اهتمامات افتتاحيات الصحف اليومية
شكلت رهانات الزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، وقطاع السياحة، والإصلاحات الجارية بالمملكة؛ أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الاثنين.
ففي معرض حديثها عن الدعوة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، كتبت (لوبينيون) أنه علاوة على كونها دعوة بروتوكولية، فإن هذه المبادرة الملكية تأتي في إطار منح بيدرو سانشيز بعض الوقت لمواجهة مقاومة نواب المعارضة وبعض نواب الأغلبية لدعمه الأخير مخطط الحكم الذاتي للصحراء المغربية.
وضمن هذا السياق، قال كاتب الافتتاحية إن اللقاء المقبل بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية سيعطي انطلاقة لمحور جديد بين الرباط ومدريد، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الاستراتيجية للبلدين.
وفي موضوع آخر، تطرقت (ليكونوميست) إلى موضوع قطاع السياحة، حيث كتبت أن وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة يعملان منذ بضعة أشهر على إعادة إرساء وجهة المغرب في السوق العالمية بشكل كامل.
وأكد كاتب الافتتاحية أن الظرفية المستقبلية تبدو ملائمة خلال الأشهر المقبلة، ولكن من أجل استغلالها أضحى من الضروري القيام بنقلة نوعية في هذا المجال، وذلك في أفق الاستجابة لمتطلبات “عالم ما بعد كوفيد”، مشددا، في هذا الصدد، على الأهمية القصوى لـ”تعزيز الفهم المستقبلي” لانتظارات السياح.
وبالنسبة له، فإن تطوير وجهة سياحية لا يعني فقط إنجاز البنية التحتية، بل الأمر يتطلب أيضا الأخذ بعين الاعتبار العنصر البشري، وهو عامل مفاضلة حقيقي، لأن جميع مكونات سلسلة القيمة معنية بذلك، بدءا من مستخدمي الفنادق إلى المرشدين السياحيين.
وأكد أنه على الرغم من الجهود المبذولة من أجل إدماج الممارسين في القطاع غير الرسمي وفرض التكوين المستمر، إلا أن كل ذلك لايزال غير كاف لإعطاء دفعة قوية لمهنة لها علاقة مباشرة مع تجربة السفر؛ داعيا، في هذا السياق، إلى عصرنة هذه المهنة لكي تتماشى مع احتياجات الجيل الجديد من السياح.
وفي سياق آخر، أبرزت (أوجوردوي لوماروك)، التي تناولت الإصلاحات التي تم إجراؤها في المغرب، أن الدورة البرلمانية المقبلة، التي ستفتتح هذا الأسبوع، ستنكب، لامحالة، على دراسة النصوص والتشريعات بالسرعة المطلوبة، والتي يجب أن تواكب وتدعم الإصلاحات المهمة والعاجلة.
ولمواجهة تحديات العقود المقبلة، شرع المغرب بالفعل في التحول الضروري لاقتصاده والذي سيتعين عليه الآن أن يأخذ في الاعتبار الظروف الجديدة مثل ندرة الموارد والاكتفاء الذاتي والسيادة الاقتصادية دون إغفال العوامل الطبيعية مثل تغير المناخ.
وقال كاتب الافتتاحية إن أحد الإصلاحات الأكثر إلحاحا، اليوم، هي تلك المتعلقة بالترسانة الضريبية، لأنها تمثل أحد المداخل الرئيسية لبناء نسيج مقاولاتي أكثر فعالية، لاسيما إرساء وتعزيز العدالة والمسؤولية الفردية والجماعية، التي تشكل، بلاشك، أحد مقومات الاقتصاد الصامد.