برنامج دعم التعاونيات بمراكش أسفي …تعاون مغربي أمريكي لتجاوز صعوبات كوفيد 19
مراكش – عقد، أمس الخميس، بمراكش، لقاء خصص لتتبع التقدم الذي أحرزه برنامج “دعم التعاونيات” بجهة مراكش – آسفي، والرامي إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، ولمكافحة الآثار الاقتصادية المترتبة عن جائحة كورونا.
وشكل هذا اللقاء، الذي تميز بحضور السيد ديفيد غرين، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، ووالي جهة مراكش – آسفي، عامل عمالة مراكش، السيد كريم قسي لحلو، وكذا ممثلي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنظمة “گیڤ دایركتلي” الدولية، المتخصصة في التحويلات النقدية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مناسبة لاستعراض مختلف مكتسبات وأهداف البرنامج.
وجدير بالذكر أن برنامج “دعم التعاونيات” بجهة مراكش- آسفي يندرج في إطار التعاون بين الحكومتين الأمريكية والمغربية، وفي انسجام تام مع الأولويات الحكومية الرامية إلى تحفيز الإقلاع الاقتصادي بالمناطق القروية والحضرية.
وقال ديفيد غرين، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالرباط، في تصريح للصحافة، على هامش اللقاء، “نحن هنا اليوم للاحتفال ببرنامج يشكل مصدر أمل للعديد من التعاونيات، التي توجد في وضعية صعبة بسبب جائحة كوفيد-19”.
وأوضح أن “هذا المشروع الممول بشكل مشترك بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و (گیڤ دایركتلي)، بمبلغ أولي قدره 3 ملايين دولار، يهدف إلى تقديم الدعم المالي لـ250 تعاونية صغيرة بجهة مراكش- آسفي، بغية الحد من تأثير الجائحة، بفضل دعم مالي يبلغ 90.000 درهم لكل تعاونية”، مبرزا أن تمويلا إضافيا قدره 1,25 مليون دولار منحته “گیڤ دایركتلي” من أجل مساعدة 100 تعاونية إضافية بالجهة، لينتقل بذلك عدد التعاونيات المستفيدة إلى 350.
وكشف الدبلوماسي أن هذا البرنامج سيمكن من “إعطاء دينامية للاقتصاد التضامني بالجهة، الشيء الذي سيعود بالنفع على الشباب، والنساء، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المستهدفين، مما سيساهم، على الخصوص، في خلق فرص الشغل، وتنويع الأنشطة التعاونية، وبالتالي دعم استدامة التعاونيات المستفيدة”.
من جهتها، ألقت مديرة منظمة “گیڤ دایركتلي” – المغرب، السيدة جميلة عباس، عرضا مستفيضا حول البرنامج، حيث أوضحت أن هذا الدعم سيوجه لتمويل احتياجات صندوق رأس المال المتداول للتعاونيات الصغيرة، التي تعمل في القطاعات ذات الأولوية بالجهة، مثل الفلاحة، والمنتوجات المجالية، والسياحة المستدامة، والصناعة التقليدية، والخدمات.
كما أوضحت السيدة عباس أنه “سيكون بإمكان التعاونيات، بفضل هذا الدعم المالي، التزود بالمواد الأولية، واقتناء تجهيزات وأدوات الإنتاج والتسويق، قصد إنعاش وتطوير أنشطتها”، مضيفة أنه تم إعطاء الأولوية للتعاونيات التي تمثل النساء فيها نسبة لا تقل عن 60 بالمئة من العدد الإجمالي لأعضائها، إضافة إلى التعاونيات التي يمثل فيها الشباب نسبة 40 بالمئة من العدد الإجمالي لأعضائها، وكذا التعاونيات التي تضم منخرطين ذوي احتياجات خاصة.
من جانبه، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية جهة مراكش – آسفي، السيد أنور دبيرة التلمساني، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و “گیڤ دایركتلي” ارتكزتا على هيآت الحكامة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إنجاح هذا البرنامج، لاسيما أقسام العمل الاجتماعي على صعيد كل إقليم للاستفادة من الخبرة التي راكمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من سنة 2005 في مجال الحكامة، والدعوة إلى المشاريع، ومعايير الانتقاء والمواكبة.
وأعرب عن ارتياحه، إذ “بفضل هذه الشراكة المثمرة، حققت التعاونيات نتائج جيدة ستة أشهر فقط بعد إطلاق هذا المشروع”، مضيفا أن هيآت الحكامة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستستمر في تقديم الدعم اللازم للتعاونيات المستفيدة من أجل تطوير أنشطتها.
ومنذ إطلاقه في يوليوز 2021، يتم تنفيذ البرنامج عبر “گیڤ دایركتلي”، بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبتنسيق وثيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وولاية جهة مراكش- آسفي، من خلال لجان للتوجيه والتتبع، التي تشتغل وفق عملية تقوم على المشاركة والتشاور المستمر بين الشركاء.
وتم انتقاء التعاونيات المستفيدة حسب معايير تعزز مشاركة النساء، والشباب والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك، من خلال طلب إبداء الاهتمام تم إطلاقه في يوليوز 2021. ويتمثل الهدف في تمكين التعاونيات المذكورة من الاستفادة من الدعم المالي اللازم لتطوير أنشطتها، التي تقلصت أو توقفت جراء جائحة كورونا.
ويعرف البرنامج حاليا نجاحا كبيرا في أوساط النسيج التعاوني، حيث تم اختيار أزيد من 350 تعاونية بجهة مراكش – آسفي لوحدها، تلقت 150 تعاونية منها الشطر الأول الذي يبلغ 30 ألف درهم، وهو ما يمثل مبلغا إجماليا قدره 4.500.000 درهم.
ومن جهة أخرى، قدمت تعاونيتان استفادتا من الشطر الأول، خلال اللقاء، تجربتهما في ما يتصل بالمشاركة في هذا البرنامج، مع التركيز على تأثيره من حيث تطوير أنشطتهما.
وعلاوة على ذلك، تمت دعوة العديد من التعاونيات القادمة من الأقاليم السبعة، وعمالة واحدة بجهة مراكش – آسفي، والتي انضمت للبرنامج في مرحلة ثانية، من أجل توقيع اتفاقيات هبة، بحضور كل شركاء المشروع.
وبفضل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و” گیڤ دایركتلي”، ستحفز هذه الشراكة الاقتصاد المحلي والجهوي، وستساهم في الرفع من الاستثمارات، والنهوض بالتجارة الوطنية والدولية، وكذا في خلق فرص الشغل.
وسيستفيد من هذا البرنامج بشكل مباشر وغير مباشر آلاف الأشخاص بالجهة، مع تعزيز استقلالية النساء والشباب، من خلال تمكينهم من الحصول على موارد اقتصادية جديدة، ولعب دور نشط في تنمية الأعمال التجارية لتعاونياتهم.
وتعتزم كل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و”گیڤ دایركتلي”، من هذا المنطلق، توسيع نطاق هذا المشروع، ليشمل جهات أخرى غير جهتي مراكش- آسفي، وبني ملال-خنيفرة، اللتين يجري فيهما حاليا تنفيذ المشروع، لترتفع، بذلك، الميزانية الإجمالية للمشروع إلى 14,2 مليون دولار، تشمل أكثر من 1000 تعاونية.