينارد إنه يهدف الوصول إلى دور الربع النهائي يتوقع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم الظفر باللقب”.
ولفت السعيدي إلى أن “أداء منتخب بلاده خلال لقائه مع غامبيا كان مخيبا للآمال، خصوصا أنه انهزم بهدف واحد بدون مقابل”، مضيفا أن “العياء ظهر جليا لدى لاعبي المنتخب”.
وأكد ضرورة أن “تكون تشكيلة المنتخب متماسكة من أجل تحقيق الفوز في الكان”.
وتابع: “تشكيلة المنتخب لم تعرف تغييرات كثيرة مقارنة مع المنتخب الذي لعب في مونديال روسيا؛ حيث كان على المدرب أن يضيف بعض اللاعبين”.
وبخصوص وجود لاعبين كبار في المنتخب بإمكانهم صنع الفارق، قال السعيدي إن “الفوز سيكون حليف المنتخب المتكامل؛ حيث لا يمكن لاعب واحد من طينة حكيم زياش أن يصنع الفارق؛ حيث يجب أن يكون هناك لاعبون آخرون لهم مميزات احترافية كبيرة”.
وقال إن ما يقلل حظوظ فوز بلاده بالفوز باللقب توقع مغادرة المدرب للمنتخب بعد الكان.
ويلعب عدد من لاعبي المنتخب المغربي في الدوريات الأوروبية وآخرون في دوريات الخليج، في حين يضم المنتخب لاعب واحد في الدوري المغربي.
المباراة الأولى
إدريس عبيس اعتبر أن المباراة الأولى لبلاده هي التي ستحدد مصيره في هذه الكأس.
وتابع قائلا: “إذا تمكن المنتخب من الفوز بهذه المباراة ضد ناميبيا، وظهر بالشكل المطلوب، فإن ذلك سينعكس على مستواه في باقي المباريات الأخرى”.
من جهته، قال الإعلامي المغربي المتخصص في الشأن الرياضي، جمال إسطيفي، إن “الخسارة في مباراة ودية أمر ممكن؛ فليس هناك منتخب يمكن أن يفوز في كل المباريات، لكن المقلق في مباراة المنتخب الوطني التي خسرها أمام زامبيا أنها الأخيرة له قبل السفر إلى مصر، وكان متوقعا أن تعطي إشارات إيجابية حول الوجه الذي سيظهر به المنتخب في النهائيات، فإذا بها ترسم الكثير من الشكوك”.
وانهزم المغرب أمام زامبيا بـ3 أهداف مقابل هدفين في مباراة بمدينة مراكش الأحد الماضي.
وتساءل إسطيفي، في تدوينة له عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”: “هل علينا أن نحتفظ بالتفاؤل رغم الخسارتين أمام غامبيا وزامبيا، الأمر صعب جدا، مع التذكير أن الهدف ليس تجاوز الدور الأول وإنما المنافسة على اللقب”.
وتابع: “تلقي الصفعة وديا أفضل من تلقيها رسميا؛ فثمة هامش ولو صغير جدا لإصلاح الأخطاء وتغيير بعض الأمور ووضع حد للعناد”.
وذكر أن “أن كرة القدم علمتنا أنها تخبئ الكثير؛ فمنتخب كوت ديفوار، الذي توج باللقب في دورة 2015 بغينيا الاستوائية، لم يفز بأي مباراة ودية قبل “الكان”، لكنه توج باللقب رغم أن بدايته كانت متعثرة بعد تعادلين متتالين في النهائيات”.
المصدر: وكالة الأناضول