. انهيار إستراتيجية ماكرون الإفريقية بعد انقلاب النيجر
قالت صحيفة “بلومبرغ” الأميركية في تقرير لها، إنّ “استراتيجية فرنسا في أفريقيا في حالة يرثى لها في الوقت الذي تكافح فيه لإقناع دول منطقة الساحل بأن وجود قوة استعمارية سابقة يمكن أن يحقّق نتائج إيجابية”.
وربطت الصحيفة ذلك بالتطورات الأخيرة التي شهدتها النيجر، حيث قالت في التقرير إنّ وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا وقفت إلى جانب رئيس النيجر في العاصمة نيامي قبل أسبوعين وأثنت على دور البلاد كشريك رئيسي، واليوم يحتجز الرئيس محمد بازوم رهينة من قبل حراسه الأمنيين بعد الانقلاب.
وتابعت الصحيفة أنّ النيجر لم تحافظ على علاقات تجارية وثقافية وثيقة فحسب، بل أصبحت القاعدة الرئيسية للقوات الفرنسية التي تقاتل مسلحين في المنطقة بعد انسحابهم من مالي.
وكان إيمانويل ماكرون يعوّل على النيجر لإعادة تشكيل استراتيجيته في منطقة الساحل، وهي منطقة قاحلة تمتد عبر العديد من دول غربي أفريقيا، كما كانت المنطقة في قلب طموح الرئيس الفرنسي.
وقال صديق أبا، رئيس المركز الدولي للتفكير والدراسات حول الساحل، إن “شراكة النيجر مع باريس لم تحقّق النتائج التي توقّعها النيجريون، على الرغم من وجود الآلاف من القوات والمنشآت العسكرية الكبيرة”.
وأشار أبا إلى الاختلافات من حيث النهج والأهداف مقارنة بالولايات المتحدة.
ووفق الصحيفة، ينظر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى النيجر، ثاني أكبر منتج لليورانيوم في أفريقيا والرائد في المرافق الأوروبية، كشريك موثوق به في منطقة الساحل التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وقبل أيام، اتّهم العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه.
وحذّر قادة الانقلاب في النيجر، من أي تدخل عسكري في بلادهم، معتبرين أنّ قمة “إيكواس” تهدف إلى “المصادقة على خطة عدوان ضد النيجر من خلال القيام بتدخل عسكري وشيك في العاصمة نيامي بالتعاون مع دول أفريقية ليست أعضاء في المنظمة وبعض الدول الغربية”.