النص الكامل للكلمة التي ألقاها محمد العربي بلقايد في إفتتاح أشغال المؤتمر العالمي الرابع للسياحة الحضرية
الكاتب:
مراكش 24
بعد إسطنبول سنة 2012، وموسكو سنة 2013، ثم برشلونة سنة 2014، ها هي مدينة مراكش تتشرف باحتضانها للقمة العالمية للسياحة الحضرية.
ففي سنة 2012، تاريخ أول لقاء عالمي للمنظمة تم تناول موضوع “السياحة الحضرية، ناظمة التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي”،
و خلال اللقاء الثاني سنة 2013، تم التركيز على محو ” استراتيجيات متجددة من أجل دعم التنافسية وإعداد نماذج تجارية جديدة”،
و في السنة الماضية كان اللقاء استشرافيا، تم التركيز فيه على ” تطوير السياحة الداخلية: نماذج جديدة “.
هاهو اليوم بمدينة مراكش يأتي في إطار الاستمرارية للقاءات السابقة، بحيث سيتمحور حول “تطوير السياحة الحضرية”، وهو ما يجعلنا نسعد كثيرا باختيار مدينتنا لاحتضان هذه التظاهرة العالمية.
فهذه المدينة، التي تم تأسيسها منذ القرن الحادي عشر الميلادي، شكلت دوما عاصمة لعدة حضارات تعاقبت على حكم المغرب، خلفت وراءها تراثا إنسانيا عالميا.
فباحتضانها لهذه التظاهرة العالمية حول السياحة الحضرية، تؤكد المدينة وبالملموس ريادتها كمدينة سياحية أولى على الصعيد الوطني.
إن هذه الوضعية التي توجد عليها مراكش اليوم مردها بالأساس إلى موقعها الجغرافي، ومناخها وإطار وتقاليد عيشها، إضافة إلى قربها من الأسواق الدورية وانفتاحها على زبائن كثر من خلال تحرير المجال الجوي، كلها عوامل مجتمعة تجعل منها وجهة سياحية ذات ثقة كبيرة.
أيها الحضور الكريم،
إضافة إلى هذه العوامل، ينضاف الوزن التاريخي الكبير للمدينة، وأيضا تمتعها بتصنيف مزدوج من طرف منظمة اليونسكو، كتراث عالمي مادي سنة 1985، وتراث عالمي شفهي لساحة جامع الفنا سنة 2001.
هذا وحرصا من المجلس الجماعي لمدينة مراكش للحفاظ على هذه المكاسب الكبيرة التي تم تحقيقها في المجال السياحي، فقد انخرط وبشكل إرادي في مجموعة من المشاريع الهامة المرتبطة بتطوير السياحة الحضرية من خلال مشروع مندمج كبير يحظي بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، و هو مشروع ” مراكش الحاضرة المتجددة”، الذي جاء ثمرة تعاقد كبير بين القطاع العام و الخاص، ويهم بالأساس، من خلال العديد من محاوره ، دعم السياحة الحضرية عبر مشاريع مهيكلة هدفها الأساس تثمين وحماية التراث العريق للمدينة من خلال ترميم العديد من المآثر التاريخية وتهيئة الساحات والممرات السياحية، وكذا إدماج المجال العتيق للمدينة في المجالات التنموية الأخرى، الشيء الذي سينعكس إيجابا على تطوير المدينة والرفع من إشعاعها على المستويين الوطني والدولي، وإرضاء زوارها والرفع من مستوى عيش ساكنتها، وهو ما أعطاها قيمة مضافة من أجل ترسيخ الأنشطة السياحية بالمدينة.
حضرات السيدات والسادة،
ونحن نعيش هذه الأيام أجواء قمة المناخ 21 بباريس، فإننا في المجلس الجماعي نعتقد جازمين أن تجديد السياحة الحضرية يمر أساسا عبر سياحة مستدامة، تشكل بديلا لا محيد عنه لممارسات عمرت طويلا، اعتمدت بالأساس على المردودية واستغلال الموارد الطبيعية.
إن تطوير هذا القطاع لن يمر إلا عبر إدماج أنشطته في المحيط السوسيو اقتصادي لكي تكون له آثار مباشرة على المشروع الترابي للمدن، وعبره على ساكنة المجالات الحضرية.
ولن يتأتى ذلك إلا عبر سياحة مستدامة، تأخذ بعين الاعتبار التوازنات الطبيعية والإنسانية عبر اعتماد حوار جاد بين مختلف المتدخلين في التنمية المحلية من أجل مشروع حضري متكامل يكون فيه نشاط القطاع السياحي في خدمة المدينة وساكنتها، خاصة وأن مدينة مراكش تستعد لاحتضان القمة 22 للمناخ خلال شهر نونبر من السنة المقبلة 2016.
أتمنى لكل ضيوف مدينة مراكش مقاما طيبا بها، وأتمنى أيضا أن يكون لديكم الوقت الكافي لاكتشاف خبايا هذه الحاضرة الساحرة والعريقة.
أشكركم وأتمنى لقمتكم هاته كل سبل النجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش
محمد العربي بلقايد